984129
984129
الرياضية

52 مشـاركا فـي مسـابقـة قـاهر التـلال بقـريـة وكـان بنـخـل

15 أبريل 2017
15 أبريل 2017

نخل - أحمد الرواحي -

نظمت شركة رد بل العالمية في قرية وكان بولاية نخل مسابقة «قاهر التلال» بالتعاون مع وزارة السياحة، والمسابقة عبارة عن تخطي مسار منحدر مسافته كيلو متر واحد، يتخلله عدد كبير من الدرج يصل إلى ستمائة وأربعين(640) درجا، وعلى جانبي المسار المروج الخضراء، بما فيها من أشجار الرمان والعنب والخوخ والمشمش والنخيل وغيرها مما تشتهر بزراعته قرية وكان، ويكمن التحدي والإثارة بالإضافة إلى ما سبق في ضيق الممر وتعرجه وانحداره الشديد. وجاءت المسابقة في إطار سعي الوزارة لتشجيع السياحة وتقديم التسهيلات اللازمة للمبادرات السياحية من القطاع الخاص، والمشاركة في تنفيذها؛ ولاختيار هذا المكان ميزة خاصة؛ فالقرية تقع في منطقة جبلية ترتفع حوالي ألفي(2000) متر عن مستوى سطح البحر، وتمتاز باعتدال جوّها صيفا وبانخفاض درجة حرارتها شتاء بشكل أكبر من المناطق المجاورة؛ ولهذا تنتشر في مزارع القرية التي تظهر على شكل مدرجات أشجار الرمان والخوخ والمشمش والعنب وغيرها.

ومن اهتمامات الوزارة بهذه المنطقة إنشاء مكتب سياحي ودورات مياه وبرج مرتفع يطل على الجبال والقرى المجاورة، بالإضافة إلى إنشاء ذلك الممر الذي يمر بين جوانبه الفلج الهابط من أعلى القرية باتجاه المدرجات الزراعية، وصمم الممر بطريقة يحافظ فيه على التصميم الهندسي العماني الأصيل، ويتخلل الممر مقاعد ومظلات للاستراحة، وأبراج تمكن السائح من الاستمتاع بالارتفاع الشاهق، وتصوير المناظر الخلابة. ويوجد بالقرية التي تقع بمحافظة جنوب الباطنة مسار جبلي لمحبي رياضة المشي يربط بينها وبين الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية. ويتطلب الوصول إلى القرية استخدام سيارات الدفع الرباعي لمسافة لا تزيد عن ثلاثة كيلو مترات، وهي المسافة التي تربط بين قرية الهجار التي تصلها السيارات العادية وبين قرية وكان.

المسابقة

وقد هيأت الوزارة للمشاركين مكانا للتخييم من أجل استكشاف المكان والتجول في القرية، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة فيها، والتدرب على النزول عبر مسار المسابقة. وفي يوم المسابقة شارك أهالي القرية والقرى المجاورة بأهازيج الفنون الشعبية وشارك الحرفيون بعرض المنتجات الحرفية التقليدية؛ التي تعكس للسائح جانبا من أصالة المجتمع، وثقافته، وترسم صورة رائعة تجمع بين الطبيعية الجميلة والتراث الأصيل. وتوافد المتشاركون تباعا من منطقة تخييمهم بقرية الهِجار إلى قرية وكان منذ ساعات الصباح الأولى، مصطحبين معهم دراجاتهم الهوائية الملائمة لهذا النوع من المسابقات، ومع اكتمال عدد المتسابقين الذي وصل إلى اثنين وخمسين (52) متسابقا، انطلق أول المتسابقين من نقطة البداية في الساعة التاسعة والنصف صباحا، ووصل آخر المتسابقين إلى نقطة النهاية حوالي الحادية عشرة والنصف، وتُوج بالمركز الأول المتسابق الاسكتلندي (Steve Ross)، الذي اجتاز مسار المسابقة في دقيقتين، وثمان وثلاثين ثانية(2.38)، وحصل على المركز الثاني المتسابق البريطاني (Joe Bunn) الذي تخطى خط النهاية في دقيتين، وأربعين ثانية(2.40)، وظفر المتسابق البولندي جورج فلاشكي بالمركز الثالث بعد أن وصل خط النهاية في دقيقتين، وأربع وأربعين (2.44) ثانية، وتقارب النتائج بين الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، وأيضا بين نتائج المتسابقين الآخرين يدل على شدة المنافسة بينهم، ورغبة الجميع في الفوز بالمسابقة التي تعد الأولى من نوعها بالسلطنة.

ترويج سياحي

وعن هذه الفعالية قال علي العجمي مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة: يعد هذا الحدث الأول من نوعه في السلطنة، والهدف منه التشجيع على مثل هذا النوع من المسابقات، خاصة أن السلطنة تمتاز بانتشار المناطق الجبلية والمنحدرات التي يمكن أن تحتضن هذا النوع من الرياضات، ووفرت إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة في الفعاليات المصاحبة بالتعاون من سكان القرية والقرى المجاورة اثني عشر(12) من الحرفيين العمانيين، وعشرين(20) مشاركا في الفنون الشعبية، وستة وعشرين(26) منظما من أهالي القرية والقرى المجاورة، وأشاد بالدور الكبير والمميز لأهالي القرية والقرى المجاورة لما أبدوه من تعاون كبير في إقامة التجهيزات اللازمة للمسابقة والاستعداد للفعاليات المصاحبة. وأضاف ان الوزارة تستفيد من هذه الفعاليات في الترويج للمناطق السياحية، من خلال إقامة فعاليات ومسابقات جاذبة للسياح، وتعد قرية وكان من المناطق المهيأة لإقامة مثل هذا النوع من الرياضات، وشجع مختلف القطاعات الخاصة على السعي في الشراكة مع وزارة السياحة في إقامة مثل هذه الرياضات وغيرها؛ لما لها من دور كبير في تنشيط السياحة والتعريف بالأماكن السياحية المتنوعة.

جهود كبيرة

من جانبه ثمن سالم الصبحي عضو المجلس البلدي عن ولاية نخل الجهود التي بذلت لإنجاح هذه المسابقة والفعاليات المصاحبة، وأشاد بدور إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة لتبنيها فكرة المسابقة، وتعاونها الكبير في سبيل إنجاحها، وبأهالي القرية الذين كان لهم الدور الأبرز في إنجاحها باستقبالهم للسياح وترحيبهم بإقامة المسابقة والفعاليات المصاحبة، ولما عكسوه من رغبة في التشجيع على السياحة في قريتهم واستقبالهم عددا أكبر من السياح. ويأمل الأهالي من الجهات المعنية أن تهتم برصف الطريق المؤدي للقرية والذي لا يزيد عن ثلاثة كيلو مترات، مما سيزيد الحركة السياحية للقرية، ومما نقله العضو عن مطالبات أهالي قرية وكان: رغبتهم في الحصول على تراخيص تحويل بعض الأراضي السكنية إلى مخططات سياحية، تقام فيها نزل سياحية ذات طابع تراثي تقليدي يتلاءم مع طبيعة القرية، ويأمل السكان أيضا في الحصول على تراخيص تسمح لهم بتحويل بعض المنازل إلى أراض تجارية لعدم وجود مخططات أراض تجــارية بالقرية أو القرى المجاورة. وبتذليل تلك العقبات سيرفد القطاع السياحي بمنطقة جذب لها مــميزاتها الطبيعية والتراثية الأصيلة، ولا شك أن الحكومة تولي هذا القطاع خاصة في الوقت الراهن اهتماما خاصا وتسعى لزيادة نسبة مساهمته في الدخل المحلي للسلطنة.