990820
990820
الاقتصادية

بعد نجاح تجربة كهف الهوتة - «الكتان وصحور ومجلس الجن» في خطة التطوير والاستثمار السياحي

22 أبريل 2017
22 أبريل 2017

العمانية: بين مستوطنة الخفافيش “بكهف صحور” بمحافظة ظفار والفتحات الثلاث والظلال المتحركة “بكهف مجلس الجن” بولاية قريات والبلورات والتشكيلات الصخرية الفريدة “لكهف الكتان” بولاية عبري بمحافظة الظاهرة تسعى السلطنة الى الاستفادة من تلك الكهوف وطبيعتها ومعالمها الجيولوجية لتكون قبلة للمهتمين بعالم الجيولوجيا والسياحة الطبيعية والباحثين عن المغامرة والإثارة والترفيه.

وتقوم وزارة السياحة حاليا في إطار جهودها لاستغلال الإمكانات والموارد السياحية العديدة والمتنوعة في مختلف محافظات السلطنة من أجل الدفع بتنمية وتطوير السياحة في كل محافظة بتطوير واستثمار تلك الكهوف وغيرها المنتشرة في مناطق عديدة من البلاد وإجراء الدراسات المستفيضة لتأهيلها وتطويرها واستقطاب الخبرات من مختلف دول العالم للإدلاء بدلوهم في هذا القطاع السياحي الواعد.

وقد وضع البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي (تنفيذ) 15 مبادرة سياحية لتعزيز قطاع السياحة في السلطنة من بينها أنشطة الطبيعة والمغامرة والتي تشمل تشجيع الاستثمار الخاص في المواقع الطبيعية وتطوير الأنشطة الطبيعية وأنشطة التحدي والمغامرة حيث تتميز السلطنة بالطبيعة الخلابة المتنوعة وبتضاريسها المتفردة التي تمكّنها من استيعاب العديد

من تلك الأنشطة من خلال فتح المجال للاستثمار الخاص لإدارة مثل تلك المواقع الطبيعية وتهيئتها.

وقال داود بن سليمان الراشدي المكلف بأعمال مدير دائرة تطوير المنتج السياحي بوزارة السياحة إن الوزارة بعد النجاح الذي حققته في تأهيل وتطوير “كهف الهوته” بولاية الحمراء بمحافظة الداخلية تسعى الى تطوير واستثمار 3 كهوف أخرى ودراسة كهف آخر اكتشف حديثا بالجبل الأخضر لتنويع المنتج السياحي والاستفادة من المكونات الفريدة لتلك الكهوف واستغلالها لتعزيز القطاع السياحي وتنميته وتشجيع الاستثمار.

وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن الوزارة طرحت في التاسع من ابريل الحالي أمام الشركات منافسة للحصول على أفضل رؤية وتصور للتطوير والاستثمار السياحي “لكهف الكتان” بمحافظة الظاهرة تنتهي خلال 4 أشهر، حيث يبلغ طول الكهف 1013 مترا وارتفاعه 35 مترا ومدخله عبارة عن فتحة دائرية يبلغ قطرها 8ر0 متر، وتقع على الجدار الغربي من الوادي.

وذكر أن الوزارة طرحت في فبراير الماضي مناقصة أمام الشركات والمؤسسات والمستثمرين الأفراد (سواء المحلية أو الدولية) ذات الإمكانيات والقدرات الفنية للتقدم بمقترحاتها وتصوراتها لتطوير “كهف مجلس الجن” بولاية قريات والمنطقة المحيطة به على ان يتم تقديم العروض خلال 6 أشهر، مؤكدا أن الأعمال الاستشارية للتصميم “لكهف صحور” بمحافظة ظفار ستنتهي خلال شهر مايو القادم وتتضمن مجموعة من المكونات السياحية من بينها مركز للمعلومات ومعرض بيئي وثقافي.

وتسعى وزارة السياحة بحسب إعلان المنافسة لأفضل فكرة وتصور ورؤية لتطوير واستثمار “كهف مجلس الجن” الى تطوير الكهف والمساحة المحيطة به على مساحة تبلغ 2 مليون متر مربع، ويتكون الكهف من غرفة بيضاوية ضخمة على عمق 40 مترا من سطح الهضبة وتبلغ المسافة من الأرض إلى سقف الغرفة نحو 180 مترا وطولها 340 مترا وعرضها 250 مترا ويزيد حجم الغرفة على 4 ملايين متر مكعب وتعتبر إحدى أكبر الغرف الكهفية في العالم ولتكويناتها الكارستية أهمية عالمية ، وتوجد 3 مداخل عمودية للكهف على سطح الهضبة ذات التضاريس السطحية المموجة وتدعى محليا (خوشيلات مقندلي، خوشيلات منقود، خوشيلات بين الحيول)، تمتد هذه الفتحات إلى عمق 40 مترا وتتصل مباشرة مع سقف الغرفة الكهفية.

ويقع الكهف تحديدا على “هضبة سلماه” التي تبعد حوالي 12 كيلومترا من “قرية فنس” التابعة لولاية قريات، وتقع هضبة سلماه في منطقة جبال بني جابر في سلسلة جبال الحجر الشرقي وتتميز بمساحتها التي تصل إلى 30 كيلومتراً مربعا وبسمات جيولوجية رائعة من طبقات الحجر الجيري المرتفعة عن مستوى سطح البحر وتنخفض درجة الحرارة فيها إلى ما يقارب 10 درجات سيليزية عن المناطق المنخفضة المحيطة بالجبل مما يساعد على قيام أنشطة سياحية طوال العام.

وقال اندرو لورنس المستشار بوزارة السياحة إن السلطنة لديها العديد من المقومات السياحية والثقافية والتراثية التي يمكن استغلالها كعناصر جذب للعديد من السياح حول العالم، كما تتميز بطبيعتها الفريدة الزاخرة بالعديد من المحميات والكهوف الطبيعية والكثبان الرملية وسلاسل الجبال والجزر والعيون المائية التي ينبغي استغلالها لتسويق وتعزيز مكانة السلطنة سياحيا موضحا ان وزارة السياحة تبذل جهودا متواصلة وحثيثة للاستفادة من الكهوف الطبيعية التي تمثل قيمة سياحية مهمة.

وأشار إلى أن المناطق المحيطة بالكهوف تمثل بيئة سياحية جاذبة وتضم مفردات تسعى الوزارة الى توظيفها لخدمة قطاع السياحة، موضحا ان ارتفاع “جبال بني جابر” التي تصل الى ما يقارب 2000 متر فوق مستوى سطح البحر تتيح فرصة مميزة لممارسة أنشطة المغامرات الجبلية كجولة سيارات الدفع الرباعي واستكشاف الكهوف والمسير على الجبال وركوب الدراجات الجبلية والتسلق الآمن بالحبال والتخييم والقفز الحر بالمظلات من أعالي المرتفعات الجبلية.

كما تقدم المنطقة الساحلية المحيطة بالجبال فرصة فريدة من نوعها لممارسة أنشطة المغامرات الشاطئية كالسباحة وركوب القوارب الشراعية وصيد الأسماك والتخييم بالإضافة إلى أنشطة المغامرات البرية كاستكشاف الأودية “كوادي شاب” و”طيوي” وبالإضافة إلى أنشطة المغامرات فإن المنطقة غنية بملامح تراثية وثقافية منها مواقع أثرية في “قلهات” وقرية “الجيلة “ وفلجها الشهير على الطرف الغربي من هضبة سلماه.

من جانب آخر يقع “كهف الكتان” في أحد الأودية الصخرية في الجزء الشمالي الغربي “لجبل الصخبري” بقرية العراقي على بعد 8 كيلومترات شمال ولاية عبري بمحافظة الظاهرة ، وينفرد الكهف بلمعانه الشديد الذي يشبه الرخام وقد أطلق عليه /‏‏الكهف الرخامي/‏‏، كما يتميز بتكوينات جيولوجية جميلة، ونقوش صخرية، وتقدم المنطقة المحيطة به فرصة مميزة لممارسة أنشطة المغامرات الجبلية كجولة سيارات الدفع الرباعي واستكشاف الكهوف والمشي في الجبال وركوب الدراجات على الكثبان الرملية والتخييم ورحلات السفاري الصحراوية والسياحة البيئية والزراعية ومراقبة الطيور.

ويعد “كهف صحور” من أهم الكهوف التي تعتبر مستوطنة للخفافيش المختلفة ويقع ضمن تكوين أم الرضومة الجيولوجي بمحافظة ظفار وهذه الصخور الرسوبية المكونة من الحجر الجيري قد تكونت قبل ما يقارب 54 مليون سنة، ويعتبر هذا الكهف من الكهوف المتحجرة إذ أنه غير نشط في تكوين الصواعد والهوابط في وقتنا الحاضر، وقد انتهت وزارة السياحة من تنفيذ دراسات الخصائص الطبيعية والعلمية والجدوى الاقتصادية لتطويره في المستقبل. الجدير بالذكر أن الكهوف تتنوع وتنتشر جغرافيا في الجبال من شمال السلطنة الى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لتحفز السائحين إلى اكتشاف الجيولوجية الفريدة حيث يمنح التجوال في الجبال فرصة فريدة للسائحين للتمتع بمفردات الطبيعة الجيولوجية وسبر أغوار تلك الجبال بالغوص في أعماقها لاستكشاف الكهوف، حيث يوجد العديد منها ومن بينها كهفا “الهوتة و”جرنان” بمحافظة الداخلية وكهفا “طيق” و”المرنيف” بمحافظة ظفار وكهف “أبوهبان” بولاية دماء والطائيين بمحافظة شمال الشرقية.