986839
986839
العرب والعالم

الرئيس الفلسطيني يدعو المجتمع الدولي إلى التدخل لإنقاذ حياة الأسرى

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

إسرائيل تبدأ بعقاب المعتقلين المضربين عن الطعام -

رام الله - عمان - نظير فالح:-

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى سرعة التدخل لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين الذين بدؤوا أمس إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

كما حذر من تفاقم أوضاع الأسرى في ظل تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها الاستجابة للمطالب الإنسانية العادلة لهم، وفقا لما نصت عليه الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة.

جاء ذلك في كلمة للرئيس عباس بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني وجه فيها التحية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجدد تأكيده على استمرار الجهود لضمان الإفراج عنهم، ووقف معاناتهم، باعتبارهم القضية المركزية الحاضرة بشكل دائم للشعب الفلسطيني وقيادته. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات: إن السلطة ستبذل جهودا حثيثة؛ لحمل المجتمع الدولي على ممارسة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لاحترام حقوق الأسرى الفلسطينيين التي تكفلها المواثيق الدولية، والتعجيل بالإفراج عنهم، خدمة لقضية السلام.

ودعا عريقات المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والدولية والدول الأطراف المتعاقدة على اتفاقيات «جنيف» إلى إطلاق عملية المساءلة والمحاسبة الدولية لإسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الأسرى بشكل خاص.

كما طالب المحكمة الجنائية الدولية بالتسريع في إنهاء مرحلة الدراسة الأولية، والبدء الفوري بالتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية.

واحتشد مئات المواطنين الفلسطينيين في ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله أمس الاثنين في إطار الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإحياء ليوم الأسير الذي صادف أمس.

ورفع المشاركون في المهرجان الذي سبقه مسيرة حاشدة انطلقت من أمام النادي الارثوذكسي، الأعلام والرايات الفلسطينية، إلى جانب صور الأسرى واللافتات والشعارات المساندة، مرددين الهتافات الداعمة والمساندة لهم في إضرابهم.

وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام: إن «الأسرى وعائلاتهم ليسوا بحاجة لشعارات رنانة، وتضامن محدود، بل وقفة جادة إلى جانبهم ودعمهم حتى لا تذهب تضحياتهم هدرا»، مثمنة دور المؤسسات التي تدعمهم وتقف إلى جانبهم وجانب عائلاتهم.

وقالت: «اليوم وقفة عز لأن كل أبناء شعبنا يدعمون الإضراب ويثبتون لهم أن عذاباتهم لن تذهب هدرا، ونتمنى أن ينتهي الإضراب دون أن يتضرر أحد من الأسرى، وفي السابق كان هناك إضرابات جماعية وفردية ودعمناها، بغض النظر عن التنظيم الذي يتبع له الأسير، فهو فلسطيني قبل كل شيء»، وهنأت غنام عميدة الأسيرات لينا الجربوني التي أفرج عنها الأحد، بعد قضاء 15 عاما في سجون الاحتلال، «وخرجت مرفوعة الرأس شامخة»، وفي كلمته حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع من أن تقدم إدارة مصلحة سجون الاحتلال على قمع الأسرى المضربين والبطش بهم، لافتا إلى أن كل التداعيات مفتوحة إذا ما حصل مكروه لأي أسير.

وقال: «إن شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده يعلن اليوم أن قضية الحرية مقدسة بالنسبة له ويتعطش للانعتاق من الاحتلال، ولن تحظى حكومة الاحتلال بالسلام والأمن ما دامت حكومته تمارس الإرهاب والجريمة المنظمة ضد شعبنا وأسراه»، وأضاف قراقع أن «الشعب الفلسطيني يعلن اليوم انتفاضته ضد أعتى احتلال بالتاريخ المعاصر، وينتصر لأسراه الذين يخوضون في أقسى أماكن الاشتباك بالجوع من أجل الكرامة»، ودعا مؤسسات المجتمع الدولي ومجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، تجاه ما يحصل للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية لهم، كذلك محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم المستمرة. وقال: إن حوالى 1300 أسير بدؤوا إضرابا عن الطعام -صباح أمس-، ومن المتوقع أن يرتفع العدد خلال الأيام المقبلة. من جهة أخرى قالت لجنة أهالي الأسرى المقدسيين: إن عدد الأسرى من سكان القدس في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ 481 أسيرا، من بينهم 17 أسيرة، منهن 7 متزوجات موزعات على سجني «الشارون»، و«الدامون»، وأوضحت اللجنة في تقرير لها أن من بين هؤلاء الأسرى 74 طفلا، منهم 67 في سجن «مجدّو»، وأسير واحد في سجن «أوفيك»، و6 أسرى داخل مؤسسات للأحداث، علما أن الطفلين أحمد مناصرة، وحذيفة طه يواجهان أعلى حكم لدى الأطفال، ومحكومان بالسجن مدة 12 عاما.

وأُصيب عدد من الفلسطينيين واعتقل أحدهم، خلال مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في مدينتي بيت لحم ورام الله، في الضفة الغربية أمس . ضمن فعاليات إحياء «يوم الأسير الفلسطيني».

وشارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة أمس، في مسيرة، إحياءً ليوم «الأسير الفلسطيني»، ورفع المشاركون في المسيرة، التي نظمتها لجنة «الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية» (تابعة لتجمع يضم الفصائل الرئيسية)، صوراً لعدد من المعتقلين الفلسطينيين، ولافتات تدعو للإفراج عنهم. في السياق ، شرعت السلطات الإسرائيلية، بفرض عقوبات على عدد من المعتقلين الفلسطينيين بعد ساعات قليلة من شروعهم في إضراب مفتوح عن الطعام، بهدف «تحسين الظروف الاعتقالية». وقالت مصلحة السجون إنها «بدأت باتخاذ اجراءات انضباطية بحق المضربين، كما قامت بنقل عدد منهم إلى العزل الانفرادي». وأشارت الإذاعة الإسرائيلية، إلى أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد اردان، أوعز بعدم إجراء أي مفاوضات مع المعتقلين المضربين عن الطعام.