984788
984788
العرب والعالم

بعد استخدام «أم القنابل» لأول مرة - مقتل 90 عنصرا من تنظيم «داعش» شرق أفغانستان

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

جلال آباد (أفغانستان) - (أ ف ب): ارتفعت حصيلة قتلى أقوى قنبلة أمريكية غير نووية ألقيت في شرق أفغانستان إلى أكثر من تسعين مقاتلا من تنظيم داعش في حين تتقدم قوات تحت قيادة أمريكية إلى مخابئهم الجبلية، وفق ما أفادت السلطات الأفغانية أمس.

واستهدفت القنبلة التي تعرف باسم «أم القنابل» الخميس شبكة كهوف وأنفاق للتنظيم المتطرف في منطقة نائية في ولاية ننغرهار بشرق أفغانستان.

وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة هذه القنبلة «جي بي يو-4 ـ بي3» (قنبلة العصف الهوائي الجسيم) التي يبلغ وزنها نحو 11 طنا.

ونفى تنظيم داعش عبر أداته الدعائية وكالة «أعماق» أن يكون مني بخسائر في هذا القصف.

وأثار استخدام قنبلة «جي بي يو-43 ـ بي» ردود فعل عالمية وانتقد البعض استخدام أفغانستان «حقل تجارب لهذا السلاح» وضد تنظيم لا يطرح بعد خطرا كالذي يطرحه متمردو طالبان.ودمرت القنبلة مخابئ لتنظيم داعش التي تضم أنفاقا ومغاور وغطت المنطقة بسحابة من الدخان وارتفع منها ألسنة اللهب.

وأمس قال اسماعيل شنواري حاكم منطقة أشين معقل تنظيم داعش في الولاية ان «ما لا يقل عن 92 من مقاتلي داعش قتلوا» جراء القنبلة.وأوضح لوكالة فرانس برس أنه «تم تدمير ثلاثة أنفاق كان المقاتلون متمركزين فيها عند وقوع الهجوم»، مؤكدا انه لم يسقط ضحايا إطلاقا بين السكان او العسكريين.

وقال شنوار انه «تم إبلاغ المدنيين مسبقا وتمكنوا من الفرار من المنطقة».

وأضاف ان «وحدات برية أمريكية وأفغانية تتقدم ببطء في المنطقة الجبلية المزروعة بالألغام الأرضية، ولكن لا تزال هناك جيوب مقاومة» من المتمردين.

وأضاف «جاء على الأرجح مقاتلون من موقع آخر على الحدود لجمع الجثث».

وصرح عطاء الله خوجياني الناطق باسم حاكم الولاية أن «تسعين مقاتلا من داعش قتلوا»، وهي حصيلة أعلى بكثير من الحصيلة التي اعلن عنها الجمعة وبلغت 36 قتيلا.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان «نتيجة للقصف، دمرت مخابئ وشبكات أنفاق عميقة» لتنظيم داعش.

وسمع دوي انفجار القنبلة من على بعد كيلومترات وأحدثت حريقا في هذه المنطقة الجبلية النائية.

وأظهر تسجيل فيديو نشره الجيش الأمريكي عمودا من الدخان يرتفع فوقها.

وذكر مصدر قريب من المتمردين الأفغان لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته أن سكانا «شعروا بالأرض تهتز تحت أقدامهم وكأنه زلزال»، موضحا أن بعضهم أغمي عليه من قوة الانفجار.

وصرح رجل مسن يعيش بالقرب من موقع القصف في موماند دارا في اشين ان الانفجار كان قويا إلى درجة أن حفيدته الصغيرة فقدت السمع.

ويقول خبراء إن تنظيم داعش أقام قواعده على مقربة من القرى والمناطق المأهولة، لكن مصادر حكومية قالت إن آلاف العائلات غادرت المنطقة خلال الأشهر الماضية بسبب المعارك.

وسجل تصعيد في المعارك في الأسبوع الماضي لمحاولة طرد الجهاديين بدعم من القوات الأمريكية التي قتل أحد جنودها الأسبوع الماضي.

وانتقد عدد من قادة المنطقة استخدام القنبلة التي صنعت في بداية حرب العراق في 2002-2003.

لكن الرئيس الأفغاني اشرف غني عبر عن تأييده لهذه لخطوة مثل قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون الذي رأى انها «السلاح المناسب ضد الهدف المناسب».

وقال الجنرال جون نيكولسون الجمعة ان «العدو بنى ملاجئ وزرع حقولا بالألغام واستخدم هذا السلاح للتقليل من هذه العوائق وحتى نتمكن من مواصلة هجومنا في ننجرهار».

إلا أن محللين رأوا ان القصف «غير متكافئ».

وقال مايكل كوغلمان من مركز وودرو ولسون في واشنطن لفرانس برس ان «إدارة ترامب أثارت ضجة كبيرة حول هذه القنبلة لكن الوضع العام على الأرض على حاله ولا تزال طالبان تواصل تمردها الواسع والشرس».

وأضاف انه «بالمقارنة (مع طالبان)، يشكل تنظيم داعش خطرا ثانويا».

وتابع المحلل نفسه «من وجهة النظر الاستراتيجية هناك أمر مقلق: أمرت الولايات المتحدة بمهمة صدمة ورعب ضد عدو لا يشكل أصلا تهديداً رئيسياً للولايات المتحدة في أفغانستان، في حين ان طالبان لا تزال في وضع مريح».

وأدان ناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد القصف معتبرا أن القضاء على التنظيم المتطرف من «مهام الأفغان».

لكن هذه العملية يمكن ان تعتبر إنذارا للمتمردين الأفغان الذين يستعدون لبدء هجومهم الربيعي.