مرايا

الجميلة والوحش.. إفراط في الجودة

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

القاهرة - مريم عاشور -

على الرغم من أن فيلم «الجميلة والوحش» في نسخته الجديدة التي تعرض حاليا في السينما قد حقق إيرادات قوية في شباك التذاكر في أول أسبوع عرض، إلا أن المحرر الرئيسي بموقع «كولايدر» مات جولدبيرج كان له رأي مختلف حول الفيلم نشره في الموقع حيث قال:

«من الصعب أن تحقق ما هو أعلى من الكمال، لذا يمكننا تخيل المهمة الضخمة التي وضعت على كاهل المخرج «بيل كوندون» حتى يحول التحفة الفنية لديزني «الجميلة والوحش» التي صدرت عام 1991، في نسختها بالرسوم المتحركة إلى فيلم حقيقي يجسده أشخاص حقيقيين. فبعد أن شاهدنا نسخة ناجحة وقوية لكل من «سندريلا» للمخرج كينيث براناج، و«كتاب الأدغال» للمخرج جون فافرو، إلا أنه للأسف نسخة «الجميلة والوحش» الجديدة خيبت بعض التوقعات ليصبح أضعف الأفلام المتبناة من كلاسيكيات ديزني، ونضع جانبا فيلمي ماليفسنت وأليس في بلاد العجائب كونهما إعادة تصور للنسخ الكلاسيكية حيث لا تتبع نفس أحداث القصة الأصلية».

وأضاف جولدبيرج: «كل شيء تم تنفيذه باحترافية أقرب للكمال، من حيث تصميم الإنتاج والأزياء، ولكن بشكل عام، جاءت معظم الإضافات في الفيلم بشكل يبطئ أحداث الفيلم وينقص من قصة الحب المركزية في الأحداث، خاصة الأغاني الجديدة، فالنسخة خرجت بشكل احدى حكايات «كان ياما كان في قديم الزمان» لتجعلك تتفقد ساعتك أثناء المشاهدة بين حين وآخر».وقال: «إذا شاهدت نسخة عام 1991 من الفيلم، ستتعرف على أحداث القصة، وتخليدا لذكراها، تبدأ أحداث الفيلم الجديد ببطل القصة، «الوحش» عندما كان إنسانًا عاديًا، شابًا ناضجًا مغرورًا وليس طفلاً، والذي يقوم بدوره «دان ستيفينز»، إذ أغضب ساحرة فألقت عليه سحرًا جعله وحشًا، وتفسر النسخة الجديدة بعض الحقائق مثل أن الساحرة بعد أن ألقت بسحرها على الشاب المغرور، مسحت وجود قصره من ذاكرة أهل المدينة لينسوا وجود القصر رغم قربه من المدينة، كذلك فإن سبب سجن الرجل العجوز «موريس» والد «بيل» الذي جسده «كيفين كلاين» ليس أنه ذهب للاستمتاع بالحديقة في القصر، بل لأنه قطف زهرة من الحديقة فيسجنه الوحش بسجن قصره، فتذهب «بيل» التي تجسدها «إيما واتسون» نجمة هاري بوتر الشهيرة لإنقاذ والدها من سجن الوحش، فتوقظ الإنسانية النائمة داخله، فيعود موريس للقرية طلبا للمساعدة ولإنقاذ ابنته، ويوافق «جاستون» الشاب الوسيم، التافه والمغرور، على مساعدة موريس مقابل أن يتزوجها بعد أن رفضت «بيل» عرضه للزواج من قبل».

ويستطرد محرر «كولايدر» الرئيسي قائلاً: «من الإضافات التي وضعت بالفيلم الجديد بعض الأغاني التي أسندت لموريس، ولكنها إجمالا، لم تضف شيئًا للفيلم».

ويضيف: «مدة نسخة عام 1991 حوالي 84 دقيقة تسير بخفة، بينما مدة النسخة الحديثة 129 دقيقة ولكنك تشعر بمرورها، بالرغم من أنك قد ترغب في قضاء وقت أطول مع تلك الشخصيات وداخل هذا العالم، إلا أن المخرج كوندون استغل هذا الأمر واستثمر طاقته فيه بالشكل الخاطئ، فرغم أن كيفين كلاين ممثل عظيم إلا أننا لم نرغب أن نعرف كل تلك التفاصيل عن شخصية موريس، ولا عن كيف تعمل الساحرة الآن، ولا ماذا حدث لوالدة بيل، أردنا أن نتعمق أكثر في قصة حب الجميلة «بيل» والوحش، واستثمار أحداث القصة في علاقتهما، إذ بدت أنها ليست من أولويات المخرج حيث تبدأ أحداث القصة الرومانسية بعد انقضاء ساعة من الفيلم».

وتابع جولدبيرج: «أيضا من اختيارات كوندون، اعتماده بقوة على تقنيات رسوم الجرافيكس، فبعد أن صنع بالجرافيكس الطفل المخيف في فيلم توايلايت ساجا: بريكينج دون، سخر تلك التقنية في الجميلة والوحش أيضًا، مصمما الخدم بقصر الوحش الذي كان تصميمًا جيدًا بينما لم تكن نفس الجودة متوفرة في وجه الوحش، فأثناء المشاهدة تشعر أنك تشاهد وجهًا مرسومًا خاليًا من الأداء الطبيعي، فإما أن ملامحه خالية من القدرة على التعبير أو أنها تبالغ في التعبير، فلم يفلح في ماكياج الوجه «الجرافيكي» إطلاقًا الذي أوجد فجوة بين الشخصيات وبعضها، وشخصية الوحش مع الشخصيات الأخرى.

وقال جولدبيرج: «من المؤسف أن علاقة الحب الرئيسية في الفيلم لم تسر جيدًا بسبب كل تلك ومضات التألق المحيطة بها، ولكن كانت الصدمة في أداء «لوك ايفانز» في تجسيده لدور «جاستون»، إذ انغمس داخل الشخصية الكارتونية الشريرة دون أن يبدو محاكيا للشخصية الكارتونية إطلاقا، كذلك برع «جوش جاد» في تجسيد صديقه الأبله «ليفو» بشكل كبير في تجسيد الشخصية الكارتونية الأصلية بنفس خفة الظل والكوميديا، كما بذل «كيفين كلاين» جهدًا في تحويل شخصية «موريس» من مجرد عالم مختل إلى أب حامٍ وحنون. حرص كل أفراد العمل على تأدية دورهم على أكمل وجه، وبعضهم استطاع فهم وتحقيق التوازن بين النسخة الكارتونية والنسخة الحقيقية».

وتمنى جولدبيرج لو أن المخرج كوندون أدرك هو الأخر هذا التوازن،

وقال: «لسوء الحظ، رغم التكاليف الباهظة التي تكلفها إنتاج الفيلم، إلا أنه فوَّت العلامة الأهم في الفيلم، وهي الموسيقى الرومانسية، فلم يصب تركيزه على بيل والوحش؛ لأنهما أخذا وقتًا طويلًا في الفيلم حتى يقعا في الحب، وعندما وصلا لتلك المرحلة لم يبدو الوحش جيدًا، وكذلك في الوجبة الموسيقية المقدمة داخل الفيلم لم يستطع كوندون أن يخرج تصميم الرقصات بالشكل المطلوب أو ربما لم يعرف كيف يلتقطها بعدسته، حتى في الأغاني القوية الشهيرة بالفيلم مثل أغنيتي «جاستون» و«كن ضيفنا Be Our Guest».

وأخيرًا يقول جولدبيرج: «أنا أعشق نسخة عام 1991 من الجميلة والوحش وكانت لدي توقعات أفضل وأكبر حول الفيلم الجديد، والمسألة لا تتعلق بكون هذه النسخة لا ترقى إلى النسخة الكلاسيكية بقدر ما أنها تتعلق بالتأكد من أن كل شيء يسير جيدًا، فلا مبرر أن تكون شركة ديزني هي المنتجة ويخرج شكل الوحش بذاك الشكل الجرافيكي المزيف الخالي من المشاعر، ولا مبرر أن تكون الموسيقي غير مبهرة مع وجود «ألان مينكن» لصناعة موسيقى الفيلم، ولا داعي لتلك الإضافات العديدة، فلم يكن مطلوبًا أن يتمسك كوندون بالنسخة القديمة حرفيا ورغم ذلك جاءت معظم تغييراته وإضافاته غير مؤثرة لتجعل النسخة حديثة ومفعمة بالتجديد، فتشعر أنها بالكاد متلائمة مع القديمة.