khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع: الإدارات التي نريد

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

خصيب عبدالله القريني -

تمثل الفرق الأهلية في الولايات الأساس الذي تبنى من خلاله المجتمعات المحلية والتي بدورها تعد اللبنة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع بصورته العامة، وبالتالي أي نجاح لهذه الفرق الأهلية يصب في نهاية الأمر في نجاح المجتمع والوطن، والعكس صحيح، وكل كفاءة في أي مجال سواء رياضي او ثقافي او اجتماعي او ..هي في النهاية منشأها ومنبتها من هذه الفرق .

فعندما نمعن التفكير والنظر نكتشف حجم وأهمية ودور هذه الفرق، والحاجة الملحة لدعمها وتشجيعها للقيام بأدوارها على اكمل وجه، فأدوارها كبيرة بحجم كبر وتطلعات المجتمع، واذا كنت قد تحدثت في مقال سابق عن أهمية العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع، كأحد الأدوار التي يجب علينا ان نقوم بها ونفعلها ونعززها، فإنني في هذا المقال أتحدث عن نوعية الإدارات التي يجب ان تقوم بقيادة هذه الفرق، فرغم يقيننا التام بأهمية أدوارها الا أننا نتساءل عن تلك الأدوار أين هي؟ ولماذا لا تظهر الا في مناسبات معينة ينحصر جلها في المجال الرياضي، ويصل الحال بها الى أن لايقبل احد أن يترشح لرئاستها وقيادتها، لماذا يحدث كل ذلك ؟

في اعتقادي الشخصي ان النظرة العامة التي حصرت أدوار هذه الفرق في المجال الرياضي هي العامل الأبرز الذي قلص نشاطها وعمل على تقليل أهميتها في خدمة المجتمع، كما ان المصالح الشخصية كانت ومازالت عاملا رئيسيا في وجود هذه النظرة، بالإضافة الى اعتقاد البعض بأن تولى منصب رئاسة فريق معين هو نوع من الوجاهة الاجتماعية ليس أكثر، ولو وجد من يعمل لخدمة فريقه دون مصالح شخصية فحتما سيجد من يقف في طريقه، فالمشكلة شائكة وذات شقين، فليس المهم أيضا ان تكون مخلصا فهناك من لايمكنه ان يتقبل ذلك الإخلاص، وهنا لا أقصد فريقا بعينه، فهذا حال أغلب الفرق وموجود على ارض الواقع وبنسب مختلفة ومتفاوتة، ولكن السبيل للخروج من كل ذلك هو وضع مصلحة البلد او الفريق فوق كل اعتبار، وان لايكون المجال الذي يخدمه الفريق منحصرا في مجال واحد، بل يشمل مختلف المجالات، كما ان وجود خطة إجرائية واقعية مقننة وذات مدى زمني محدد هي الأسلوب الناجع الذي يمكن ان يحقق الأهداف المنشودة، وقبل ذلك مشاركة أغلب الكفاءات الشابة في المجتمع ودعوتها وحثها للقيام بأدوارها هو أيضا احد السبل التي يمكن ان تنهض بأدوار هذه الفرق.

وهنا أجدني اسجل تحية تقدير لفريق الردة بولاية صحم ولرئيس الفريق خليفة البريكي الذي يعد أنموذجا لما تطرقت لها من أدوار ومهام تسعى إلى تعميق الفكر الواقعي الذي يجب ان ينتهجه أي فريق، ذلك اننا بحاجة ماسة لمثل هذا النوع من الإدارات التي تعمل على خدمة مجتمعها في مختلف المجالات وبشتى الوسائل والطرق، وان تشرك أبناء البلد في خدمة بلدهم، وان تهتم بكل صغيرة وكبيرة، وان لاتحصر نفسها في مجال بعينه، بل توزع الأدوار كلا حسب ما هو قادر على الإبداع فيه، فما بين نشاط ثقافي وآخر اجتماعي، يبرز نشاط ديني، ورياضي والقائمة تطول .

إن قدرة أي إدارة للوصول بأهداف الفريق الى بر الأمان لا يتأتى إلا بإيمان جميع أفراد ذلك المجتمع بأهمية هذه الأدوار ودعمهم لها، وهذا توجه أحسبه موجودا لدى الكل، لأننا في النهاية نخدم أنفسنا ومجتمعنا، متمنيا من بقية الفرق ان تحذو حذو هذا التوجه وهذا الفكر الراقي الذي يعمل وفق رؤية واضحة ومحددة.