صحافة

الحياة الجديدة: أحمد دحبور .. شجرة باسقة في حدائق الذاكرة الفلسطينية

14 أبريل 2017
14 أبريل 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب يحيى رباح، مقالاً بعنوان: علامات على الطريق- أحمد دحبور .. شجرة باسقة في حدائق الذاكرة الفلسطينية، جاء فيه:

لعله أكبر من مجرد مصادفة خارقة، لعله قدر عظيم أن يرحل عنا الشاعر الكبير أحمد دحبور ونزرع اسمه شجرة باسقة في حدائق الذاكرة الفلسطينية في ذات يوم الذكرى التاسعة والستين لاستشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، وهو قائد جيش الجهاد المقدس الفلسطيني بطل القدس الذي استعرنا كوفيته الفلسطينية، وبندقيته، وسلاحه في كل ثوراتنا المجيدة، وفي ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، إنه الميراث الفلسطيني الكبير، الحقيقة الفلسطينية الخالدة، بأننا شعب واحد، وأننا نتواصل بما يفوق المعرفة، ونتجدد بما يفوق التوقعات. احمد دحبور ابن حيفا التي عرشت على أجفانه منذ يوم الرحيل الأول وهو طفل حيفا، حمل حيفا وفلسطين في بؤبؤ عينيه فلم ير سواها، ورسمها في قلبه بإيقاع الشعر، ولم يجد أجمل منها، وانضم إلى قافلة مديدة ومستمرة في التدفق من شعراء فلسطين الكبار مثل إبراهيم طوقان، وعبد الرحيم محمود، وعبد الكريم الكرمي أبو سلمى، وسلمى الخضراء الجيوسي، وفدوى طوقان، وهارون هاشم رشيد، ومعين بسيسو، ويوسف الخطيب، وخالد أبو خالد، ومحمد حسيب القاضي، وصلاح الحسيني، والحطيني، والحسون، وتوفيق زياد، ومحمود درويش وسميح القاسم وآخرون وأخريات. وبقدر ما رسموها بإبداعهم الخارق بالشعر الذي أصبح ذاكرة وحياة وميراثا، بأنهم وجدوا فلسطين دائما أجمل وأنها على حق، وأنها تستحق أكثر وأكثر، لأن فلسطين بالنسبة لهم تكرست وتسرمدت بأنها خلاصة الحق والحب والسلام. أحمد دحبور كان منتشرا كضياء في أدواره كصحفي وأديب وكاتب وشاعر، حين كان يتجول في قواعد الفدائيين، أو يشارك في مهرجانات الشعر على امتداد العالم أو حين كان يكتب مراجعاته الثقافية اليومية في «الحياة الجديدة» تحت عنوان «حديث الأربعاء»، أو حين كتب أغاني فرقة العاشقين التي جالت بها الآفاق ولا تزال، أو خلال دوره كمسؤول في وزارة الثقافة، وحين أقول إن الشجرة باسقة في حدائق الذاكرة الفلسطينية فإنني لا أختصر على معنى مجازي، بل أقصد أن كل الجهات المختصة، ستنشر أشعاره في مناهجنا الدراسية في مراحلها المتعددة، وسنجد اسمه عنوانا لكثير من الأطروحات الأكاديمية العليا، وفي مراكز البحث والتوثيق، هذا الولد الفلسطيني تحبب، ولد في فلسطين ومات في فلسطين رغم المنافي التي بلا حدود فأي رضى وأي اكتمال للدائرة أكثر من ذلك، يا صديقي العزيز أحمد دحبور لروحك السلام.