المنوعات

عنـاصـر الحـيـاة متـوافـرة علـى أحـد أقـمـار كـوكـب زحـل

14 أبريل 2017
14 أبريل 2017

واشنطن «أ.ف.ب»:- رصد المسبار الأمريكي «كاسيني» وجود مادة الهيدروجين في سحابة بخار منبعثة من تشققات في طبقة الجليد التي تغطي «انسيلادوس» أحد أقمار كوكب زحل، وهو ما يفسر بتفاعلات حرارية مواتية لوجود الحياة هناك.

وقال توماس زوربوشين المسؤول في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في مؤتمر صحافي: «إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على مكان تجتمع فيه العناصر الضرورية للحياة». وأضاف: «هذه النتائج تثبت أن الدراسات المختلفة التي أجرتها الوكالة تقربنا من الإجابة على السؤال: هل نحن وحدنا في هذا الكون».

ويتطلب وجود الحياة بالشكل الذي نعرفه توافر ثلاثة شروط أساسية، الماء السائل، ومصادر الطاقة، وعناصر كيميائية مثل الكربون والهيدروجين والآزوت (نيتروجين) والفوسفور والكبريت والأكسجين.

وتبين أن معظم هذه العناصر موجود فعلا في «انسيلادوس»، إذ يحتوي الجرم على محيط مائي وعدد من العناصر الكيميائية الأساسية. أما الاكتشاف الأخير فقد ركز على وجود مصدر للطاقة. وقال العلماء المسؤولون عن هذه المهمة إن «تفاعلات حرارية بين الصخور الحارة والمحيط المائي تحت السطح المتجمد لهذا القمر هي المصدر الوحيد المحتمل للهيدروجين» المكتشف هناك. وقال هانتر وايت الباحث في معهد «ساوث ويست إنستيتيوت» في تكساس «صحيح أننا لم نعثر على حياة، لكننا وجدنا مصدرا يغذي الحياة». وأضاف «إنها بيئة مناسبة جدا للجراثيم».

على كوكب الأرض تولد هذه التفاعلات الطاقة اللازمة للأنظمة البيئية التي تنمو قرب ينابيع المياه الحرارية في قاع المحيطات، حيث يوجد نشاط بركاني. وكان المسبار «كاسيني» جمع في وقت سابق معطيات تشير إلى وجود محيط مائي ضخم تحت الطبقة الجليدية للسطح وفي قعره صخور.

- تقدم مهم - في العام 2015م رصد المسبار الأمريكي وجود الهيدروجين حين اقترب إلى أدنى مسافة من سطح القمر «انسيلادوس»، إذ حلق على ارتفاع خمسين كيلومترا، للدخول في سحابة بخار في منطقة القطب الجنوبي فيه.

وتبين للعلماء أن البخار والجزيئات في تلك السحابة المنبعثة من التشققات تحتوي على 1,4% من الهيدروجين و0,8% من ثاني أكسيد الكربون. وهاتان المادتان ضروريتان للتفاعل الكيميائي اللازم لحياة الجراثيم في أعماق المحطيات الأرضية، حيث لا تصل أشعة الشمس. وتوصل العلماء أيضا إلى احتساب كمية الطاقة المنبعثة في القمر «انسيلادوس» في الساعة، وهي كافية لتغذية الحياة الجرثومية في حال كانت موجودة هناك فعلا.

وقال جيفري سيولاند الباحث في معهد «وود هول أوشنغرافيك» في مقال علق فيه على الدراسة المنشورة في مجلة «ساينس» الأمريكية «هذا الاكتشاف يشكل تقدما مهما في دراسة قابلية القمر انسيلادوس للحياة».

- والقمر «أوروبا»؟ - وسبق أن جمعت وكالة الفضاء الأمريكية معطيات تشير إلى وجود محيط ضخم تحت سطح جليدي في «أوروبا» أكبر أقمار كوكب المشتري، ليتشابه في ذلك مع قمر زحل.

وبفضل مراقبة «أوروبا» بالتلسكوب الفضائي الأمريكي «هابل»، لاحظ العلماء في العام 2016 وجود ما يشبه أعمدة بخار يصل ارتفاعها إلى نحو مائة كيلومتر.

وستساعد هذه الاكتشافات وكالة «ناسا» في تحضير المهمة «كليبر» لاكتشاف القمر «أوروبا» المقرر انطلاقها في العام 2020.

ويحلق «كاسيني» في أجواء زحل وأقماره منذ العام 2004، وهو سيختتم مهمته في سبتمبر المقبل بالغوص في الغلاف الجوي الكثيف للكوكب الغازي العملاق، بعد المرور قرب حلقاته الشهيرة.