994035
994035
العرب والعالم

20 قتيلا في غارات تركية على مواقع «وحدات حماية الشعب» في سوريا

25 أبريل 2017
25 أبريل 2017

الأكراد يطالبون التحالف الدولي بالتدخل لوقف «الاعتداءات» -

قلق أممي حول سلامة 400 ألف شخص بـ«الرقة» -

عواصم – «عمان» – بسام جميدة – وكالات:

نفذت تركيا أمس عشرات الغارات على مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، موقعة 20 قتيلا على الأقل، في تصعيد يتزامن مع خوض فصائل كردية وعربية بدعم من واشنطن معارك لطرد المتشددين من الرقة، ابرز معاقلهم في البلاد.

وأفادت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان أمس ان «طائرات حربية تركية قامت بشن هجوم واسع النطاق على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب حيث يتواجد مركز الإعلام والإذاعة ومركز الاتصالات وبعض المؤسسات العسكرية» في محافظة الحسكة.

ويقع المقر بالقرب من مدينة المالكية الواقعة في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا. وفي صور نشرتها الوحدات على حسابها على موقع «تويتر»، يظهر عمود بث وإرسال وقد انهار القسم العلوي منه جراء الضربة التركية.

وأوردت الوحدات أن الهجوم الذي وقع قرابة الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي (23:00 ت غ الاثنين)، أدى إلى «استشهاد وجرح مقاتلين» من دون تحديد حصيلة.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق مقتل 18 شخصا هم ثلاثة عاملين في المركز الإعلامي و15 مقاتلاً كردياً «جراء عشرات الغارات التركية»، في حصيلة تعد بين الأكبر في قصف تركي ضد الأكراد.

وقال الجيش التركي في بيان إن غاراته هدفت إلى «تدمير أوكار الإرهاب التي تستهدف بلادنا»، مؤكداً انه «تمت إصابة الأهداف المحددة بدقة».

وطالبت وحدات حماية الشعب الكردية أمس التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالتدخل لوقف «التعديات» التركية بعد غارات شنتها أنقرة، وفق ما قال قيادي لوكالة فرانس برس.

وقال القيادي رافضا الكشف عن اسمه «نطالب التحالف الدولي بالتدخل لوقف هذه التعديات التركية»، معتبراً أنه «من غير المعقول أن نحارب على جبهة بأهمية الرقة ويقصفنا الطيران التركي في ظهرنا».

وأضاف القيادي «نحن بحاجة الى ضمانات اكثر من قوات التحالف وإلى موقف واضح ومعلن... في انه بإمكاننا إكمال عملية الرقة من دون ان نكون مستهدفين في خطوطنا الخلفية».

وجاءت تلك التصريحات في وقت تفقد فيه مسؤول عسكري أمريكي من التحالف الدولي المقر المستهدف، برفقة قياديين من الوحدات أبرزهم المتحدث الرسمي ريدور خليل، وقال خليل لفرانس برس من موقع القصف «بالتأكيد لا يمكن السكوت عن هذا الهجوم الغادر ونملك الحق في الدفاع عن أنفسنا».

وشدد على أن التحالف «يتحمل مسؤولية كبيرة وعليه أن يقوم بواجبه في حماية المنطقة كوننا شركاء في محاربة داعش».

وأكد الجيش التركي الذي استهدف امس أيضاً مواقع لمقاتلين أكراد وأيزيديين في جبال سنجار في شمال غرب العراق، عزمه على مواصلة العملية في البلدين «حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

وتسببت الغارات التركية في العراق بمقتل ستة عناصر من قوات الأمن الكردية، وفق ما ذكر الأمين العام لوزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق جبار ياور لوكالة فرانس برس.

وبحسب ياور، كان القصف يستهدف مقاتلين أيزيديين متحالفين مع حزب العمال الكردستاني، وبالتالي أصاب عن طريق الخطأ البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان.

وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية دعماً عسكرياً من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعدما أثبتت فعالية في قتال تنظيم داعش وتمكنت من طرد المتشددين من مناطق عدة.

وتصنف تركيا الوحدات وجناحها السياسي منظمة «إرهابية» وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.

وتأتي الغارات التركي في شمال شرق سوريا بالتزامن مع دخول قوات سوريا الديموقراطية الى مدينة الطبقة في محافظة الرقة (شمال) بعد أسابيع من حصارها.

وبحسب المرصد، دارت معارك عنيفة امس في القسمين الجنوبي والغربي من المدينة بعد ليلة تخللتها غارات كثيفة للتحالف الدولي على مواقع المتشددين الذين يسيطرون على المدينة منذ العام 2014. وتحظى مدينة الطبقة بأهمية استراتيجية مزدوجة، باعتبار انها تفتح طريق قوات سوريا الديمقراطية الى الرقة، وتضم سداً مائياً هو الأكبر في البلاد.

وفي سياق متصل، أعربت الأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن سلامة أكثر من 400 ألف شخص في الرقة بسوريا، جراء استمرار المعارك والقصف الجوي.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي، إن هذا الوضع أدى إلى تصاعد عدد القتلى والمصابين المدنيين وتدمير البنية الأساسية المدنية بما فيذلك المستشفيات والمدارس والأسواق وشبكات المياه.

وأضاف أن القصف الجوي الذي جرى الأحد على مدينة الطبقة أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص، من بينهم خمسة أطفال، وتدمير مدرستين، كما قتل وأصيب العشرات يوم السبت الماضي في عمليات قصف جوي على مخيم للنازحين داخليا قرب قرية البردى التي تبعد عشرين كيلومترا إلى الغرب من الرقة». وفي شمال غرب سوريا، قتل 12 شخصا على الأقل امس جراء غارات «يرجح أنها روسية» استهدفت قرية الدويلة في ريف إدلب الشمالي الغربي، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «بعد نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى ميداني في بلدة كفر تخاريم المجاورة، استهدفت غارات محيط المستشفى، ما أدى الى خروجه عن الخدمة بعد تضرر المبنى والمعدات».

وهو المستشفى الثاني الذي يتعرض لغارات في غضون أيام في محافظة إدلب، اذ استهدفت طائرات لم يعرف ان كانت روسية ام سورية السبت، مستشفى ميدانياً داخل مغارة في منطقة عابدين، وتسببت بخروجه عن الخدمة وإصابة خمسة من طاقم عمله.

ويسيطر ائتلاف فصائل مقاتلة أبرزها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) منذ صيف عام 2015 على كامل محافظة إدلب التي غالبا ما تتعرض لغارات جوية سورية وروسية.

سياسيا، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية ان اجتماع أستانا حول سوريا سيعقد يومي 3 و4 مايو المقبل، معربة عن «أملها» في حضور جميع الأطراف. ونقلت وسائل إعلام عن نائب وزير الخارجية الكازاخستاني مختار تليوبيردي قوله في تصريح صحفي، أن خارجية بلاده «تأمل في مشاركة جميع الأطراف في المفاوضات المقبلة، بينها ممثلون عن الدول الضامنة والحكومة السورية والمعارضة». وأضاف تليوبيردي «نأمل في أن تكون المفاوضات في أستانا على مستوى رفيع. من جانبنا، نحن مستعدون لقبولها على أي مستوى، وقد تم تحضيرها على مستوى الخبراء».

وكانت وفود ايران وروسيا وتركيا اتفقت خلال اجتماعها في العاصمة طهران منذ ايام، على عقد اجتماع الخبراء حول سوريا في 2 مايو المقبل، تحضيرا لمؤتمر استانا .

وأشار المسؤول الكازاخستاني الى أن بلاده «لا تتدخل في عملية المفاوضات، وعلى الدول الضامنة بذل الجهود بغية تأمين حضور المعارضة السورية».

وتابع تليوبيردي أن «كازاخستان لا تزال تنتظر تأكيد مشاركة الأطراف في اللقاء المقبل، مشيرا إلى أن خارجية بلاده لا معلومات لديها تؤكد مشاركة جميع الأطراف في المفاوضات».

واختتمت أعمال استانا 3 بشأن الأزمة السورية في 14 مارس دون مشاركة وفد يمثل المعارضة المسلحة، وسبق أن استضافت أستانا اجتماعين حول سوريا عقد الأول يومي الـ 23 وال 24 من يناير الماضي بين ممثلي أطراف الأزمة السورية، وبرعاية تركيا وروسيا وإيران وصدر في ختامه بيان أكد على عدة بنود أهمها تثبيت وقف إطلاق النار ورفض الحل العسكرية والبدء بالمفاوضات السورية، فيما عقد الاجتماع الثاني في 16 من فبراير الماضي دون صدور أي بيان ختامي.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل في البنى الأساسية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.