الرياضية

كرة القدم وسيلة لمحو آثار الحرب في شرق الموصل

14 أبريل 2017
14 أبريل 2017

(أ ف ب) - يسأل ليث علي رفاقه «أبيض أم أصفر؟» ليختار أخيراً زي فريق بايرن ميونخ الألماني خلال مباراة كرة قدم خماسية على أحد الملاعب الصغيرة في حي السلام في شرق الموصل.

قبل أشهر قليلة، عندما كان حي السلام لا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش، لم يكن ليث ليجرؤ على التفكير بذلك.

يقول أسامة علي حميد (26 عاما)، الذي يرتدي زيا عليه شعار فريق بوروسيا دورتموند الألماني أيضا «عندما كنا نلعب، كانوا يراقبوننا وبعضهم يحمل سلاحا، ويمنعوننا من ارتداء لباس الفرق الأجنبية على اعتبار أنها من الكفار».

ويضيف «إذا وصل أحدنا وهو يرتدي قميصا عليه شعار فريق أجنبي، كانوا ينزعون شعار الفريق بالمقص».

وطغى الحماس على مباراة نظمت في إطار الأنشطة التي يسعى مسؤولو قطاع الرياضة والشباب في مدينة الموصل إلى إعادة إطلاقها.

وهم يعملون على إعادة تأهيل ساحات كرة القدم وافتتاحها أمام الفرق الشعبية في شرق ثاني مدن العراق.

أعلنت القوات العراقية في نهاية يناير الماضي استعادة السيطرة على شرق الموصل، فيما تواصل معركتها لاستعادة غرب المدينة من أيدي تنظيم داعش.

وبين البيوت شبه المدمرة، وحول الملعب المسيج الذي لا تتخطى مساحته 120 مترا مربعا والمغطى بطبقة جديدة من العشب الاصطناعي، تجمع بعض شبان الحي لتشجيع رفاقهم بالهتافات.

تبدأ المباراة ويبدأ الصراخ بين اللاعبين لتحديد التمركز وتنسيق التمريرات.

يقول ليث علي (23 عاما) لوكالة فرانس برس «كل ذلك كان ممنوعا».

ويضيف الشاب بسرواله القصير والطامح للاحتراف «نحن نلعب الآن من دون مراقبة داعش. كانوا يفرضون علينا القوانين، كأن يكون السروال شرعيا تحت الركبة، وإيقاف اللعب وقت الصلاة».

لكن اليوم، واصل الشبان مباراتهم على وقع صوت آذان الظهر.

أيهم الذي كان حاضرا مع الجمهور الذي لم يتعد الثلاثين شخصا، يشير إلى أن «كرة القدم هي متنفسنا. والشبان هنا لاعبون ماهرون. ليث مثلا، لديه تسديدة لا تخيب بقدمه اليسرى، لكن لا دعم للمواهب».

وتعد لعبة كرة القدم الخماسية (ميني فوتبول) من الألعاب الشعبية في الموصل، ويعد نادي الموصل من أبرز الأندية على صعيد كرة القدم في العراق، وكان يتحضر للعودة إلى مسابقة الدوري العراقي في العام 2014، إلا أن دخول تنظيم داعش إلى المدينة حال دون مغادرته لخوض مباريات التأهل التي أقيمت خارج الموصل.

ويتطلع المسؤولون عن اللعبة في المدينة الشمالية إلى إعادة إحياء اللعبة وجذب الجمهور إليها.

ويقول مدير الرياضة والشباب في محافظة نينوى محمد عبد الكريم المعماري لفرانس برس «قمنا بتأهيل 12 ساحة تتيح إقامة مباريات للفرق الشعبية».

وبناء على ذلك، قررت دائرة الرياضة والشباب في الموصل والتي أقامت مقرها المؤقت في منطقة الكرامة، إقامة فعاليات رياضة أول يوم أحد من بداية كل شهر، أطلق عليها اسم «يوم الرياضة»، بحسب المتحدث الإعلامي للدائرة عمر شمس الدين.

والجدير بالذكر أن مباني ومنشآت نادي الموصل تقع في شرق المدينة، باستثناء الملعب الرئيس الواقع في الجانب الغربي الذي لا يزال تحت سيطرة الجهاديين.

وبدأت في العام 2012 حملة لإنشاء ملعب حديث في المكان نفسه يتسع لأكثر من 20 ألف متفرج، إلا أن العمل توقف بعد سقوط المدينة بيد التنظيم الجهادي.

ويقول حميد «الدواعش كانوا يلعبون معنا في البداية، كانوا يعاملوننا جيدا. هم عراقيون ومن أهل المنطقة».

ولكن لاحقا «بدأوا يقولون خلال الخطب بالمساجد إن ساحات القتال أفضل من ساحات اللعب. أما الآن فنحن نلعب بحرية، نلبس ما نريد، نزين شعرنا كما نريد».

ويروي مصطفى نور (25 عاما) بدوره «كانوا يحرِّمون حتى التصفير، ويقولون «لا تصفر فتجمع الشياطين». من يصفر كان يسجن ليومين أو ثلاثة».