982955
982955
المنوعات

أمسية نقدية تناقش القيم والعلوم لكتاب أثر الفقه العماني في السلوك المجتمعي

13 أبريل 2017
13 أبريل 2017

أقامتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء -

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة الفكر يوم أمس الأول بمقرها بمرتفعات المطار أمسية نقدية في كتاب «أثر الفقه العماني في السلوك المجتمعي ـ التسامح نموذجا» للباحثين نبال خماش وأحمد بن مبارك النوفلي بمشاركة الكاتب بدر بن سالم العبري، والكاتب سالم بن علي المشهور.

الأمسية التي أدارها الكاتب سيف بن عدي المسكري، بحضور الكاتب أحمد النوفلي تناولت ومن خلال الباحثين عددا من المحاور الرئيسية في الكتاب، فقد أشار الكاتب بدر العبري إلى الكتاب كونه من الكتب الفريدة والأبحاث النّادرة الّتي جمعت بين الفقه العمليّ وبين علم الاجتماع كعلم ومباحث تأصيليّة، ولهذا يرى العبري أن الكتاب مادّة خصبة للدّارسين في هذا الباب، والرّاغبين في البحث، ومن أراد البحث في هذا لا يمكن الاستغناء عن هذا الكتاب، وقراءته تدل على جهد بذل فيه المؤلفان وسعهما لتقديم رؤية اجتماعيّة للفقه والتّراث العمانيّ. وقد أختصر العبري جميع ما جاء في الكتاب، مركزاً على 5 جوانب: وهي أهمية التّجديد ونبذ التّقليد، والحديث حول التّسامح، والكياسة المجتمعيّة، وحول المرأة ومكانتها وتملكها وحقها المجتمعيّ، وقيمة التّعاون.

أما الكاتب والباحث سالم المشهور فقد تحدث في البداية عن قيمة التسامح كونها قيمة إنسانية عظيمة، وأشار إلى إننا اليوم بأمس الحاجة إليها وترسيخها وتعميق معانيها وربطها بأخواتها من القيم الإنسانية الجميلة كالتعايش والتفاهم والتعارف.

مضيفا أن الفقه الإسلامي بوصفه إرثا حضاريا لأمتنا لعب دورا هاما في التأسيس للقيم في المجتمعات، على هذا الأساس يأتي هذا البحث الذي يعالج ويناقش أثر الفقه العماني في السلوك المجتمعي «التسامح» نموذجا.

وقال المشهور أن كتاب «أثر الفقه العماني في السلوك المجتمعي ـ التسامح نموذجا» يندرج من وجهة نظره فيما أسماه «دراسات علم الاجتماع الديني» ومثل هذه الدراسات والأبحاث نحن بأمس الحاجة إليها؛ لأنها تتيح لنا فهم الدين في حركته البشرية، بعيدا عن إصرار البعض على اعتباره من الأسرار المقدسة التي لا تفهم إلا بواسطة الإيمان.

وأشار أن هذا الكتاب لعله الأول الذي يناقش أثر «الفقه العماني» على التسامح، والجدة في الكتاب تنبع من الذكاء في نحت واشتقاق مصطلح «الفقه العماني» الذي يتيح لنا قراءة الفقه بعيون عمانية، تنتمي إلى ثقافة هذا الوطن العظيم، الذي ترسخت فيه الكثير من القيم المدنية منذ فترة تعود إلى ما قبل الإسلام وازداد الأمر رسوخا بانفتاح العمانيين على الدين الجديد، وقد استطاع العمانيون قديما على صناعة قراءة خاصة لهم للإسلام، وهم اليوم أقدر إن شاء الله تعالى على تقديم سلسة من القراءات للإسلام، تعيد للإسلام حيويته ووجهه المشرق وقيمه المنصوص عليها في الذكر الحكيم.

موضحا المشهور أن الكتاب يحفر عميقا في مطولات «الفقه العماني» ليخرج بآراء متقدمة جدا لفقهاء عمان تؤسس لقيم التسامح والتعايش، فنجد في الكتاب آراء لابن بركة في الجامع وللكندي في المصنف فيها دعوة صريحة إلى القيام بحقوق الإنسان بمعزل عن تصوره الديني، فكل إنسان له حق في التكريم والاحترام والتقدير سواء أكان مسلما أو كتابيا أو من أديان أخرى.

وقال المشهور أيضا أن وبشهادة الكثير من الرحالة كانت عمان واحة للتسامح؛ لذلك سنجد الكثير من التجار من ثقافات وأديان مختلفة، يختارون عمان كمركز لأنشطتهم التجارية، وقد سجلت لنا المصادر الغربية الكثير من الصور الجميلة للتعايش الموجود في عمان. وختم الباحث سالم المشهور قوله: ما أريد أن أقوله أن عمان شهدت تاريخا مشرقا من التسامح والتعايش، ونحن اليوم مطالبون بمواصلة البناء والسير قدما لتحقيق المزيد من التسامح والتعايش، وتفجير طاقات الدين وتوجيهها في خدمة الحياة، ولا تستقيم الحياة أبدا من غير التسامح.