كلمة عمان

الأسرة والمدرسة وحماية أبنائنا من كل الآفات

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

ليس من المبالغة في شيء القول أن التطور الكاسح في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وإن كان قد يؤدي إلى نتائج طيبة على مستويات عديدة علمية واقتصادية وتنموية واجتماعية وغيرها ايضا، إلا أن هذا التطور وضع أبنائنا وبناتنا، خاصة في مقتبل العمر - مرحلة الشباب المبكر - في مفترق طرق بالغ الصعوبة والخطر أيضا ، ليس فقط فيما يتصل بحاضرهم ومستقبلهم كأشخاص ، نعلق عليهم الكثير من الآمال ، ولكن أيضا بالنسبة للوطن ككل، بحكم الدور بالغ الأهمية للشباب في حاضر الوطن ومستقبله، في جميع المجالات.

وانطلاقا من إدراك عميق لتزايد المخاطر التي يتعرض لها الشباب، والتي تتخفى عادة في صور كثير من المغريات الجذابة، والدعوات التي تستثير حماسة الشباب وتجتذبهم بأساليب ماكرة، فإن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - سعت بشكل كبير ومتواصل من أجل توفير مختلف السبل لحماية الشباب، سواء في مواجهة انتشار آفة المخدرات والمؤثرات العقلية بأنواعها المختلفة، أو في مواجهة الدعوات المتطرفة ومحاولات دفع وتوريط الشباب في مواقف واعتناق أفكار، طالما رفضتها وترفضها التربة العمانية التي ترفض كل انواع التشدد والتطرف، لما عرفت به من تسامح واعتدال واحترام للآخر وحرص على الحوار البناء مع الحضارات والشعوب الآخرى وهو ممارسة راسخة في التاريخ العماني .

وفي الوقت الذي تقوم فيه وزارة التربية والتعليم ، وشرطة عمان السلطانية والعديد من المؤسسات التعليمية والثقافية والاعلامية والدينية بدورها في تبصير أبنائنا وبناتنا بخطورة ومخاطر تلك الآفات من مخدرات ومؤثرات عقلية وتطرف وغيرها، وهو جهد طيب، وإن كان يحتاج الى مزيد من الدفع والنشاط ليتسع ويمتد بشكل منظم وفعال إلى أكبر قطاع ممكن من الشباب، في المدارس والجامعات ومواقع العمل وغيرها، فإنه من المؤكد أن هذه المسؤولية الوطنية بالغة الأهمية تقع أيضا وبالضرورة على عاتق الأسرة، وعلى عاتق أولياء الأمور، وأيضا على عاتق المرأة العمانية، بحكم دورها الاجتماعي شديد الأهمية في الأسرة وعلى مستوى المجتمع، وذلك لتنبيه وتبصير أبنائنا ان هناك مواد بالغة الخطر والخطورة ولا ينبغي أبدا الاقتراب منها او الانجرار الى محاولة تجريبها لأنها ببساطة توقع الضحية في بئر الإدمان منذ أول تجربة ، كما أن الانجرار او الاستجابة لدعاة التطرف، بعباراتهم البراقة أحيانا ، يصعب الفكاك من حبائله التي تكبل من يقع فيها، وتدفعه نحو مزيد من العزلة والانطواء وتغيير نظرته لنفسه ولدوره ولأسرته وللحياة من حوله ، ليكون ضحية سهلة الانقياد بعد ذلك لدعاة الإرهاب .

ولذا فإن دور الأسرة بالغ الأهمية لدعم دور المجتمع ومؤسساته المختلفة في حماية أبنائنا وبناتنا ، بمختلف الشرائح العمرية، وحتى نحمي شبابنا الذي نعول عليه كثيرا في تحقيق حياة أفضل في الحاضر والمستقبل ، فأبناؤنا وبناتنا هم ثروة الوطن وعدته وحماته وبناة ازدهاره ويستحقون منا كل عناية واهتمام .