988976
988976
العرب والعالم

البرلمان البريطاني يوافق على اجراء انتخابات تشريعية مبكرة

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

يونكر: المفاوضات «الحقيقية» مع لندن تبدأ بعد الانتخابات -

لندن - بروكسل - (أ ف ب - رويترز): وافق البرلمان البريطاني أمس على اقتراح رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في الثامن من يونيو القادم وذلك قبل بدء مفاوضات بريكست.

وصادق النواب على اجراء الانتخابات التي دعت اليها ماي أمس الأول بغالبية 522 صوتا مقابل 13 بعد ساعة ونصف ساعة من المناقشات.

وتحتاج ماي التي فاجأت الجميع أمس الأول بدعوتها الى انتخابات مبكرة، الى موافقة ثلثي مجلس العموم لدعوة البريطانيين الى التصويت قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد للاقتراع.

وتبدو النتيجة محسومة لمصلحتها اذ ان احزاب المعارضة الرئيسية تؤيد تنظيم اقتراع وان كان الحزب الوطني الاسكتلندي ينوي الامتناع عن التصويت. وأعلن جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، اكبر تشكيلات المعارضة البريطانية، انه يؤيد هذه الفكرة، وان كان يجازف بذلك بموقعه.

وفي الواقع تشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم المحافظين بـ21 نقطة على العماليين.

وقال وين غرانت استاذ العلوم السياسية في جامعة ووريك انه اذا واجه حزب العمال «هزيمة قاسية فإن كوربن سيرحل».

وتريد ماي الاستفادة من نقطة الضعف هذه لتعزيز اغلبيتها البالغة حاليا 17 مقعدا في مجلس العموم.

وتفيد التقديرات الاولية ان المحافظين يمكن ان يعززوا اغلبيتهم لتصبح اكثر من مائة نائب من اصل 650 مقعدا في المجلس.

وعنونت صحيفة «تايمز» ان «ماي في طريقها لفوز انتخابي ساحق». وأعلن عدد من النواب العماليين انهم لن يترشحوا للانتخابات. اما وزير المال المحافظ السابق جورج اوزبورن فسينسحب من البرلمان ليكرس وقته للعمل كرئيس تحرير صحيفة «ذي ايفنينغ ستاندارد» اللندنية. ويتهم منتقدو ماي رئيسة الوزراء التي نفت لأشهر احتمال تغيير مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، بالعمل بانتهازية صرفة، لكنها اكدت ان معارضيها لم يتركوا لها اي خيار آخر.

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمه البرلمان في مارس لبدء اجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي، قالت انها تخشى خطوات تعطيل ستضعف موقف لندن في المحادثات مع المفوضية التي يفترض ان تبدأ مطلع يونيو القادم. وصرحت ماي لاذاعة «بي بي سي 4» ان «احزاب المعارضة تنوي عرقلة عملية بريكست».

وأضافت ان انتخابات مبكرة «ستسمح بتعزيز الموقف في المفاوضات». وقال دبلوماسي اوروبي ان «الامر الجيد في الجانب الاوروبي هو انها ستصبح اقوى لتقديم التنازلات التي يجب عليها تقديمها».

وأكدت المفوضية الاوروبية في بروكسل ان الانتخابات المبكرة لا تغير في البرنامج الزمني للمفاوضات.

وقال الناطق باسم المفوضية مرغريتيس سكيناس ان «المفاوضات يفترض ان تبدأ في يونيو في كل الاحوال». وذكرت صحيفة «ذي غارديان» ان ماي تريد بهذا الاقتراع المبكر ان تبرهن ان بريكست امر لا يمكن العودة عنه.

وأضافت انه اذا حصلت على الغالبية التي تأمل فيها، فإن ذلك «سيقضي على آخر الآمال في العودة عن القرار -الشاذ- الذي اتخذ في يونيو الماضي».

ويفضل تيم فارون زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي المؤيد للوحدة الاوروبية ان يرى في ذلك «فرصة لتغيير الاتجاه» الذي سلكته المملكة المتحدة «وتجنب كارثة بريكست قاس» يتطلب خروجا من السوق الموحدة.

وردا على ذلك، دعت صحيفة «ديلي ميل» الشعبية المعادية للتكامل الاوروبي الى «سحق المخربين» بينما رأت صحيفة «ذي صن» ان تيريزا ماي «ستسكت ايضا النواب المحافظين المتمردين».

وأكدت صحيفة «ايفنينغ ستاندارد» ان اللعبة لا تخلو من المخاطر لماي وخصوصا في اسكتلندا حيث يمكن للحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم «المحافظة على تقدمه وحتى تعزيزه».

مما يمنحه مزيدا من المبررات لتنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي يطالب به.

وقالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن في مجلس العموم «اذا فاز الحزب الوطني الاسكتلندي في الدوائر الاسكتلندية فإن محاولة تيريزا ماي عرقلة الاستفتاء» على انفصال المقاطعة «ستذهب هباء».

وقد تواجه ماي ناخبين يشعرون بالملل مع خوضهم رابع عملية اقتراع حاسمة لمستقبل المملكة المتحدة في اربع سنوات، بعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا في 2014 والانتخابات التشريعية في 2015 والاستفتاء على بريكست في يونيو 2016.

وتحولت مقابلة اجرتها البي بي سي مع امرأة تدعى بريندا وتقيم في بريستول الى رمز لهذا «الاقتراع الممل» وأشعلت شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت بريندا للصحفي متسائلة «هل تمزح؟ (انتخابات) مرة أخرى؟ لا اصدق، لم اعد احتمل».

وبينما لم تطلق الحملة الانتخابية بعد، اثارت ماي جدلا واسعا بإعلانها انها لن تشارك في مناظرة تلفزيونية مع رؤساء الاحزاب الآخرين الذين اتهموها «بالتنكر للديمقراطية».

من جهتها قالت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن أمس إن نجاح حزبها القومي الاسكتلندي في انتخابات مبكرة في الثامن من يونيو سيجعل من المستحيل أن تمنع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استفتاء جديدا على استقلال اسكتلندا.

ورفض الاسكتلنديون الاستقلال عن المملكة المتحدة في استفتاء أجري في 2014 لكنهم صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في 2016 بينما صوتت المملكة المتحدة ككل لصالح الانسحاب من التكتل.

ولدى الحزب القومي الاسكتلندي 54 مقعدا من 59 مخصصة لاسكتلندا في البرلمان البريطاني.

ولدى حزب المحافظين بزعامة ماي، والذي حصل على أقل نصيب من الأصوات في اسكتلندا في انتخابات عامة عام 2015، مقعد واحد فقط.

في السياق قال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الاوروبية أمس ان المفاوضات «الحقيقية» حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، ستبدأ بعد الانتخابات البريطانية المبكرة.

وقالت مرغريتيس سكيناس المتحدث باسم يونكر ان هذا الاخير الذي تباحث هاتفيا مع رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي «يعتبر ان المفاوضات السياسية الحقيقية حول البند 50 مع المملكة المتحدة، ستبدأ بعد الانتخابات المقررة في 8 يونيو».

ولا تغير هذه الانتخابات المبكرة من الجدول بالنسبة للمفوضية.

وأكد المتحدث «من المقرر ان تبدأ المفاوضات في شهر يونيو في كل حال».

وبحسب جدولها فإن المفوضية تعتزم ان تقدم في بداية مايو مشروعها لـ «التوصيات» للدول الاعضاء بشأن التفويض الممنوح لمفاوضي الاتحاد الاوروبي الذين يقودهم الفرنسي ميشال بارنييه.