992126
992126
العرب والعالم

الفرنسيون يصوتون في انتخابات رئاسية يلفها الغموض .. وإخلاء مركز اقتراع لتواجد سيارة مريبة

23 أبريل 2017
23 أبريل 2017

نسبة المشاركة بلغت 69.42 % بتراجع طفيف عن الجولة الأولى لـ 2012  -

باريس - (أ ف ب - رويترز): أقبل الفرنسيون أمس على مراكز الاقتراع وسط تدابير أمنية مشددة بعد الاعتداء الأخير في قلب باريس، للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات رئاسية حاسمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، ووسط ترقب شديد لنتائج يصعب التكهن بها.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ان نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بلغت عند الساعة 17.00 بتوقيت فرنسا (15.00 ت غ) 69,42 بالمئة، مسجلة تراجعا طفيفا مقارنة بالجولة الأولى لعام 2012 (70,59 بالمائة)، لكنها تبقى من افضل نسب المشاركة خلال الأربعين سنة الماضية.

ودعي الناخبون الفرنسيون أمس الأحد للاختيار بين 11 مرشحا في انتخابات شديدة التنافس وحاسمة بالنسبة لمستقبل الاتحاد الأوروبي.

وقال أندريه بويي المتقاعد البالغ من العمر 67 عاما في منطقة كاليه (شمال) «من المهم أن نصوت، لكن ليس لدينا كثير من الخيارات الجيدة، وبالتالي صوتت لصالح الأقل سوءا».

ويبقى مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى.

ومن أصل 11 مرشحا يتواجهون في هذه الدورة، تشتد المنافسة بين أربعة منهم يتصدرون نوايا الأصوات، وفي طليعتهم الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون.

وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه الذي تبناه تنظيم داعش وأدى إلى مقتل شرطي، تم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء البلاد لضمان حسن سير عمليات الاقتراع.

من جهته دعا الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند الناخبين الى «الإثبات ان الديمقراطية أقوى من كل شيء» وذلك لدى الإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وقال هولاند الذي صوت في تول معقله الانتخابي السابق وسط فرنسا «بالنسبة الى الفرنسيين اعتقد ان افضل رسالة يمكنهم توجيهها هي ان الديمقراطية أقوى من كل شيء».

وتعيش فرنسا التي شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات نفذها جهاديون أوقعت 239 قتيلا، تحت تهديد الإرهاب.

وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.

وقال الموظف الباريسي سامبا باتيلي البالغ 41 عاما ان «الاعتداءات لن تؤثر على خياري.فهذا كل ما يريده المتشددون».

وأدلى جميع المرشحين بأصواتهم قبل الظهر، فصوت إيمانويل ماكرون في توكيه المنتجع الساحلي في منطقة النورماندي، وبدا مرتاحا فيما وفد برفقة زوجته بريجيت، فيما صوتت مارين لوبن في إينان-بومون، معقلها في شمال فرنسا.

وتراهن لوبن (48 عاما)، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، على الموجة الشعبوية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودفعت بريطانيا إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات.

وتصف هذه المحامية نفسها بأنها «وطنية: قبل أي شيء، ترغب في سحب بلادها من اليورو ومن نظام التنقل الحر في فضاء شنغن الأوروبي، وفق برنامج قد يسدد، برأي المراقبين، الضربة القاضية إلى اتحاد أوروبي بات في وضع هش بعد بريكست.

في المقابل، يعرض ماكرون (39 عاما)، أصغر المرشحين سنا، برنامجا ليبراليا سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، وبنى حملته على خط مؤيد لأوروبا.

وحقق وزير الاقتصاد السابق (2014-2016) الحديث العهد في العمل السياسي، شعبيته على أساس رفض الأحزاب التقليدية والرغبة في التجديد التي عبر عنها الفرنسيون، محددا توجه حركته «إلى الأمام!» بأنه «ليس من اليمين ولا من اليسار».

وكانت الحملة الانتخابية حافلة بالمفاجآت والتقلبات في المواقف، فشهدت سقوط المرشحين الرئيسيين الذين كانوا يشغلون الساحة السياسية منذ عقد الواحد تلو الآخر، ومن ابرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الانتخابات التمهيدية لليمين.

واضطر الرئيس المنتهية ولايته الاشتراكي فرنسوا هولاند إلى التخلي عن الترشح لولاية ثانية في ظل شعبية متدنية أضعفت موقعه، في سابقة في فرنسا منذ أكثر من ستين عاما.

وفشل رئيس وزرائه مانويل فالس في الفوز بالترشيح الاشتراكي، وقد هزم في الانتخابات التمهيدية أمام مرشح أكثر اتجاها إلى اليسار هو بونوا آمون.

وفي مفاجأة أخرى من جانب اليمين، تراجع المحافظ فرنسوا فيون الذي كان الأوفر حظا بعد فوزه الكبير في الانتخابات التمهيدية لحزبه، في استطلاعات الرأي بعد الكشف في نهاية يناير عن فضيحة وظائف وهمية في البرلمان استفادت منها زوجته واثنان من أولاده.

وبالرغم من توجيه التهمة إليه في مارس باختلاس أموال عامة، رفض سحب ترشيحه، مراهنا على خبرته في السياسة وصموده بوجه هذه القضية من أجل الوصول إلى الدورة الثانية.

وشهد الشوط الأخير من السباق مفاجأة أخيرة كانت تقدم مرشح آخر «من خارج الأحزاب» هو جان لوك ميلانشون، الاشتراكي السابق الذي جمع اليسار المتطرف تحت شعار «فرنسا المتمردة»، الذي نجح في تخطي الفارق مع فيون في استطلاعات الرأي.

ومع تقدم هذا الخطيب المفوه المستعد لإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي إن لم يصلح التكتل أنظمته، تعززت الشكوك بشأن نتيجة هذه الانتخابات التي تلقى متابعة حثيثة في الخارج.

وأدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدلوه في النقاشات قائلا إن الاعتداء الاخير في باريس سيكون له «تأثير كبير» على الانتخابات و«سيساعد على الأرجح» لوبن التي لا تخفي إعجابها بترامب.

أما سلفه باراك أوباما، ففضل مهاتفة إيمانويل ماكرون ولو انه امتنع عن تقديم دعمه رسميا للمرشح الطامح لأن يصبح أصغر رئيس فرنسي سنا.

في السياق قالت وزارة الداخلية الفرنسية إنه تم إخلاء مركز اقتراع في بلدة بيزانسون بشرق فرنسا أمس بعد اكتشاف وجود سيارة مسروقة ومحركها دائر دون وجود سائقها أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم.

وقال مسؤول بالوزارة لرويترز: إن السيارة المريبة مسروقة وتحمل لوحة أرقام مزيفة مضيفا أن القرار اتخذ بإخلاء مركز الاقتراع في الوقت الذي جرى فيه استدعاء خبراء مفرقعات لفحص السيارة.