986687
986687
عمان اليوم

التربية تنفذ حلقة نقاشية علمية لتفريع مواد العلوم

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

الشيبانية: إعادة النظر في المناهج بما ينسجم مع متطلبات سوق العمل -

د. يحيى الحارثي: مؤشرات استطلاع خلص إلى أهمية تفريع مواد العلوم للصفين التاسع والعاشر -

عقدت وزارة التربية والتعليم أمس الاثنين الحلقة النقاشية العلمية حول الخطة الدراسية لتفريع مواد العلوم في الصفين التاسع والعاشر، بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ومشاركة المؤسسات المعنية بالتعليم في السلطنة والتي تضم الأمانة العامة لمجلس التعليم، ومجلس البحث العلمي، ووزارة التعليم العالي، وجامعة السلطان قابوس، وممثلين من مجلسي الدولة والشورى ومديري المدارس الدولية، وعدد من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم.

تجويد التعليم

بدأت الحلقة النقاشية بكلمة معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم موضحة فيها أهمية التعليم وانتشاره في كافة ربوع السلطنة قائلة: أولت السلطنة منذ بزوغ فجر النهضة المباركة نشر التعليم عناية بالغة، فانتشرت المدارس في زمن قياسي بكافة ربوع السلطنة، وبعد مضي عقدين من عمر النهضة المباركة بدأت الوزارة في تطبيق نظام التعليم الأساسي كأول مشروع تطويري يهدف إلى تجويد التعليم، من خلال تبني فلسفة الطالب محور العملية التعليمية، والذي تركزت أبرز ملامحه في العناية بالمواد العلمية ورفع أنصبتها من الحصص الدراسية، إضافة إلى تنمية قدرت الطالب على استخدام أسلوب التفكير العلمي، وإذكاء روح البحث لديه، وإكسابه المهارات الأساسية اللازمة للتعامل مع العلوم والتكنولوجيا المعاصرة، كما عُني التعليم الأساسي بتنمية القدرة على الإبداع والابتكار والتعامل مع المستقبل، وغرس اتجاهات العمل والإنتاج والإتقان بما يتلاءم وطبيعة هذه المرحلة، حيث حظي المشروع باهتمام بالغ من الحكومة، فالتزمت بتوفير كافة متطلبات تطبيقه من بنى أساسية وموارد بشرية وإمكانات مادية.

إلغاء نظام التشعيب

وأكملت معاليها قائلة: واستمرارا لجوانب التحوّل التي طرأت على نظام التعليم المدرسي في السلطنة، فقد قامت الوزارة في مطلع العام الدراسي 2007/‏‏2008م بتطبيق خطة التعليم ما بعد الأساسي للصفين الحادي عشر والثاني عشر التي كان من أبرز ملامحها إلغاء نظام التشعيب، وتخصيص مواد أساسية وأخرى اختيارية، اعتمادًا على مجموعة من المصادر والمبادئ الأساسية المتمثلة في الانسجام مع أهداف التعليم الأساسي للصفوف (1-10)، ونتائج مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني «عمان 2020م.

السلاسل العالمية

وتطرقت معاليها إلى أهم البرامج والمشروعات التطويرية التي شهدتها المسيرة العملية والتعليمية منذ بدء تطبيق التعليم الأساسي، قائلة: «بعد مضي ما يقارب عشرين عاما منذ بدء تطبيق التعليم الأساسي وتزامنا مع التطورات التي تشهدها سلطنة عمان في كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية جاءت التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عمان (أكتوبر 2011) بأهمية إجراء تقييم شامل للمسيرة التعليمية، فقد قامت الوزارة بالتعاون مع مجلس التعليم والجهات المختصة الأخرى في السلطنة بتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات التطويرية، أهمها تبني إنشاء عدد من المراكز المتخصصة هي: المركز الوطني للتقويم التربوي والامتحانات، والمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، ومركز تقييم الأداء المدرسي، إضافة إلى بناء معايير المناهج الدراسية، وتطوير وثيقة فلسفة التعليم، وبناء وثيقة قانون التعليم المدرسي، وبناء منظومة متكاملة للمؤشرات التربوية، وتعزيز جودة برامج التنمية المهنية الموجهة للمعلمين».

وتابعت معاليها قائلة: «وإيمانا من الوزارة بأهمية توفير البيئة المناسبة لتدريس مواد العلوم، فقد عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على مشروع إعادة تأثيث مختبرات العلوم المدرسية بتكلفة إجمالية قاربت خمسة ملايين ريال عماني، كما بدأت مؤخرا في الخطوات التنفيذية لتبني السلاسل العالمية في تطوير مناهج العلوم والرياضيات، والتي يتوقع أن يبدأ تطبيقها في الحقل التربوي مطلع العام الدراسي القادم على الصفوف من الأول إلى الرابع، واستكمالا لتنفيذ هذه البرامج والمشروعات التطويرية تقوم الوزارة حاليًا بدراسة تطوير الخطة الدراسية بالاستفادة من التجارب والبرامج الدولية، والتي تأتي هذه الحلقة النقاشية للتشاور فيها، مع التركيز على تطوير خطة تدريس مواد العلوم والرياضيات.

مواكبة التطورات العالمية

وأضافت معاليها: بالرغم من كل الجهود المبذولة من قبل الوزارة خلال السنوات الماضية في تطوير تدريس مواد العلوم والرياضيات، إلا أن نتائج أبنائنا الطلبة والطالبات لا تزال دون مستوى طموحاتنا، حيث تشير الدراسات التحليلية التي تجريها الوزارة بصفة دورية إلى وجود ضعف عام في مستوى المواد العلمية، وينعكس ذلك على مدخلات التعليم العالي من حيث استمرار الحاجة إلى وجود سنة تأسيسية، وبقاء بعض المقاعد المخصصة للتخصصات العلمية شاغرة لعدم تمكن الطلبة من اجتياز اشتراطات شغلها، وفي السياق ذاته فإن بدء السلطنة في إعداد الإطار الوطني للمؤهلات كخطوة مهمة لمواكبة التطورات العالمية للرقي بمستوى التعليم والتدريب، وتسهيل الدخول إلى سوق العمل محليا وعالميا، ودعم مبدأ التعلم مدى الحياة، قد بيّن أن عمق المادة العلمية التي يدرسها الطلبة حاليا في الصفين التاسع والعاشر لا يحقق التصنيف المطلوب دوليا لتعادل شهادة التعليم الأساسي في السلطنة مثيلاتها في دول العالم.

إضافة إلى أن اشتراك طلبة السلطنة في مسابقات دولية، والدخول في منافسات علمية إقليمية وعالمية يؤكد حاجة طلبة السلطنة إلى فهم أكثر عمقا للكثير من المفاهيم العلمية في أفرع العلوم الثلاثة، وآخرها مشاركة أبناء السلطنة في الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS 2015) التي لم يتمكن فيها الطلبة من تحقيق المتوسط العالمي، بالرغم من التحسن الملحوظ في معدل أداء الطلبة العمانيين مقارنة بالدورات السابقة، حيث صنفت السلطنة بأنها من الدول التي حققت ارتفاعا في متوسط الإنجاز عالميا».

نقلة نوعية

وأردفت معاليها قائلة: «في ضوء تلك التحديات، وبناء على نتائج الزيارات الميدانية ومرئيات العاملين في الحقل التربوي ومختلف الفئات المختصة بالوزارة، فإن الوضع يحتّم علينا إعادة النظر في منظومة مناهج العلوم للصفين التاسع والعاشر بما ينسجم مع التطورات العالمية وحاجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل، دون المساس بالسنوات العشر للتعليم الأساسي، بما يتوافق مع معظم الأنظمة التعليمية وتوصيات مكتب التربية الدولي، ويضمن الرقي بمستوى أداء طلبة السلطنة في مواد العلوم، كما أن المرحلة المقبلة من العمل التربوي تتطلب تضافر كافة الجهود، ومزيدا من الالتزام والجدية وصولا إلى ما نصبو إليه جميعا من إحداث نقلة نوعية في نظامنا التعليمي، وهنا نود التأكيد على أن الاستفادة من الخبرات العالمية والثقافات المتنوعة في تطوير مكونات نظامنا التعليمي يجب أن تؤطر لتتوافق مع فلسفة التعليم في السلطنة وخصوصية المجتمع العماني وثقافته والتوجهات العالمية».

الخطة الدراسية

بعدها قدم الدكتور يحيى بن خميس الحارثي مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم ورقة عمل عن مقترح وزارة التربية والتعليم للخطة الدراسية لتفريع مواد العلوم في الصفين التاسع والعاشر، استعرض في بدايتها تعريف التعليم الأساسي في السلطنة، وتقسيم المراحل الدراسية، والخطط الدراسية الحالية لمراحل التعليم.

متطرقا إلى التحديات التي تواجه الخطة الدراسية الحالية والتي من بينها أن دراسة مواد العلوم (الكيمياء والفيزياء والأحياء) انحصرت في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، مع قلة الفترة المخصصة لتدريس مواد العلوم في الصفين التاسع والعاشر بسبب اختزالها في منهج واحد مع قلة الجانب العملي لهذه التخصصات لتحقيق العمق العلمي والفكري ما أدى إلى تكثيف المادة العلمية التخصصية في الصفين الحادي عشر والثاني عشر، إضافة إلى عزوف كثير من المعلمين عن تدريس منهج العلوم في الصفين التاسع والعاشر نظرا لاحتوائه على وحدات متخصصة تم جمعهما في منهج واحد، مشيرا إلى أن مؤشرات استطلاع الرأي الذي أجرته الوزارة على عينة من العاملين في الحقل التربوي وشارك فيه أعضاء الهيئات التدريسية والإشرافية وطلاب الصفوف من التاسع حتى الثاني عشر، ومجموعة من المختصين بالمديريات الفنية بديوان عام الوزارة (مناهج، تقويم، إشراف، توجيه مهني)، وأكاديميين من جامعة السلطان قابوس، خلص إلى أهمية تفريع مواد العلوم للصفين التاسع والعاشر.

نماذج

كما تناول مدير عام تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم التجارب التعليمية الدولية التي تؤكد على أهمية تفريع مواد العلوم في المراحل الدراسية، مستعرضا بعض النماذج في الأنظمة التعليمية العربية والبرامج التعليمية الدولية لتفريع مواد العلوم، ونماذج للبرامج الدولية المطبقة في المدارس الدولية في السلطنة، والتي من بينها: البرامج الدولية البريطانية (CIE, Edexcel) وبرامج البكالوريا الدولية (IBO)، والبرامج الدولية الأمريكية، مقدما مقارنة بين تقسم مادة العلوم في البرامج التعليمية في المدارس الخاصة من حيث المراحل الدراسية وآلية التطبيق والمناهج والسلاسل التعليمية وعدد الحصص والتقويم.

بدائل

وبيّن الدكتور يحيى بن خميس الحارثي في ورقة العمل البدائل المقترحة لتفريع مواد العلوم التي سيتم تنفيذها في الحقل التربوي في التعليم الأساسي، مبينا الإيجابيات والتحديات والمتطلبات المتصلة بكل مقترح من المقترحات المعروضة، وآلية تطبيق البديل المقترح تنفيذه من قبل وزارة التربية والتعليم، وزمن التعلم الخاص بمواد العلوم في الصفين التاسع والعاشر.

تلي ذلك فتح باب النقاش للمشاركين في الحلقة النقاشية العلمية للخطة الدراسية لتفريع مواد العلوم في الصفين التاسع والعاشر لإبداء آرائهم ومقترحاتهم حول الخطة الدراسية والجوانب المتعلقة بها.