yesra
yesra
أعمدة

ربما: بعض من وجعي

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

د. يسرية آل جميل -

[email protected] -

{إلى التي اختارت أن تغيب دُون أن تمنحني لحظة واحدة كي نفترق أصدقاء}

اقتربت مني

جاءتني شبه مُنهارة

تحكي لي جانبا من مأساتها مع أهلها

الذين يرفضون إتمام مراسم زفافها

إلى من تحبْ

كانت رفيقة الدَرب

التي تسللت إلى عالمي بلا استئذان

منحتها قلبي

فرحت معها كثيرا

مسحت من دفاترها أوراق الحُزن

صنعت منها فتاةً جديدة

لا تعرف اليأس أو الانكسار

منحتها كامل الأمان والثقة

حَدَّثتني عنه كثيرا

عَن كُل تفاصيل الحكاية

عن صُورته التي تُخبئها في حقيبةِ يدها

في حافظةِ نقودها

في سُرعةِ سيارتها

تحتَ وسادتها

عن طاقيةِ الإخفاء التي كانت ترتديها

كُلما حملت مشاعرها وسافرتْ إليه

عن عِطره، عن دُخَّان سجائره، عن هداياه

المُغلفَّة برائحةِ الياسمينْ

عَن غِترته، ثُوبه، عِقاله

عَن طفولتها التي كانت تُمارسها في حُضوره

عن المَطر الذي كانت تلعب تحته وهي تُردد

يارب اكتب (.....) لي

وقفتُ مَعها

إلى أن كَتبه الله لها

غمرتُها بالعنبرِ وَالمِسكِ والبُخور

قرأتُ عليها المُعوذات الحافظة لها من الشر

زينتُّها بيدي

ُزففتها بفستانها الأبيض إليه

كأجملِ عَروسٍ

دَعوت لها بكُل الصِدق الذي بداخلي

بحقِ الصداقة التي جمعتني بها عشرين عاما

وبحجمِ الفرحِ الذي أضاءَ حياتها بلقاءِ مَن تُحب

أن يجعل الله أيامها القادمة

أجمل أيامِ العُمر

مَرَّت الأيام

اشتقتُ إليها

إلى صديقتي

طِفلتي التي ترعرعت بينَ يَدي

حاولتُ الاتصال بها

بحثتُ عنها كثيرا حتى وجدتها

ولأنها كُكلِ النِساء

مِنِّي بدأت تَغار

أعَدت المَشانق لحبلِ المَودةِ بيننا

مددتُ يدي

صافحتُها

احتضنتُها

حدثتها عن حنيني

عن اشتياقي

عن رغبتي في الاستماعِ إليها

عن ...

ألجمَتني عن الاستمرار

أشعرتني وكأنني ارتكبتُ ذنبا كبيرا

ستُحاسبني عليه أمي

وتُعاقبني عليه الدُنيا كُلها

فاجأتني برغبتها في قطعِ العِلاقة التي تربطني بها

بلا مُقدمات!

حتما هيَ ليست هِي

لكنها هي

دققتُ في ملامح وَجهها

علامات الشُموخ التي غرستها فيها

نفسُّها المرسومة فوقَ جبيني

عباءتها المُعطَّرة بدهنِ العُود

الذي أهديتها ليلة الزفافْ

حقيبة يدها التي كانت تُخبئ صورته

عُمرنَا الذي رسمنا كُل تفاصيله سَواء

.....

عُدتُ إلى سيارتي

أحاولُ أن أغالب ألم الصدمة

أستمعُ إلى كُل الأماكنِ التي تشتاق لها

دَفنتُ وَجهي بين يدي وَقلبي

وبكيتُ

َبعدَ فواتِ الأوان

....

أتُرى كُنتُ مُخطئة في هذه الصُحبة

التي لم تقف طويلا أمام الصداقة

مائة سُؤال في فَمي

وأنا أسترجعُ ذكرياتنا ونحنُ نبني الأحلامْ فوق

شاطئ نِصفُ القَمر

بينَ جُدران المَدرسة

أبلة (الجُوهرة) مُديرة المَدرسة

أبلة نُورة

التي (جَنَّنَّاها) بشقاوتنا

ونحن نُخبئ يوميا عنها علبة الطباشير

كَي نُعطِّل الحِصَّة

و ريــــم

أما زلتِ تذكرين (ريم) ؟

(البِنت إللي طقيناها فِي الفُسحة)

وأخذنا لُعبتها

وَحدها اختارت صديقتي الرَحيل

ووافقتْ

رُغمَ انقباضِ قَلبي

صحيح (على طاري قلبي):

لا تَحزن يا قلبي

إذا خذلتك ثقتك بالآخرين

وادعُ لهم بالسعادة

حَتى إذا كانت سعادتهم مَع غيركْ

- إليه حيثما كان:

أقسى أنواع الألمْ

أن تندم على عاطفة صادقة

منحتها ذات يومٍ إلى مَن لا يستحقْ