شرفات

«إلى الحياة» للفلسطيني أحمد دلول.. سعي وجداني للخلاص

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

القاهرة- «العمانية»: صدرت عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة رواية /‏الحج إلى الحياة/‏ للكاتب والمفكر الفلسطيني المقيم في الدنمارك أحمد دلول.

تمثل الرواية سعيًا وجدانيًا للخلاص، بغية النفاذ إلى حقيقة الأشياء، وصولًا إلى ماهية الحياة بذاتها حيث يهيم «الغريب» مدفوعًا بحيرته أمام طلاسم وجوده، وراء نداء حنينه الدفين إلى إدراك ذات الكون، أو الحقيقة النهائية المطلقة، التي يتم ترميزها بالماء.

وبعد أن يمرَّ البطل بالمحتالين والدجَّالين الذين يدَّعون امتلاك الماء الزلال، يلتقي بالمعلم «الشيخ» الذي يحدّثه عن قضايا الوجود الكبرى، بما في ذلك مفهوم القضاء والقدر، ويعلمه كذلك طقوس الفرح، ويلقّنه أبجدية الخلاص.

ثم يُطلقه نحو أعالي القمم الروحية، لكي يحج إلى الحياة.

على طريق الحج يمر الغريب بـ«التائه» الذي انزوى في كهفه العلوي، بعيدًا عن الناس، لكي يجد وسيلة للارتقاء بالإنسانية، فلم يجدها إلا بالفلسفة.

حيث يحلّ بعد ذلك بردٌ مفاجئ، ويهيم الغريب ناشدًا الدفء، فيبحث عمّن يستطيع أن يضرم النار، أو يمنحه قبسًا منها، إلى أن يلتقي بـ«الراعي» الذي يخبره بأنه «لا يشعل النار إلا الخمرة والنساء»، فيقتفي أثر الراعي وصولًا إلى مضارب النساء، حيث كان لا بد من فهم الأنوثة بذاتها للتعفف عنها، في بحث يتم فيه الغوص في أعماق المرأة بغية فهمها.

يعجز الغريب في نهاية المطاف عن بلوغ الماء، ثم يسأل معلمه «العارف»، ولكنه مع ذلك يفشل في سعيه للتعفف عن النساء، حتى إنه يكاد يختزل فلسفة الحياة من خلال امرأة.

إلا أنه يفلح مع ذلك، في التعرف على ذات الكون، من خلال ما يمكن تسميته «العرفان النظري»، النابع من معايشات صوفية محدودة، عايشها مع «أنَّاه»، حيث أدرك مفهوم الوحدة ما بين ذاته وذات الكون، واكتشف المعنى الأصيل والخالد لمفهوم الأنا.