986226
986226
عمان اليوم

«شباب عمان» تسافر عبر البحر لتعزز علاقات الصداقة والسلام لـ 14 محطة

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

986225

تنطلق 30 أبريل الجاري بطاقم 90 بحارًا ومتدربًا -

السفينة فازت بـ10 كؤوس للصداقة الدولية وتهدف للترويج السياحي والثقافي للسلطنة -

تتمتع بتصميم معماري عماني وتحمل 29 شراعا بمساحة 2630 مترا مربعا وحمولة 1200 طن -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

986227

تمخر سفينة شباب عمان الثانية عباب البحر بتاريخ 30 أبريل الجاري، بطاقم يصل الى 90 شخصا، منهم 54 بحارا و36 متدربا، بين المتدربين اثنتا عشرة امرأة، لتحط برسالة السلام وتعزز علاقات الصداقة فيما بين الدول في 14 محطة أغلبها مدن أوروبية و17 ميناء، لتستغرق رحلة مدتها 6 أشهر.

وقد أكد المقدم الركن بحري علي بن محمد الحوسني قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية «شباب عمان الثانية» أن السفينة استطاعة ان تفوز بـ 10 جوائز لكأس الصداقة الدولية والتي تعد من أرقى جوائز الإبحار الشراعي في العالم، موضحا بأن السفينة شباب عمان الثانية سوف تحلُ محل سفينة شباب عمان الأولى، التي جاءت تحقيقًا لرؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوسبن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حول أهمية التواصل الثقافي والحضاري بين السلطنة ومختلف دول العالم . واستعرض الحوسني خلال الزيارة التعريفية التي نظمتها البحرية السلطانية العمانية أمس لممثلي مختلف وسائل الإعلام المحلية، الرحلات التي قامت بها سفينة «شباب عمان الأولى» إلى آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وأشار الحوسني الى أن رحلات سفينة شباب عُمان تهدف إلى مد جسور الصداقة والسلام بين مختلف الشعوب حول العالم والترويج للسلطنة سياحيا وثقافيا، علاوة على تدريب الشباب على الإبحار الشراعي وصقل قدراتهم وإذكاء روح المنافسة والمغامرة فيما بينهم. كما أشار الحوسني الى أن السفينة تحمل العديد من الأشرعة التي تعتمد على قوة الرياح مع حبال طويلة يصل طول جميع الحبال معا الى ما يقارب 21 كيلومترا.

فصل جديد من تاريخ عمان

وجاءت السفينة الشراعية لتكتب فصلا جديدا من تاريخ عمان البحري الطويل المميز، ذلك التاريخ الذي كان شاهدا على البحارة العمانيين وهم يمخرون عباب البحر والمحيطات لقرون طويلة ويفتحون طرقا جديدة للتجارة ويعملون على تعزيز علاقات التبادل الثقافي ويرسخون ثقافة عمان الفريدة.

وتتميز سفينة شباب عمان الثانية بسمات وخصائص عديدة ، فهي تجمع تقاليد السفن الشرعية العريقة وأحدث التقنيات البحرية، فهي مبنية على أساس التصاميم الكلاسيكية لسفن (كليبر) لكنها تتضمن أيضا الكثير من السمات العمانية الأصيلة. وتجسد شباب عمان الثانية مزيجا من التصميم التقليدي والحديث فضلا عن التكنولوجيا الجديدة، وقد خضع تصميمها منذ مراحله الأولى لعمل وفحص دقيق باستخدام تقنيات النموذج الثلاثي الأبعاد، عن طريق الحاسب الآلي، وتغلب عليها الصبغة التقليدية بداية من سطحها الخشبي فصاعدا من حيث الأشرعة والحبال والتجهيزات الأخرى. كما تم تصميم السفينة لتعكس الجذور العمانية في كل أرجائها. فقبل بدء أعمال البناء بوقت كبير قام فريق من شركة ديكسترا المعمارية الهولندية المسؤولة عن تطوير خطوط السفينة الأنيقة الملساء، بزيارة خاصة إلى السلطنة ليتعرفوا بأنفسهم على خصائص العمارة العمانية المميزة والتصميم والجوانب الثقافية بغية إدراجها في السفينة. فزينة السفينة بالنقوش الخشبية التي يتميز بها الطابع العمراني العماني المميزة، كما تم تزيين غرف المجلس بالسفينة بالمندوس العماني.

محركان يعملان بالديزل

وقد صممت السفينة للإبحار بقوة الرياح ذاتها، إلا أنها مزودة بمحركين يعملان بالديزل يحافظان على سلامتها ويمكنها من مواصلة الإبحار حتى وإن كانت الأحوال الجوية معاكسة. كما أن أنظمة الاتصالات الرقمية وأجهزة الملاحة البحرية تضمن سلامة السفينة الجديدة على الدوام كما ينبغي حتى في حالة استمرار تشغيل السفينة لفترات طويلة وفي حال ميلانها حتى 30 درجة.

ويصل ارتفاع صواريها الثلاثة العملاقة إلى 50 مترا فوق سطح السفينة حيث يمكنها ان تحمل حتى 29 شراعا تزيد مساحتها عن 2630 مترا مربعا، تكفي لتسييرها بسرعات كبيرة. ويصل الطول الكلي الى 85 مترا بحمولة 1200 طن.

وسوف تعطي السفينة صورة جديدة لتراث عمان البحري العريق. وفي الوقت نفسه، فإن مهمتها كسفير متجول لسلطنة عمان سوف تحافظ على تعزيز قيم الصداقة والتسامح وروح الضيافة أينما حلت وارتحلت. كما جاء اهتمام السلطنة باقتناء سفينة شباب عمان الثانية بسبب السمعة الواسعة التي تتمتع بها سفن (كليبر) وأدائها العملي، ولتحل محل سفينة شباب عمان الأولى وتدخل الخدمة كسفينة للتدريب على الإبحار الشراعي للبحرية السلطانية العمانية، مما تحتاج سفينة شباب عمان الثانية لطاقم يتكون من 94 شخصا لبسط الأشرعة.

وقد جهزت السفينة للرحلات الطويلة التي ستقوم بها في كل أنحاء العالم، فضلا عن بنائها بالأسلوب الذي يجعلها تتكيف مع الحياة في مياه بحر عمان وبحر العرب.

ولأنها تتعرض باستمرار لدرجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، فهي مزودة بمولدات إضافية لتوفير الكهرباء التي تحتاجها لتشغيل أنظمة التكييف والتبريد.

وتم تصميم السفينة لكي تؤدي دورها كسفينة تدريب وكسفير متجول لسلطنة عمان. فأسطحها الثلاثة مزودة بغرف ومرافق ليس لاستيعاب أفراد طاقمها الدائمين البالغ عددهم 54 شخصا فحسب، وإنما أيضا لكافة المتدربين البالغ عددهم 36 شخصا. هذا بالإضافة إلى أماكن إقامة خاصة منفصلة للمتدربات الإناث، مما يجعلها أول سفينة من نوعها توفر هذه التسهيلات والمرافق.

وتتوفر بالسفينة مساحات خاصة مصممة ومجهزة لاستقبال الضيوف والزوار والترحيب بهم على أعلى المستويات لأن هذا جزء أساسي من عمل السفينة، حيث تستوعب قاعتها الرئيسية 15 شخصا في حفل عشاء رسمي.

شباب عمان الأولى

أما سفينة شباب عمان الأولى فقد زارت أكثر من 140 ميناء وقطعت ما يزيد عن 25.000 ميل بحري. كما شاركت في العديد من الفعاليات والمحافل الدولية في مجال الإبحار الشراعي والتدريب عليه. وفازت بكأس الصداقة الدولية كأفضل سفينة تقوم بتوطيد علاقات الصداقة والتفاهم أكثر من تسع مرات. وسوف تواصل شباب عمان الثانية تقديم أدوارها وانجازاتها الحيوية على غرار شباب عمان الأولى في تدريب منتسبي البحرية السلطانية العمانية.