صحافة

فلسطين: رسائل القصف الأمريكي وأسبابه

14 أبريل 2017
14 أبريل 2017

في زاوية آراء كتب الدكتور يوسف رزقة مقالا بعنوان: رسائل القصف الأمريكي وأسبابه، جاء فيه:

لا أحد يمكنه تفسير الضربة الصاروخية الأمريكية لأحد مطارات النظام السوري في حمص بشكل قاطع. هل جاءت هذه الضربة بهذا الشكل السريع والقوي لتعبر لدول العالم ومن بينها روسيا أن في البيت الأبيض رجلا قويا لا يتردد كسلفه أوباما في التعامل مع الحكومة السورية؟! أم أن الضربة كانت انتقاما أخلاقيا من قصف الحكومة السورية لخان شيخون بالسلاح الكيماوي (حسب رواية واشنطن) الذي قتل ما يقارب من مائة، وأصاب قرابة أربعمائة؟! أم أن الضربة تستهدف تأديب الحكومة السورية لإطلاقها الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية، وإطلاق صاروخ طويل المدى على المواقع الإسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، تصدى له صاروخ حيتس وفجره في الجو؟! أم لهذه الأسباب مجتمعة ؟!.

من المبكر ترجيح سبب من الأسباب، ولكن الضربة بقرابة ستين صاروخا من نوع توماهوك خلطت الأوراق بشكل دراماتيكي وسريع في سوريا. ولكن لا يبدو أن الهدف منها إسقاط نظام الأسد. ومن اللافت للنظر أن (إسرائيل) رحبت بالضربة الصاروخية وباركتها، وكذا رحبت بها المعارضة السورية، وبعض الأنظمة العربية، ولكل طرف أسبابه ومحددات موقفه، وأيدته الدول الأوروبية ومن بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

تقول المصادر: إن إدارة ترامب أبلغت مسبقا تل أبيب بقرارها، وهو إبلاغ يكشف عن حجم العلاقة الاستراتيجية بين أمريكا (وإسرائيل)، أما ردة الفعل الروسية فقد كانت غاضبة جدا، وعلقت اتفاقية التنسيق بينها وبين واشنطن في الأجواء السورية، وزعمت أن أسباب العدوان الأمريكي واهية؟!، وقد استنتج بعض الصحفيين أن الأجواء المتوترة هذه تهدد بصدام دولي في سوريا، حيث تتواجد روسيا وإيران، إضافة لدول التحالف.

روسيا التي قصفت حلب بعشرات الغارات، وحاصرت المدينة، وقتلت المدنيين شيوخا وأطفالا، لا يحق لها أن تحتج على التدخل الأمريكي، لا سيما إذا صدقت أمريكا أنها قامت بالقصف بسبب قتل الحكومة السورية للمدنيين بـ«غاز السارين»، وحتى إذا كانت هذه حجة تغلف بها أمريكا أسبابا أخرى فإنه لا يصح لروسيا الغضب والاحتجاج، وكان الجدير بها أن تردع النظام عن استخدام القوة في حربه على المعارضة، لا سيما بعد اتفاق وقف إطلاق النارية الذي شاركت فيه تركيا وإيران، والذي لم ينفذ بشكل كامل في سوريا.

يقال: إن القصف أوقع خسائر عديدة في المطار، إضافة إلى تدمير (14) طائرة سورية، وهو أمر مؤلم للحكومة السورية، وربما يراد به أمريكيا وإسرائيليا إرسال رسالة أخرى إلى إيران بأن إدارة ترامب ليست كإدارة أوباما، وأن على إيران أن تدرك أن هناك إدارة جديدة في البيت الأبيض، وأنها لا تحمل احتراما للاتفاق النووي الإيراني الأمريكي، وأنها على استعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران.