صحافة

الألمانية: تخوُّفٌ من فوز المتطرفين في فرنسا؟

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

قبل أسبوعين من موعد إجراء الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية، تناولت يومية «سوديتش زيتونج» الألمانية موضوع احتمال فوز المتطرِّفَيْن، اليساري المحافظ جان لوك ميلونشون واليمينية مارين لوبان في هذه الدورة. هذا السيناريو يشكِّل كابوساً مرعباً للأوروبيين يترافق حتما مع نهايات مؤسفة للأحزاب التقليدية الفرنسية. الجريدة الألمانية تلفت انتباه قرَّائها إلى النقاط المشتركة بين البرنامجين الانتخابيين للمرشحَين المتطرفَين المتَّجهين يساراً ويميناً وعلى الرغم من ذلك فهما يلتقيان على الأهداف النهائية في حال فوز أحدهما، وهنا تكمن المفارقة الغريبة العجيبة. المرشحان «ميلونشون» و«لوبان» يسجلان الموقف ذاته من العلمنة ولهما الآراء ذاتها المعارضة للإصلاحات الاقتصادية الليبيرالية التي تتبعها ألمانيا، وهما ضد كل الطروحات الآتية من برلين. كما أن المرشحين اتخذا ويتَّخذان ووعدا بأنهما سيتَّبعان سياسة ليست فقط مناهضة للوحدة الأوروبية بل ضِدَّ هذه الوحدة بالمطلق. يومية «سوديتش زيتونج» تُلَمِّح إلى أنَّ المرشح ميلونشون يبقى في كل الأحوال أقلَّ تطرفاً من مرشَّحة اليمين «لوبان» التي لا تَتَردد في إخفاء عنصريتها الحادَّة، لكن تشابه البرنامجين الانتخابيين لهذين المرشحين مثير للدهشة وهما الآن يتقدَّمان في استطلاعات الرأي على غيرهما من المرشحين الأحد عشر. حتى الأمس القريب، كان الأوروبيون مقتنعين أن المرشَّحة «مارين لوبان» هي الشخصية السياسية الفرنسية الوحيدة التي ستشكِّل خطرا على الإندماج الأوروبي في حال فوزها. انتظر الأوروبيون الخطر القادم من اليمين المتطرف وها هم يرونه قادما أيضا من اليسار المتطرف.  يومية «سوديتش زيتونج» الألمانية تختم تحليلها و تشير إلى أن الفشل المحتمل لمرشَّح الوسط الفرنسي، «إيمانويل ماكرون»، سوف يتيح الفرصة كي يصل الى الدورة الثانية مرشَّحان متطرفان يفوز أحدهما في الرئاسة الفرنسية وهذا السيناريو لم يعد مستحيل الحدوث وهو أسوأ سيناريو سياسي محتمل بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.