982924
982924
مرايا

«أبو سمبل» يخلد ذكرى معركة قادش

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

تم نقله بعد بناء السد العالي في أسوان -

أبو سمبل هو موقع أثري يضم اثنين من صخور المعبد الضخمة في جنوب مصر على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان. وهو جزء من منظمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي المعروف باسم «آثار النوبة»، والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة (بالقرب من أسوان).

والمعابد المزدوجة كانت أصلا منحوتة من الجبال في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الـ 13 قبل الميلاد، كنصب دائم له وللملكة نفرتاري، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش.

المعبد الكبير والصغير

المجمع يتكون من اثنين من المعابد، واستغرق بناء المعبد العظيم في أبو سمبل ما يقرب من عشرين عاما، وقد أنجز في حوالي 24 سنة من حكم رمسيس (وهو ما يعادل 1265 قبل الميلاد). وكان مخصصا للآله أمون، وراع- حاراختي، وبتاح، وكذلك لرمسيس، ويعتبر أروع وأجمل المعابد التي كلفت في عهد رمسيس الثاني، وواحدة من الأجمل في مصر.

ومحور المعبد وضع في مكانه من قبل المهندس المصري القديم بطريقة أنه مرتين في السنة يوم 21 أكتوبر و21 فبراير، تخترق أشعة الشمس المعبد ويلقى الضوء على التمثال فيظهر على الجدار الخلفي، باستثناء تمثال بتاه، فإن الإله كان مرتبط بالجحيم، والذي ظل دائما في الظلام. ويقال أن هذه التواريخ هي مناسبة عيد ميلاد الملك وعلى التوالي يوم تتويجه، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذا، وبسبب نقل المعبد، فإنه يعتقد أن هذا الحدث يحدث الآن يوم واحد متأخر مما كان عليه في الأصل.

أما معبد هاذور ونفرتاري، والمعروف أيضا باسم المعبد الصغير، وقد بني على بعد حوالى مائة متر إلى الشمال الشرقي من معبد رمسيس الثاني، وكانت قد خصصت لإله هاذور، ورمسيس الثاني، وزوجته نفرتاري، وفي الواقع هذه هي في المرة الثانية في التاريخ المصري القديم التي يكرس فيها معبد للملكة، فالمرة الأولى كانت عندما خصص أخناتن معبد لزوجته الملكة نفرتيتي. وقطع الصخر التي في الواجهة مزينة بمجموعتين من العمالقة، وتفصل بالبوابة الكبيرة، وما يثير الدهشة هو أنه للمرة الأولى في الفن المصري يكون تمثال الملك والملكة متساويين في الحجم.

لكن مع مرور الوقت، هجرت المعابد فبالتالي أصبحت تغطيها الرمال، وكان المعبد منسياً حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسري جي أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي، وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي، الذين سافروا معاُ إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزي في 1817، ولكن هذه المرة نجح في محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شيء قيم يمكن أن يحمله معه.

ويربط المرشدين السياحيين في الموقع أسطورة «أبو سمبل»، أنه كان فتى محلي صغير وهو الذي قاد المستكشفين إلى الموقع من جديد في وقت مبكر للمعبد المدفون الذي كان يراه من وقت لآخر في الرمال المتحركة، وفي نهاية المطاف، أطلقوا اسم أبو سمبل على المعبد تبعاً لاسمه.

نقل المعبد

في 1960 تم نقل مجمع المنشآت كليةً لمكان آخر، على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة، وفوق خزان السد العالي في أسوان، وكان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضهم للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وتشكل خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل.

وبدأت حملة تبرعات دولية لإنقاذ النصب من النوبة في عام 1959، وبدأ انقاذ معابد أبو سمبل في عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار بين عامي 1964 و1968، فقد تقطع الموقع كله إلى كتل كبيرة (تصل إلى 30 طنا وفي المتوسط 20 طنا)، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها في موقع جديد على ارتفاع 65 م و200 م أعلى من مستوى النهر.