984690
984690
العرب والعالم

كوريا الشمالية تنظم عرضا عسكريا في ذكرى ميلاد مؤسسها وتهدد بحرب شاملة

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

طوكيو تؤكد استعدادها لمواجهة أي عمل طارئ من قبل بيونج يانج -

بيونج يانج - سول - (أ ف ب - د ب أ): حذر نظام بيونج يانج أمس من أنه على استعداد للرد بالسلاح النووي على أي هجوم مماثل قد يستهدفه في رد غير مباشر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظم عرضا عسكريا هائلا لإظهار قوته.

وكان ترامب تعهد الخميس الماضي بـ«معالجة مشكلة» كوريا الشمالية قبل أن يعلن عن إرسال حاملة الطائرات «كارل فينسون» وأسطول جوي بحري مرافق لها إلى شبه الجزيرة الكورية، ثم تحدث عن «أسطول» يضم غواصات.

وأعلن المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي قبل بدء العرض العسكري الضخم الذي نظم في بيونج يانج بمناسبة الذكرى الـ105 لولادة كيم إيل سونج مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أن بلاده «مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة».

وقال تشوي ريونغ-هاي خلال حفل يسبق هذا العرض العسكري بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة بعد المائة لولادة مؤسس كوريا الشمالية كيم ايل سونغ «نحن مستعدون للرد على أيّ هجوم نووي بهجوم نووي على طريقنا». وكان الجيش الكوري الشمالي أكد في إعلان بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الجمعة، أن القواعد الأمريكية في كوريا الجنوبية و«مقرات الشر» مثل قصر الرئاسة في سيول «ستدمر خلال دقائق» اذا اندلعت حرب.

ومر عشرات الآلاف من الجنود من قوات البر والبحر والجو أمام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.

وكانوا قد انتظروا لساعات قبل ذلك في مئات الشاحنات التي اصطفت على ضفاف نهر تايدونغ الذي يعبر العاصمة الكورية الشمالية.

روسيا «قلقة جدا»

وبعد الجنود المشاة عرضت دبابات ثم 56 صاروخا من عشرة أنواع مختلفة وضعت على آلية مقطورة.

وقال ايفانز ريفيري من مركز الابحاث بوركينغز اينستيتيوت في واشنطن ان هذا البلد الشيوعي المعزول يريد بذلك «توجيه رسالة لا لبس فيها الى الولايات المتحدة بعد تصريحات إدارة ترامب ومبادراته العسكرية».

ويرجح العديد من المراقبين أن تغتنم كوريا الشمالية التي يثير برنامجها النووي توترا دوليا متزايدا، هذه الذكرى لتقوم الثلاثاء بإطلاق صاروخ بالستي جديد، أو ربما القيام بتجربتها النووية السادسة، وهما عمليتان محظورتان عليها من الأسرة الدولية.

وقال خبراء عسكريون ان بعض الصواريخ التي عرضت أمس تبدو اطول من الصواريخ الكورية الشمالية الموجودة «كي ان-08» و«كي ان-14».

وقال الخبير تشاد اوكارول من القناة الإعلامية المتخصصة بشؤون كوريا الشمالية «ان كا نيوز» انها قد تكون صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات.

وحذرت الصين من أن «نزاعا قد يندلع في أي لحظة».

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الجهة التي ستبادر إليه «ستتحمل مسؤولية تاريخية وتدفع الثمن»، مؤكدا أن «الحوار هو الحل الوحيد».

من جهتها دعت روسيا جميع الأطراف إلى «ضبط النفس» وحذرت من «أي عمل يمكن أن يفسر على أنه استفزاز»، معربة عن «قلقها الكبير».

قنبلة لتوجيه تحذير

وقال محللو موقع «38 نورث» الإلكتروني المتخصص في الأبحاث حول كوريا الشمالية، إن صورا التقطتها أقمار صناعية الأربعاء الماضي تظهر أن موقع بونغيي-ري المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات «جاهزا» لإجراء تجربة جديدة.

وتفرض الأمم المتحدة على بيونج يانج سلسلة من العقوبات بسبب برنامجيها النووي والبالستي وسعيها لامتلاك صاروخ قادر على الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة.

وأجرت كوريا الشمالية حتى الآن خمس تجارب نووية، اثنتان منها العام الماضي.

وقامت بين نهاية مارس ومطلع أبريل بإطلاق ثلاثة صواريخ بالستية سقطت في بحر اليابان.

وقام الجيش الأمريكي الخميس الماضي بإلقاء أكبر قنبلة غير نووية تسمى ـ»أم القنابل» على أهداف في افغانستان، بعد أسبوع على توجيه ضربة صاروخية إلى قاعدة عسكرية جوية في سوريا.

وفسر إلقاء هذه القنبلة على أنه إشارة موجهة إلى كوريا الشمالية، على خلفية التوتر الكبير القائم مع بيونج يانج.

غير أن وانغ يي شدد على أن «المنتصر لن يكون الطرف الذي يطلق أشد التصريحات أو يعرض عضلاته».

وتدعو بكين منذ عدة أسابيع إلى حل يقوم على «التعليق مقابل التعليق»، أي أن توقف بيونج يانج أنشطتها النووية والبالستية، فيما توقف واشنطن مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، وهي تدريبات سنوية يعتبرها الشمال استفزازا. وترفض الولايات المتحدة الخطة الصينية، لكن الصين تعتبرها «الخيار الوحيد الذي يمكن تطبيقه» وتتحدى واشنطن أن تقدم «عرضا أفضل». ووجهت صحيفة «غلوبال تايمز» التي تلتزم بالخط التحريري للصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني، تحذيرا واضحا لكوريا الشمالية محذرة نظام بيونج يانج في افتتاحية من «ارتكاب خطأ هذه المرة».

وتؤكد بيونج يانج منذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953) أنها بحاجة إلى السلاح النووي لحماية نفسها من اجتياح أمريكي محتمل.

من جهته أكد وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا استعداد بلاده لمواجهة أي عمل كوري شمالي، والتصدي بشكل كامل لأي ظرف طارئ على شبه الجزيرة الكورية، طبقا لما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أمس.

وكان كيشيدا يتحدث إلى الصحفيين أمس في هيروشيما، فيما كانت كوريا الشمالية تحتفل بالذكرى الـ105، لميلاد مؤسسها، كيم إيل سونج.

وأضاف أن كوريا الشمالية وصلت إلى مستوى جديد من التهديد، وسط احتمالات قيامها بعمل ما في أبريل الجاري، الذي تحتفل فيه بمناسبات سنوية مختلفة.

وتابع كيشيدا أن الحكومة تعمل مع رابطة من اليابانيين في كوريا الجنوبية لإبقاء المسافرين على علم بالمستجدات وضمان سلامة عودتهم حال حدوث أي ظرف طارئ.