994517
994517
الاقتصادية

بحارة برنامج عمانتل يتعرفون على تجربة الفرنسي بوبون في رحلة زهرة الجنوب

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

مغامرة مثيرة انطلقت من شمال الكرة الأرضية -

كتب – حمد بن محمد الهاشمي -

نظمت وزارة السياحة بالتعاون مع عمان للإبحار أمس لقاء لـ30 من أشبال برنامج عمانتل للناشئين لمقابلة البحار الفرنسي المغامر فيليب بوبون وعائلته في مرسى بندر الروضة في مسقط بعد سبع سنوات قضاها المغامر وعائلته في خوض البحار والمحيطات، بهدف تسليط الضوء على قضايا التلوث البحري وتأثيرات الاحتباس الحراري على الكوكب.

وقد تنقل المغامر الفرنسي وعائلته على قاربهم «زهرة الجنوب» على طول الساحل العماني من جنوبه في صلالة حتى وصولهم الآن إلى مسقط، وأرسوا قاربهم في مرسى بندر الروضة مقر مدرسة عُمان للإبحار الشراعي، وهناك التقوا بالبحارة العمانيين الأشبال، 15 منهم من الفريق الوطني للناشئين الذي أصبح اليوم الفريق الأول على مستوى الخليج العربي بعد أن نجحوا في الدفاع عن لقبهم خلال بطولة الخليج للشراع في شهر مارس الفائت.

وحضر اللقاء ممثلون عن وزارة السياحة وممثلون عن عُمان للإبحار ووسائل الإعلام المحلية، وخلال اللقاء شارك فيليب بوبون المعروف باسم «فيلو» في فرنسا، بعضًا من مشاهداته ونتائج ملاحظاته التي دونها أثناء رحلاته البحرية، وشارك مع الأشبال بعض من قصصه وبعض من النصائح عن الحفاظ على البيئة البحرية.

وقال محسن البوسعيدي مدير برنامج الناشئين في عُمان للإبحار: «سيظل هذا اللقاء محفورًا في ذاكرة الأشبال وسيشكل جزءًا من تطوير المفاهيم البحرية لديهم، وسيكون جزءًا من مسيرة تطورهم في البحر وعلى اليابسة على السواء، ونحن كبحارة محظوظون بحصولنا على فرص نادرة لمشاهدة بعض من عجائب الكوكب البحرية، وقد رأينا بعضًا منها خلال اللقاء مع فيلو، وأتوقع أن الأشبال الآن متحمسون أكثر من ذي قبل للمنافسة وبذل المجهود للحفاظ على البيئة البحرية للأجيال القادمة». من جهة أخرى قال زكريا الوهابي أحد أبرز البحّارة العُمانيين وبطل الخليج في فئة الليزر 4.7 : «أحببنا العرض الذي قدمه البحّار الفرنسي، فقد حقق مع عائلته الكثير من الإنجازات، ونحن كبحارة طامحين في برنامج عمانتل للناشئين نستلهم من هذه الإنجازات لنصنع إنجازاتنا، ونخوض مغامراتنا، ونحقق النجاح في مسيرة الإبحار الشراعي».

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج عمانتل للناشئين هو أحد أهم برامج الإبحار الشراعي التي تديرها عمان للإبحار، ويبدأ البرنامج مع البحارة منذ عمر صغير جدًا، ويؤهلهم للوصول إلى المستويات الاحترافية، كما يركز البرنامج على تطوير مهاراتهم الشخصية، ولياقتهم الصحية والبدنية، وإكسابهم المهارات المهمة لحياتهم الشخصية والمهنية، وتنفذ عُمان للإبحار هذا البرنامج من خلال مدارسها الشراعية الأربع في كل من مارينا بند الروضة، وولاية صور، والمدينة الرياضية بولاية المصنعة، والموج مسقط في السيب، حيث يستقطب البرنامج الأشبال الواعدين من مدارس التربية والتعليم القريبة، ويعلمهم مهارات الإبحار الشراعي على يد مدربين عُمانيين مؤهلين، ويتابع تطور أدائهم من خلال سباقات تحديد المستوى التي تقام خمس مرات كل عام، ومنها يختار المدربون أفضل المواهب للفريق الوطني الذي يمثل السلطنة في المحافل الدولية.

ودأبت عُمان للإبحار على إيجاد الفرص لبحاريها الأشبال للقاء أشهر البحّارة العالميين وغيرهم من الرياضيين اللامعين في الرياضات الأخرى مثل لقائهم مع المغامر فيليب بوبون، ولقائهم مع أبطال كأس أمريكا، وأبطال الإكستريم الشراعي، وذلك كأسلوب لإلهام الأشبال وتحفيزهم للسير على خطى هؤلاء المحترفين وتحقيق أهدافهم الرياضية.

ويبلغ البحّار الفرنسي فيليب بوبون، المعروف باسم «فيلو» في فرنسا، من العمر 62 سنة، وله تاريخ حافل في الإبحار الشراعي، حيث كان ضمن الفريق الأسطوري بقيادة الربان إيريك تابرلي في سباق وايتبريد للإبحار حول العالم بين عامي عام 1977-1978، ومنها صنع لنفسه سمعة واسعة كبحّار فردي بفوزه بالمركز الثالث في سباق فيندي جلوب للإبحار الفردي حول العالم، والمركز الأول في سباق روت دورام لعبور المحيط الأطلسي بين فرنسا وأمريكا الجنوبية، وفاز بلقب سباق فيجارو الفردي ثلاث مرات.

وبعد هذه الإنجازات، قرر فيليب استثمار خبرته ومعارفه البحرية لخوض هذه المغامرة المثيرة مع عائلته منذ عام 2010م، حيث انطلقوا من ألاسكا شمال الكرة الأرضية، وعبروا بالقارب إلى المحيط الهادي، والأطلسي، والبحر الأبيض المتوسط، والمحيط الجنوبي المتجمد، وإلى القطبين الجنوبي والشمالي، وإلى عشرات الجزر والأرخبيلات البحرية، كما عبر بقاربه زهرة الجنوب في وقت سابق بين المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي من خلال الممر الشمالي الغربي. وقد نشأ هذا المشروع كطموح عائلي مشترك للسفر حول العالم بحرًا وتسجيل ملاحظاتهم التي يرونها بأنفسهم عن حالة المحيطات، وكذلك من أجل التوعية بأهمية حماية البيئة البحرية والطبيعة بشكل عام للأجيال القادمة.

أما زوجته جير الدين دانون، فهي ممثلة ومخرجة أفلام ومنتجة مشهورة في فرنسا، وتتولى على متن القارب مسؤولية تصوير الأفلام التوثيقية للرحلة بالإضافة إلى كتابة التقارير اليومية التي تحكي مجريات الحياة وتنشر التوعية برسالة الحملة، كما تتولى مسؤولية التعليم عن بعد لأبنائهما على القارب.

ويتضمن برنامج المستكشف الفرنسي وعائلته الذي يستمر لغاية 4 مايو المقبل في أراضي السلطنة ومياهها، وزيارة العديد من المعالم والمدن مثل صلالة، وجزر الديمانيات، ثم الدقم وصحراء الخلوف، وجزيرة مصيرة، ومحمية السلاحف برأس الجنز، ووادي شاب، ومسقط وفيها المتحف الوطني والجامع الأكبر، وعلاوة على زيارة المناطق الداخلية من السلطنة مثل: نزوى ومسفاة العبريين، وستكون مسندم آخر محطات الطاقم، وكثير من المواقع التي زارتها العائلة أو ستزورها، مع والأنشطة المخططة خلال وجودهم بالسلطنة تحمل رؤية مشتركة بين السلطنة ورسالة «زهرة الجنوب» تجاه التاريخ البحري وحماية البحار والمحيطات.