996464
996464
العرب والعالم

ترامب: صراع كبير محتمل مع كوريا الشمالية لكننا نسعى للدبلوماسية

28 أبريل 2017
28 أبريل 2017

سول ترفض دفع ثمن الدرع الصاروخية الأمريكية -

بكين: التسوية السلمية الخيار الوحيد الصائب.. و«آسيان» تعرب عن «قلقها العميق» -

عواصم - (وكالات): قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الأول إن من المحتمل أن يندلع صراع كبير مع كوريا الشمالية في المواجهة بشأن برامجها النووية والصاروخية لكنه يفضل إنهاء النزاع بالسبل الدبلوماسية.

وأضاف ترامب في مقابلة مع رويترز بالمكتب البيضاوي قبل أن يكمل 100 يوم على توليه الرئاسة «هناك احتمال أن ينتهي بنا الأمر إلى صراع كبير جدا مع كوريا الشمالية. بالطبع».

لكن ترامب قال إنه يريد حل الأزمة التي واجهها عدة رؤساء للولايات المتحدة سلميا وهو النهج الذي يؤكده هو وإدارته من خلال إعداد مجموعة متنوعة من العقوبات الاقتصادية الجديدة مع الإبقاء على الخيار العسكري الذي لا يزال مطروحا.

وقال ترامب «نود حل المسائل دبلوماسيا لكن الأمر شديد الصعوبة»، وقال ترامب إنه يرغب في أن تدفع كوريا الجنوبية تكلفة نظام ثاد الأمريكي للدفاع الصاروخي التي قدرها نحو مليار دولار أمريكي، وقال ترامب إنه ينوى إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية مع كوريا الجنوبية أو إلغائها نظرا لعجز تجاري عميق مع سول.

من جهتها، رفضت سول امس تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء فيها أن على كوريا الجنوبية دفع ثمن الدرع الصاروخية الأمريكية البالغة قيمتها مليار دولار التي ينشرها الحليفان في هذا البلد للتصدي لتهديدات كوريا الشمالية.

ووصلت العناصر الأولى من منظومة «ثاد» إلى ملعب غولف سابق في منطقة سيوغجو (جنوب) على مسافة 250 كلم جنوب سول، ما أثار غضب بكين في وقت يسود توتر شديد شبه الجزيرة الكورية على خلفية برنامجي بيونج يانج النووي والبالستي.

وأعلن مسؤولون أمريكيون أن الدرع سيتم تشغيلها «في غضون أيام». وعلق بعض رواد الإنترنت بسخرية على موقف ترامب فكتبوا على تويتر «إذاً يريد بدء حرب مع كوريا الشمالية، وأن تدفع كوريا الجنوبية الفاتورة».

ومنظومة «ثاد» مصممة لتتمكن من التصدي وتدمير الصواريخ البالستية قصيرة وبعيدة المدى في آخر مرحلة من إطلاقها.

والكوريون الجنوبيون منقسمون حول هذا الموضوع، إذ أيد 51,8% فقط منهم نشر الدرع في استطلاع للرأي أجراه معهد «كوريا ريسيرتش» في مارس.

وقال ترامب إن كوريا الشمالية هي أكبر تحد عالمي له. وأشاد ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ لموقف الصين الرامي إلى كبح جماح بيونج يانج. وكان الزعيمان التقيا في فلوريدا هذا الشهر.

وقال ترامب «أعتقد أنه يحاول بجد شديد. هو بالطبع لا يرغب في أن يرى اضطرابا وموتا. هو لا يريد أن يرى ذلك. إنه رجل صالح. صالح جدا. ولقد عرفته جيدا»، وأضاف «إنه يحب الصين ويحب شعب الصين. أعلم أنه يرغب في أن يتمكن من فعل شيء. وربما لا يستطيع».

من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي امس إن الوضع في شبه الجزيرة الكورية حرج وإن إبرام اتفاق سلام هو «الخيار الوحيد الصائب» في النزاع النووي مع كوريا الشمالية.

وقال وانغ للصحفيين في الأمم المتحدة قبل اجتماع وزاري للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعددها 15 «التسوية السلمية للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية عن طريق الحوار والمفاوضات تمثل الخيار الوحيد الصائب بشكل عملي وقابل للاستمرار».

وأعلنت إدارة ترامب يوم الأربعاء أن كوريا الشمالية تمثل تهديدا ملحا للأمن القومي وأولوية قصوى للسياسة الخارجية. وقالت الإدارة إنها تركز على الضغط على الدولة الشيوعية اقتصاديا ودبلوماسيا بينما تبذل الصين جهودا في محاولة احتواء جارتها وحليفتها العنيدة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات العسكرية مازالت خيارا مطروحا ولكنهم قللوا من هذا الاحتمال على الرغم من إرسال الإدارة حاملة طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية إلى المنطقة في استعراض للقوة.

وقد يقابل أي إجراء عسكري أمريكي مباشر برد انتقامي ضخم من كوريا الشمالية يسفر عن خسائر فادحة في اليابان وكوريا الجنوبية وفي صفوف القوات الأمريكية في هاتين الدولتين.

وبسؤال ترامب عما إذا كان يتعامل مع الزعيم‭‭ ‬‬الكوري الشمالي كيم جونج أون باعتباره رجلا عاقلا قال ترامب إنه يتصرف من منطلق هذا الافتراض، مشيرا إلى أن الزعيم الكوري الشمالي تولى زمام الحكم في بلاده في سن صغيرة.

وأضاف ترامب «لقد كان في عامه السابع والعشرين. وعندما توفي والده تولى السلطة. لهذا قل ما تشاء لكن هذا ليس سهلا خاصة في هذا العمر».

وأعربت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) امس عن «قلقها العميق» من جراء التجارب النووية والبالستية الكورية الشمالية، على رغم طلب بيونغ يانغ دعمها في خلافها مع واشنطن.

وفي خطوة نادرة، كتب وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ-هو الى الأمين العام لرابطة آسيان التي تضم عشر دول طالبا دعمها في المواجهة بين بيونج يانج والولايات المتحدة، لتدارك ما سماه «محرقة نووية». لكن وزراء خارجية آسيان اصدروا امس في مانيلا بيانا انتقدوا فيه كوريا الشمالية بسبب تجربتيها النوويتين وتجارب اطلاق الصواريخ البالستية التي تلتهما. واعلن مندوبو الرابطة (بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وبورما والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام) في ختام اجتماعهم، ان «آسيان تعرب عن قلقها العميق حيال تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية»، واضافوا ان «آسيان تدرك ان عدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية ستنجم عنه تأثيرات مهمة في المنطقة وخارجها».

ودعا وزراء آسيان «بحزم» كوريا الشمالية الى «الاحترام التام» لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر برامجها النووية والبالستية. ويدعو البيان أيضا الى استئناف المفاوضات حول الموضوع.

لكن آسيان تطلب من «جميع الأطراف المعنيين» «وقف كل الأعمال الاستفزازية وضبط النفس، لخفض حدة التوتر، والامتناع عن القيام بأعمال يمكن ان تؤدي الى تفاقم الوضع».