fatma
fatma
أعمدة

رأيها: حوار بألوان الفرح

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

فاطمة الإسماعيلية -

عندما تجتمع مجموعة من النسوة بمجلس بَهي وهن يرتدين الزي العماني الأصيل بألوانه الزاهية التي تشع بالفرح و بتفاصيل أنيقة، ويكون الهدف من هذا التجمع هو إقامة أمسية تحمل مضامين مهمة ونقاشات مثرية ومفيدة، لهو أمر يبعث السرور والفخر، فقد اعتمدت عضوات مجلس إدارة جمعية المرأة العمانية بالسيب على عنصر التشويق والخروج عن المألوف عند إعداد هذه الأمسية، وفعلا قامت عضوات الجمعية والمدعوات بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، فخلعن عباءة الروتين اليومي وساعدن على إنارة فكرهن بموضوعات هامة والتعريف بها وزيادة حصيلة معلوماتهن حولها .

فقد تركزت الأمسية على موضوعين رئيسيين وهما: تسليط الضوء على اتفاقية حقوق الطفل وقانون الطفل العماني، والتي تتضمن حماية الطفل من الإساءة بكافة أشكالها سواء الجسدية أو اللفظية أو النفسية، وأهمية ودور الأسرة في احتواء أبنائهم وفتح باب الحوار والثقة بينهم دائما، ودور الجهات المعنية الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الوطنية المعنية بحقوق الطفل في هذا الجانب، وتعريف النساء بخط حماية الطفل الذي يعمل على مدار الساعة تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية، ويقوم باستقبال البلاغات المتعلقة بالانتهاكات ضد الأطفال مع التأكيد على إخفاء هوية المبلغ.

والمحور الثاني سلط الضوء على اتفاقية القضاء على كافة أشكال التميز ضد المرأة ( سيداو ) حيث تضمن هذا المحور التعريف بالاتفاقية وأهم المواد القانونية التي تتضمنها من أجل حماية حقوق المرأة في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، والتطرق الى دور المؤسسات المختلفة في حماية حقوق المرأة بالإضافة الى القوانين والتشريعات التي تضمن لها حقوقها المختلفة، وذلك بمشاركة متخصصات في تلك الموضوعات أثروا النقاش.

بالإضافة لإقامة ركن لتشجيع صاحبات المشاريع المنزلية، ومع تقديري لجميع الفعاليات التي تقوم بها جمعيات المرأة العمانية بمختلف المحافظات، لكن لا أستطيع أن أُخفي السعادة التي غمرتني في ذلك التجمع النسائي الذي نظمته جمعية المرأة العمانية بالسيب تحديدا لأني وجدته مختلفا ، فقد اشترط مجلس الإدارة مشاركة النساء بالزي التقليدي العماني - من باب التغير- أما المضمون فكان عميقا وثريا، إضافة إلى أن ادارة دفة النقاش كانت باحترافية ومهنية، وتم توصيل المعلومة بكل سلاسة، وقد تفاعلت النساء بشكل ايجابي، فكن يناقشن ويحاورن ويسألن عن القوانين، والملفت فعلا تعطشهن للسؤال والمحاورة وعرض القصص المختلفة، كما خرجت هذه الندوة بعدة توصيات تتعلق بحقوق الطفل وحقوق المرأة، والتي من شأنها تعزيز التعاون بين جميع المؤسسات المجتمع.

جمعية المرأة العمانية بالسيب تستحق كل التقدير على جهودها التي لا يجب أن تتوقف، حتى تتكرر مثل هذه التجمعات الثرية المليئة بالألوان والفرح .