986831
986831
العرب والعالم

بنس ينصح بيونج يانج بعدم اختبار «حزم» ترامب ويؤكد إنه «الصبر الاستراتيجي»

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

بكين تكرر معارضتها لنشر نظام «ثاد» الأمريكي في كوريا الجنوبية -

عواصم - (أ ف ب - رويترز): حذر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أمس بيونج يانج من اختبار «حزم» الرئيس دونالد ترامب، مؤكدا أن «جميع الخيارات مطروحة» في التعاطي مع ملفيها الصاروخي والنووي.

وتزامن تحذيره مع إعلان رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هوانج كيو-اهن أمس من أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر مبكر لمنظومة «ثاد» فيما عبر بنس عن «قلق» واشنطن إزاء إجراءات صينية ضد سول على خلفية نشر الدرع الأمريكية المتطورة المضادة للصواريخ.

وأكد بنس أن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق الأمن «عبر الطرق السلمية». «لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».

وفي تحد واضح للضغوطات الدولية عليها، أجرت كوريا الشمالية أمس الأول تجربة صاروخية جديدة فيما تنامت المخاوف من أنها قد تكون تستعد لاختبارها النووي السادس.

وقال بنس في مؤتمر صحفي في سول بعدما زار المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين « نأمل في الوصول إلى هذا الهدف (نزع سلاح كوريا الشمالية النووي) بالطرق السلمية ».

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة هوانج كيو-اهن، قال بنس: «خلال الأسبوعين الماضيين فقط، شهد العالم قوة وحزم رئيسنا الجديد من خلال تحركاته في سوريا وأفغانستان».

وأضاف «من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تختبر حزمه أوعزم القوات المسلحة للولايات المتحدة في هذه المنطقة».

وتصاعد التوتر بين بيونج يانج وواشنطن خلال الأسابيع الماضية في وقت استدعت فيه سلسلة تجارب صاروخية كورية شمالية تحذيرات قوية من إدارة ترامب، الذي أكد أنه لن يسمح لبيونج يانج بتطوير صاروخ بالستي عابر للقارات قادر على بلوغ غرب الولايات المتحدة.

وأكد بنس أن حقبة «الصبر الاستراتيجي» الذي اتبعته بلاده على مدى عقدين من الزمن في تعاطيها مع كوريا الشمالية قد انتهت.

واتهم كوريا الشمالية «بالرد مع انفتاحنا عليها بخداع متعمد، ووعود لم يتم الإيفاء بها واختبارات نووية وصاروخية».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية «ستهزم أي هجوم وسنرد بشكل ساحق وفعال على أي استخدام لأسلحة تقليدية أو نووية».

وأكدت زيارة بنس الى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، (تعد أكثر منطقة حدودية محصنة في العالم) على تغير سياسة واشنطن تجاه الدولة المعزولة.

وتأتي الزيارة بعد عرض عسكري ضخم عرضت بيونج يانج خلاله ما يبدو أنها صواريخ بالستية عابرة للقارات، في وقت تمركزت فيه مجموعة قتالية أمريكية تضم حاملة طائرات في شبه الجزيرة الكورية.

كما أنها تأتي غداة فشل تجربة صاروخية لكوريا الشمالية.

وقال بنس في قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة في المنطقة الفاصلة إن علاقة الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية «صلبة وثابتة».

وتصر بيونج يانج على أنها تحتاج إلى ترسانة قوية، تتضمن أسلحة نووية، لتحمي نفسها مما تعتبر أنه مخاطر اجتياح قد تقوم به قوات أمريكية معادية.

وكان مستشار رفيع في البيت الأبيض الخارجية آخر مسؤول من إدارة ترامب يحذر من أن التحرك العسكري موجود على الطاولة رغم أن الضغوط الدبلوماسية هي خيار واشنطن المفضل.

أما بنس، فقد حض المجتمع الدولي على المشاركة في مطالبة كوريا الشمالية بإنهاء برامجها النووية والصاروخية.

وفي إشارة إلى منظومة «ثاد»، قال إنه «من المشجع رؤية الصين تلتزم بهذه الإجراءات (ضد بيونج يانج).

ولكن الولايات المتحدة قلقة من انتقام الصين اقتصاديا من كوريا الجنوبية بسبب اتخاذها خطوات مناسبة للدفاع عن نفسها » في إشارة إلى «ثاد».

وقال هوانج الذي يشغل كذلك منصب رئيس وزراء كوريا الجنوبية في المؤتمر الصحفي «اتفقنا على تعزيز جاهزية التحالف بين جمهورية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بما يتناسب مع التهديدات التي تمثلها كوريا الشمالية عبر نشر سريع لمنظومة - ثاد».

وصممت الدرع الأمريكية المتطورة المضادة للصواريخ لإسقاط أي صواريخ قد تطلقها كوريا الشمالية أو غيرها.

إلا أن الصين ترفضها بشدة، معتبرة أن بإمكانها التجسس على أجهزتها الدفاعية فيما اتخذت ما يبدو أنه إجراءات انتقامية ضد الشركات الكورية الجنوبية التي تعمل على أراضيها. وزيارة بنس هي الأولى لكوريا الجنوبية وتأتي ضمن جولة آسيوية تشمل اليابان واندونيسيا إضافة إلى استراليا.

وقد كررت الصين أمس معارضتها لنشر نظام ثاد وعبر لو كانج المتحدث باسم الخارجية الصينية عن معارضة بلاده لنشر نظام ثاد وذلك خلال إفادة مقتضبة ببكين كما حث كل الأطراف على العمل معا في سبيل إرساء السلام والاستقرار بالمنطقة.

من جهته أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده تأمل من الولايات المتحدة ألا تتحرك بشكل «أحادي» لتسوية مشكلة برنامجي كوريا الشمالية البالستي والنووي.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره السنغالي مانكور ندياي «آمل ألا تكون هناك خطوات أحادية كالتي شهدناها مؤخرا في سوريا» حيث شنت الولايات المتحدة هجوما صاروخيا على قاعدة جوية للقوات السورية.

وتابع «لا نقبل بمغامرات بيونج يانج النووية والبالستية المخالفة لقرارات الأمم المتحدة، لكن ذلك لا يعني أنه من الممكن انطلاقا من هنا انتهاك القانون الدولي باستخدام القوة» ضدها.