المنوعات

«موت صغير» تحصد «البوكر» و50 ألف دولار أمريكي

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

تستحضر الفيلسوف الإشكالي ابن عربي -

«عمان»: عبر الروائي السعودي محمد حسن علوان عن فرحته بفوز روايته «موت صغير» بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها العاشرة.

وكشفت سحر خليفة، رئيسة لجنة التحكيم، عن اسم الفائز بالجائزة في حفل أقيم في مدينة أبوظبي مساء أمس الأول. وحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50.000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، مما سيسهم في تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.

ويقيم محمد حسن علوان في تورونتو، كندا وصدرت له 4 روايات قبل «موت صغير» هي «سقف الكفاية» (2002)، «صوفيا» (2004)، «طوق الطهارة» (2007)، و«القندس» (2011) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2013، وفازت نسختها الفرنسية بجائزة معهد العالم العربي في باريس لأفضل رواية فرنسية مترجمة من العربية عن العام 2015.

كما أصدر علوان كتابا نظريا بعنوان «الرحيل: نظرياته والعوامل المؤثرة فيه» (2014). عام 2010، تم اختياره ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين، وأدرج اسمه في أنطولوجيا «بيروت 39». كما شارك علوان في أول «ندوة» (ورشة إبداع) التي نظمتها الجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2009 وكان مدرّباً على الكتابة في ندوة العام 2016.

رواية «موت صغير» هي سيرة روائية متخيلة لحياة الفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق. تتناول الرواية سيرة حياة زاخرة بالرحيل والسفر من الأندلس غرباً وحتى أذربيجان شرقاً، مرورا بالمغرب الغربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا.

وقال علوان «أحيانا يبدو مستغربا أن تُكتب رواية عن ابن عربي بتلك الأبعاد الطاعنة في مشرقيتها بينما أنا مقيم في هذا الجزء البعيد البارد من العالم، في كندا. ولكن أفكر أحيانا في ذلك فأتهم الحنين أولا بشكل مباشر ثم أجد أن التلامس مع المختلف الغريب هو الذي يدفعني باتجاه ذاتي وتراثي وثقافتي القديمة».

وعلّقت سحر خليفة نيابة عن لجنة التحكيم على الرواية الفائزة بقولها: تنبش رواية «موت صغير» في حياة ابن عربي، وتستحضر الرواية مرحلة تاريخية بصراعاتها وحروبها واضطراباتها وكيف في قلب هذا الخضم تتشكل وتتطور مسيرة حياة ابن عربي الإنسان».

وتكونت لجنة تحكيم الجائزة من الدكتورة سحر خليفة، رئيسا، مع عضوية كل من: الأكاديمية والروائية والمذيعة الليبية فاطمة الحاجي، والمترجم الفلسطيني صالح علماني، والأكاديمية والمترجمة اليونانية صوفيا فاسالو، والروائية والأكاديمية المصرية سحر الموجي.

قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: تسحرك رواية «موت صغير» بانسيابيتها وانتظام سردها وهدوء حركتها الداخلية؛ فتجعلك تغوص في عوالم بطلها، ابن عربي، في حله وترحاله وكأنك هو في أزمان مضطربة تصارع مآسيها بصبر يتردد. تتدفق الرواية بين يديك، وتجري وراءها بشغف أخّاذ وإيقاع متوازن يشهد لكاتبها محمد حسن علوان بقدرة رائعة على حياكة السرد دون تزويق أو بهرجة.

وفي حوار سابق مع علوان وزعه مجلس أمناء الجائزة قال علوان حول الدوافع وراء كتابة روايته قال: لم يكن الفكر الصوفيّ نفسه هو الدافع وراء كتابة الرواية بل شخصية محيي الدين ابن عربي النزاعة للرحيل بنوعيه: المعنوي والجغرافي. لقد رحل ابن عربي رحيلا روحيا ليعيش حياة مختلفة عما كان يراد له وهو حري بها. وكذلك رحل رحيلا جغرافيا واسع المدى رغم عدم اضطراره لذلك مدفوعا بقلق وجوديّ عاصف. هذه الجانب من شخصيته أغراني بالكتابة عنه أكثر من تصوفه نفسه. قلت في حوار سابق: «كاد البطل يكون الرحيل نفسه». ويقول ابن عربي في الرواية: «لا بدّ من السفر كي نستجلب العبر. والمؤمن في سفر دائم. والوجود كله سفر في سفر». ماذا تعني/‏‏‏يعني؟. الرحيل في الرواية ليس مجرد حدث بل جزءا من البنية الرئيسة للرواية. كل شيء يحدث في الرواية له ارتباط بهذه البنية بشكل أو بآخر. هذه نيّتي الفنية ككاتب وأنا أكتب. وهي نيّة تبلورت من استلهامي لشخصية ابن عربي وظروف حياته. فلننظر إليه وهو يقرّ بأن الوجود هو السفر والسكون عدم. ابن عربي كان يتماهى مع الوجود كما يتخيله. وأنا تماهيت معه كما تخيلته.