عمان اليوم

المتبرعون بالدم يؤكدون إنسانيتهم المطلقة في إنقاذ حياة الآخرين

14 أبريل 2017
14 أبريل 2017

مقترحات بمنحهم أولوية العلاج وتكريم مبادراتهم -

الذين يهبون دماءهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين هم أنبل الناس وأكثرهم عطاء وجودا -

استطلاع - علي الذهـلي -

الدم عنصر الحياة الأساسي لكل الكائنات، وهو لذلك أثمن ما في الحياة، والذين يهبون دمهم من أجل إنقاذ حياة الآخرين هم أنبل الناس وأكثرهم عطاء وجودا، ويساهم التبرع بالدم في إنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم، وخصوصا أولئك المصابين بالأمراض الخبيثة أو المستعصية ومن فوائد التبرع بالدم تنشيط الدورة الدموية، والتقليل من احتمال الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، والشعور بالراحة النفسية لما يقوم به المتبرع من عمل جليل لما فيه من أجر وثواب، وهنا يرى المتبرعون حتمية أن يتكاتف المجتمع في تنظيم حملات تبرع بالدم؛ وذلك لما يلاقيه بنك الدم من عجز شديد في توفير الدم اللازم في علاج المرضى والمصابين، فقد سلطنا الضوء في هذا التقرير على بعض المتبرعين، فرأى البعض أن التبرع بالدم واجب إنساني لا ينتظرون من ورائه تكريما، ورأى الطرف الآخر وجوب تكريم هذا المتبرع، وليكن هذا التكريم حافزا للآخرين ليبادروا بالتبرع.

الوقوف في وجه العجز!

أحمد بن ناصر الحوسني يقول: بدأت بالتبرع بالدم عام 2014 بعدما أكملت من العمر ١٨ عاما، فتواصلت في التبرع حتى بلغ عددهم 4 مرات كونه عملا تطوعيا، وإذا تكاتفت كل فئات المجتمع في خدمة إخواننا وأصحابنا المحتاجين لقطرات الدم هذه سوف نتغلب على العجز الذي لطالما سمعنا به في مستشفيات وطننا الغالي، فنحن من يجب أن يسد هذا العجز بقطرات دم بسيطة قد تكون سببا في إعطاء شخص عمرا جديدا.

أما سيف السناني يقول: بدأت في التبرع لأول مرة سنة 2002م حيث تبرعت إلى الآن 5 إلى 6 مرات في مقر بنك الدم وأيضا في المؤسسة التي أعمل بها عندما أقيمت حملة التبرع بالدم، في البداية كنت أعتقد أن التبرع بالدم هو مخاطرة بالنفس ولكن عندما قرأت عن فوائد التبرع بالدم الصحية والنفسية وأيضا الاجتماعية قررت أن أذهب إلى عيادة بنك الدم وهناك حصلت على كل المعلومات الصحيحة عنه، وأن المجتمع بحاجة إلى متبرعين لإنقاذ حياة الآخرين. عندها تبرعت لأول مرة، واليوم نحن نتبرع لمواطنين لا نعرفهم وغدا سنتبرع لذوينا.

تثقيف مطلوب

ويتحدث علي الزعابي بالقول: بدأت بالتبرع بالدم في منتصف التسعينيات تقريبا، فواصلت التبرع إلى أن بلغ عددهم إلى الآن خمسين مرة ولله الحمد، فالتبرع مسألة إنسانية بحتة وهو يساعد على تقليل الاعتماد على جلب الدم من الخارج لما تنطوي عليه هذه الطريقة من أخطار بسبب بعض الأمراض الفتاكة التي قد تنتقل عبر الدم المنقول للمريض المحتاج لذلك، فالمجتمع محتاج إلى متبرعين لوجود العجز دائما، ولكن تبقى هناك فئة من الناس تتخوف من التبرع، فعلى الجهة المعنية بالتبرع تثقيف هؤلاء الناس بضرورة التبرع، فهذه الخصلة الحميدة تحتاج إلى تثقيف المجتمع بها من الناحية الدينية والإنسانية والصحية، واختتم الزعابي كلامه بأنه يوجد من ينتظر المكافأة نظير تبرعه ولكن في نظري أن المتبرع يأتي للتبرع بدون أن ينتظر الحافز أو التكريم فهو يأتي مقتنعا مؤمنا بما يفعله بأنه عمل إنساني يؤديه لإنسان هو في أمس الحاجة لهذا التبرع وقد تتوقف حياته عليه كما أن هذا المتبرع يدرك في قرارة نفسه أنه ربما قد يأتي يوم -لا سمح الله- يكون هو أو أحد من ذويه محتاجا لمن يتبرع له بذلك وأن تنظر الجهات المعنية للحوافز حسب الإمكانيات المتاحة.

مبادرة واجبة

‏ويشير عبد العزيز بن عبدالله الذهلي أنه بادر للتبرع مرتين عندما أحس بوجود من هم بحاجة إلى دم ليساعدهم في الشفاء، وأن بنوك الدم بها العجز الكثير الذي تسعى لتغطيته من خلال حملات التبرع بالدم ومن خلال الحملات الإعلانية والتثقيفية التي تقوم بها في مؤسسات المجتمع المدني.

وأضاف عبد العزيز: إن هناك الكثير من الناس لا يبادرون إلى التبرع بسبب قلة الوعي بأهمية التبرع والفوائد الصحية التي تعود للمتبرع، وقد يكون عندهم تخوف من التبرع الذي يظنون أنه سيصيبهم بضعف في أجسامهم بعد ذلك، وأيضا غياب الدور الإعلامي في توعية الناس بأهمية التبرع، ولكن الحقيقة أن بنوك الدم تهتم بالمتبرع فور وصوله من خلال تقديم الفحوصات الطبية اللازمة وإعطائه بعض النصائح والإرشادات التي يتبعها بعد تبرعه.

فأنا أقترح كحافز للمتبرعين أن يعطوا الأولوية عند مراجعتهم المستشفيات، ويتم تكريمهم بجوائز عينية في المناشط والمحافل التي يقيمها بنك الدم، وهذا ليكون تشجيعا للذين لم يبادروا بالتبرع.

45 مرة تبرع

سلام بن مسعود الصقري له من الإسهامات الكثيرة في التبرع بالدم أوضح أنه بدأ في التبرع عام 1995م: «تبرعت إلى الآن 45 مرة ولله الحمد والمنة، والدافع الذي دفعني للتبرع هو إنقاذ حياة الآخرين سواء مصابي الحوادث أو الأشخاص المحتاجين للدم بشكل مستمر كمرضى فقر الدم (الثلاثيميا)، فالمجتمع بكل تأكيد محتاج لأشخاص يتبرعون بشكل مستمر، فكما تعلمون حوادث الطرق تقع بشكل مستمر وكل شخص يقع عليه حادث ويصاب محتاج لدم بشكل عاجل، حيث إن هذا المصاب يحتاج في بعض الأحيان لكمية كبيرة من الدم، بينما المتبرع يتبرع بكمية محددة الأمر الذي يحتم تكاتف الجميع الاستمرار في التبرع، فللأسف نرى كثيرا من الناس يصدون عن التبرع وقد يكون السبب في اعتقادي هو التخوف معتقدين أن إقدامهم على التبرع قد يسبب لهم مشاكل صحية أو مضاعفات.

وأشاد الصقري بموظفي بنك الدم، حيث إن تعاملهم راق جدا ويستقبلون المتبرعين بود واحترام، ويعملون الفحوصات الطبية اللازمة قبل تبرعه، ويوضحون له فوائد التبرع وكذلك يحظى الشخص المتبرع بالاهتمام والتقدير فقد تم تكريمي نظير تبرعي بشهادتي تقدير، ومن هنا أوجه بعضا من المقترحات لوزارة الصحة ليستقطبوا أكبر شريحة من المتبرعين وهو الاهتمام بالمتبرعين وعمل ربط لكل المستشفيات والمراكز الصحية وبنوك الدم المختلفة في محافظات السلطنة، بحيث يمنح المتبرع بطاقة ممغنطة كالبطاقة الشخصية تميزه وتسهل أمور علاجه في أي مستشفى كان أو أرى أن يتم عمل ميزة أو علامة في سجل المتبرع الصحي تميزه ويذكر فيها عدد مرات تبرعه ويسهل له أمور العلاج والحصول على الدم متى احتاج إليه.

مقترحات إضافية

وشاركنا هلال بن حمد الذهلي في الحديث عن التبرع بالدم بقوله: بدأت بالتبرع بالدم عام 1996، حيث تبرعت 3 مرات، فالتبرع بالدم واجب إنساني يحتم على الشخص المبادرة بصفة دورية التبرع بدمائه ليساهم في إنقاذ حياة الأشخاص المصابين في الحوادث المختلفة، مقدما بعض المقترحات لبنك الدم وللقائمين عليه في تبني بعض الحوافز والمكافآت للمتبرعين أو المواظبين على عملية التبرع لتشجيعهم على الاستمرار في التبرع والعطاء ولاستقطاب أكبر عدد من المتبرعين إلى بنك الدم ومن هذه الحوافز مثلا هدايا عينية للمواظبين على التبرع ومنح بطاقات علاج مجاني في المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة بالسلطنة للمتبرع وعائلته.