987459
987459
عمان اليوم

ملتقى السلامة على الطُرق.. يستعرض المبادرات الناجحة لمؤسسات المجتمع

18 أبريل 2017
18 أبريل 2017

بهدف الحد من أضرار الحوادث المرورية والاستغلال الأمثل للطرقات -

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري -

987460

بدأت أمس أنشطة وأعمال «ملتقى السلامة على الطُرق» والذي تنظمه الهيئة العامة للكهرباء والمياه ليومين، بالتعاون مع معهد السلامة المرورية، وشركة «شل»، والجمعية العمانية للسلامة على الطريق، وشركة تنمية نفط عمان، ووزارة الصحة، ومركز الأيادي البيضاء، وذلك بالمركز الوطني للتحكم في المياه «سكادا» بولاية بوشر.

وتناول اليوم الافتتاحي، الذي رعاه سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، سبع أوراق عمل استعرض خلالها المتحدثون تجارب المؤسسات التي ينتمون إليها فيما يتعلق بالسلامة المرورية والجهود المبذولة للحد من الخسائر التي تتسبب بها الحوادث.

الحاجة للسلامة

واستعرضت الورقة الأولى، التي قدمها المهندس أحمد الخميسي مدير دائرة الجودة والصحة والسلامة والبيئة المهنية بالهيئة العامة للكهرباء والمياه، تجربة الهيئة في تطبيق نظام إدارة الجودة في السلامة على الطريق، مشيرا في بداية ورقته إلى الأسباب التي تحتم وجود نظام إدارة السلامة على الطرق، ومنها الأذى الناتج عن حوادث الطرق هي مشكلة عالمية وفي تزايد، والسبب الرئيسي للوفاة بالنسبة للشباب، وأنه بحلول عام 2030 تتوقع منظمة الصحة العالمية أن الإصابات الناتجة عن نظام النقل البري هي السبب الخامس الأكثر شيوعا لفقدان الصحة، فكان من الضروري وجود النظام.

وحول اهتمام الهيئة العامة للكهرباء والمياه بالسلامة على الطريق، قال: «المسافة الإجمالية التي تقطعها سيارات الهيئة في العام الواحد تصل إلى 7 ملايين كيلومتر، بحوالي 1400 مركبة مختلفة الاستعمالات تستخدم يوميا، وقد خصصت الهيئة لقطاع النقل ميزانية تقدر بـ مليونين و500 ألف ريال، أي أن هذا القطاع جزء مهم من عمل الهيئة، وبالتالي تضع الهيئة ضمن أهدافها الحد من المسافات المقطوعة ووضع برنامج للحد من الحوادث المرورية، كما أن الميزانية المخصصة للنقل يجب أن يكون لها مردود إيجابي في الخدمات المقدمة والسلامة».

وتابع قائلا: «هدف الهيئة الوصول إلى 0 % من الحوادث المرورية، وسير العمل دون أي أضرار».

ومن الاجراءات المساهمة في الحد من الحوادث وتجب مخالفات السير، أشار الخميسي: «من جهود الهيئة زيادة توعية الموظفين من خلال الدورات التدريبية، وإدارة الشكوى من خلال التواصل المباشر من خدمات المشتركين ففي كل سيارة تابعة للهيئة هناك رقم 1442 تحت عبارة (كيف ترى قيادتي)، وكذلك تزويد السيارات بأنظمة المتابعة الذكية، ومكافأة السائقين من باب التحفيز إلى جانب محاسبة المخالفين»، وغيرها من الجراءات.

واختتم بقوله: «حققت الهيئة إنجازا من خلال اتباع نظام إدارة الجودة في السلامة على الطريق وذلك مقارنة بعام 2016 وعام 2015، حيث انخفض استهلاك الوقود بنسبة 18 %، كما انخفضت تكلفة الصيانة 2 %، إلى جانب انخفاض المخالفات المرورية 30 %، وكذلك انخفضت المركبات المستخدمة 7 %».

المجتمع المدني

وبدوره قدم المهندس علي البرواني الرئيس التنفيذي للجمعية العمانية للسلامة على الطُرق، ورقة بعنوان «دور المجتمع المدني في تعزيز السلامة على الطرق»، حيث تحدث عن رؤية الجمعية والتي تتمثل في «طرق أكـثر سلامة»، ورسالتها، وهي العمل على تعزيز اهتمام المجتمع للحد من ظاهرة الحوادث على طرقاتنا وتكثيف التوعية المرورية لكافة شرائح المجتمع من مستخدمي الطريق، إضافة إلى العمل على وضع برامج من أجل إكساب العنصر البشري المهارات والسلوكيات الصحيحة للتعامل مع الطريق.

كما تطرق البرواني في ورقته إلى جهود المجتمع في الحد من الحوادث، وتعزيز التقيد بالأنظمة والقوانين، إذ يتضح ذلك من خلال ظهور العديد من المبادرات الشبابية التوعوية للحد من نزف الطرقات.

1.3 مليون وفاة

كما قدم المهندس علي الرحبي مسؤول الأمن والسلامة المرورية بشركة «شل عمان» ورقة أشار خلالها إلى بعض الأرقام الواردة في منظمة الصحة العالمية، منها أن عدد وفيات الحوادث المرورية يبلغ ما يقارب 1.3 مليون شخص كل عام، إضافة إلى 50 مليونا آخرين من الجرحى، كما أصبحت الجروح والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-29 عامًا، وأن 90 % من أسباب الوفيات والإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وحول رؤية «شل» قال: «يعد التنقل على الطرق ضروريًا للشركة، سواء كان بغرض توصيل الوقود للزائن أو نقل الأفراد والمعدات للمشاريع أو السفر لحضور اجتماعات، ويقود موظفو (شل) ومقاولوها مسافة يصل مجموعها لما يقارب بليون كيلومتر كل عام في أكثر من 70 دولة وهو ما يساوي أخذ 70 لفة بالسيارة حول الأرض يوميًا».

وتابع: «تعد السلامة المرورية منطقة خطر أساسية، حيث أن الحوادث المتعلقة بالقيادة تعد السبب الرئيسي للوفيات ضمن عمليات الشركات الأعضاء في الاتحاد الدولي لمنتجي النفط والغاز».

إضافة إلى استعراض قواعد شركة شل الهادفة إلى السلامة على الطريق.

التدريب المستمر

واستعرضت شركة «تنمية نفط عمان» من خلال الورقة التي قدمها المهندس كامل الضامري سعي الشركة للحد من أضرار مخاطر الطريق، ومن أهم الأركان تدريب جميع السائقين على السياقة الوقائية ويشمل التدريب الجانبين النظري والعملي متبوعاً بتقييم عملي للسائق المتقدم، ومن الجدير بالإشارة إليه أن المادة التدريبية القديمة والتي كانت تركز على المهارات الحركية بالدرجة الأولى قد تم استبدالها بالمادة التدريبية الجديدة والتي تركز بالدرجة الأولى على المهارات العقلية والتي تهدف إلى تعزيز المعتقدات الإيجابية حول السياقة وبالتالي المساعدة على تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها إلى سلوكيات حميدة تساعد السائق على تحقيق الأمان له ولسائر مستخدمي الطريق الآخرين.

الخدمات الصحية

وقدمت غادة الشامسية ورقة عمل حول آثار حوادث الطرق على الخدمات الصحية، أشارت خلالها إلى أن عدد الوفيات جراء الحوادث الذي شهدها مستشفى خولة العام الماضي 20 وفاة منهم 17 رجلا و 3 نساء أعمارهم ما بين 25 عاما و34 سنة، إضافة إلى 23 وفاة شهدها فقط قسم الطوارئ بالمستشفى، كما أشارت إلى أعداد المصابين جراء الحوادث ما بين عامي 2013 و 2016. بالإضافة إلى عدد من الأوراق قدمها كل من المقدم خميس البطاشي من معهد السلامة المرورية، والدكتورة عائشة باعبود من مركز الأيادي البيضاء.

وشمل الملتقى إقامة معرض مصاحب شاركت فيه عدة جهات منها الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف مستعرضة بعض الأجهزة الجديدة المستخدمة في عمليات الإنقاذ، إضافة إلى وزارة الصحة مستعرضة بعض الأدوية المؤثرة بشكل مباشر على مستوى الوعي والنعاس والتي يُحذر من استخدامها أثناء القيادة أو قبلها، وذلك مشاركة عدد من الجهات الخاصة والحكومية.

حضر الملتقى سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه إضافة إلى ممثلين لعدد من الجهات ذات العلاقة بالسلامة على الطريق، وسيقدم المختصون من الهيئة وعدد الجهات الأخرى عروضا يتم خلالها التعريف بآليات العمل المتبعة في تحقيق السلامة المروية.