982573
982573
العرب والعالم

مقتل 34 عسكريا في معارك استعادة الجانب الغربي للموصل

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

الجبوري يطالب ببرنامج قادر على مكافحة ظاهرة التشدد من أصولها -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(الأناضول) -

كشف ضابط عراقي رفيع،أمس عن مقتل 34 عسكريًا بينهم ضباط في حيي اليرموك والمطاحن في الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال) خلال معارك استعادتهما من «داعش». فيما شرعت القوات العراقية بتطهير الحيين وبدأت باقتحام ثلاثة أحياء جديدة في المحور ذاته.

وكشف العميد سلمان عكاشات، من جهاز مكافحة الإرهاب، ان «الحصيلة النهائية لمعارك اليرموك والمطاحن على مدار 18 يومًا أسفرت عن مقتل 34 جنديا بينهم ضباط برتب مختلفة وإصابة 76 آخرين»

وتابع «فيما بلغت حجم الخسائر المادية فقدان نحو 21 مدرعة عسكرية إضافة الى معدات قتالية مختلفة». ولفت عكاشات الى ان «خسائر التنظيم البشرية والتي تمكنت القوات من إحصائها كانت، مقتل 93 مسلحا، وإحباط نحو 9 عجلات مفخخة و11 دراجة نارية وتدمير مقرات وموقع تكتيكية واستراتيجية هامة تابعة للتنظيم». وأشار الى ان حجم الخسائر بين طرفي النزاع دليل على حدة المعارك وشراستها وصعوبة حسمها بسرعة، لافتا الى ان «المدنيين يقفون حجر عثرة بطريق القوات التي تحاول حسم الوضع بأقل الخسائر».

وأوضح أنه تمت «السيطرة على محطة وقود النشمية في المحور الغربي والتي كان يتخذها التنظيم مقرا لإدارة عملياته القتالية في المنطقة بسبب ما تضمه من شبكة أنفاق تربط أزقة وشوارع ببعضها». وأضاف عكاشات، أن القناصة ما زالوا يشكلون هاجسا للفارين، لأنهم يستهدفون أي مدني يحاول الفرار».

من جهته، قال النقيب سلام يونس، من قيادة عمليات نينوى، للأناضول، أن «قوات مكافحة الإرهاب شرعت أمس بحملة تطهير وتفتيش حيي اليرموك والمطاحن غربي الموصل والتي تمكنت من استعادتها مؤخرا». وأشار الى ان القوات شرعت باقتحام أحياء التنك والمعامل والآبار في المحور ذاته بهدف تحريرها من سيطرة تنظيم داعش.

كما قال مصدر أمني عراقي، أمس ان 13 مدنيا بينهم نساء وأطفال قتلوا إثر غارة جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي على حي محرر حديثا في الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال). وأوضح النقيب الطيار يزن عبد الإله الدوبرداني، من القوة الجوية العراقية، بتصريح ان «طائرات حربية تابعة للتحالف شنت أمس، ضربة جوية استهدفت منازل في حي اليرموك، وتسببت بمقتل 13 مدنيا من عائلتين، فضلا عن إصابة نحو 17 آخرين إصابات أغلبهم خطرة للغاية، فضلا عن تدمير نحو 6 منازل و11 سيارة».

وتابع، ان «قيادة القوة الجوية العراقية فتحت تحقيقاً عاجلاً بملابسات الحادثة ورفعت تقريراً اولياً الى القيادة العسكرية العليا المشتركة للاطلاع والوقوف على آخر المستجدات، فضلاً عن مواصلة التنسيق مع التحالف الدولي لمعرفة أسباب استهداف المدنيين العزل». وأعلنت خلية الإعلام الحربي، التابعة إلى قيادة العمليات المشتركة، أمس، عن مقتل 15 عنصرا من تنظيم «داعش» في الحضر في نينوى بينهم مسؤول أمنية القضاء.

وقال البيان:وفقا لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، نفذ صقور القوة الجوية ضربة جوية أسفرت عن استهداف تجمع كبير لعصابات داعش الإرهابية في قضاء الحضر قرية الشيحان»، مؤكداً أن «الغارة أسفرت عن مقتل ما يقارب ١٥ ارهابياً ضمنهم 3 من القادة وهم مسؤول ما يسمى أمنية الحضر ونائبه والمسؤول الإداري لما يسمى بولاية الجزيرة وإصابة آخرين كانوا ينوون شن هجوم على مناطق مختلفة». وفي السياق ذاته، أفاد بيان لإعلام قوات الحشد الشعبي ان «قوات اللواء 41 التابع للحشد الشعبي نفذ امس عملية استباقية على ضوء معلومات استخباراتية في منطقة زويريجة ووادي اليابس التابعة إلى حدود تكريت رمادي، اسفرت عن اعتقال 12 ارهابيا». ولفت البيان إلى ان «هؤلاء جاءوا من منطقة الحضر في الموصل وكانوا مسلحين بأسلحة متوسطة وأحزمة ناسفة» من جانبها قالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أمس إن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا من مناطقهم منذ انطلاق الحملة العسكرية لاستعادة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي في أكتوبر العام الماضي.

وأوضحت الوزارة في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، أن عدد النازحين من محافظة نينوى (عاصمتها الموصل) وقضاءي الحويجة في كركوك، والشرقاط في صلاح الدين، بلغ 526 ألفا و281 نازحا منذ بدء العمليات العسكرية لتحرير الموصل والمناطق المحيطة بها.

وأضافت أن 467 ألفا و210 نازحين منهم من محافظة نينوى، و41 ألفا و774 نازحا من الحويجة، فضلا عن 17 ألفا و297 نازحا من الشرقاط .

ويواصل المدنيون الفرار من تلك المناطق الواقعة شمالي العراق، حيث لا يزال التنظيم المتشدد يسيطر على الحويجة آخر معاقله في محافظة كركوك وكذلك نصف مساحة الشرقاط .

كما لا يزال التنظيم يحكم قبضته على نصف مساحة الشطر الغربي لمدينة الموصل، والذي يشهد معارك ضارية بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» منذ 19 فبراير الماضي.

وتصاعدت حركة النزوح في الأسابيع الأخيرة، إذ يفضل معظم المدنيين الفرار من الجانب الغربي بعد مقتل مئات منهم خلال الأسابيع الماضية، جراء انهيار منازلهم فوقهم بفعل السيارات الملغومة لـ «داعش» أو القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي.

ويسلك المدنيون دروبا محفوفة بالمخاطر داخل المدينة وصولا إلى المناطق الخاضعة للقوات العراقية جنوب غربي المدينة، تمهيدا لنقلهم إلى مخيمات إيواء النازحين المنتشرة في أطراف المدينة.

وقال عاصم السرمد، وهو قائد فريق ميداني لوزارة الهجرة والمهجرين في الجانب الغربي للموصل، إن آلاف المدنيين يفرون يوميا من الجانب الغربي للموصل، وتقوم فرق الوزارة بإغاثتهم ونقلهم إلى المخيمات. وأضاف السرمد في حديثه للأناضول، إن تقديرات الوزارة تشير إلى إمكانية نزوح نحو 150 ألفا آخرين من المدينة لحين انتهاء العمليات العسكرية.

وأشار إلى أن معظم المدنيين الفارين منهكون ويعانون من الجوع وسوء التغذية نتيجة الحصار المفروض على مناطقهم منذ أشهر.

ووفق أرقام الحكومة العراقية فإن أربعة ملايين عراقي نزحوا من مناطق سكناهم منذ اجتياح تنظيم «داعش» لشمال وغرب العراق في صيف 2014، عاد منهم نحو مليوني شخص إلى منازلهم، بينما يقطن معظم من تبقى في مخيمات منتشرة في أرجاء العراق.

من جانب آخر دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري أمس، الى ضرورة احتواء العراقيين «المغرر بهم» من قبل تنظيم «داعش» الارهابي على اعتبار انهم «ضحايا» وليسوا «مجرمين». جاء حديث الجبوري، وهو سياسي بارز، خلال رعايته جلسة استماع اقامتها لجنة الأوقاف البرلمانية حول «مكافحة التشدد والإرهاب فكريا وعقائديا».

وقال: إنه «من المهم أن نعمل على برنامج قادر على مكافحة ظاهرة التشدد من أصولها وهذا يتطلب مزيدا من الصراحة والوضوح والجرأة في تشخيص الأسباب الموضوعية التي أنتجت أول جيل من الإرهاب بعد التغيير الذي حصل في العراق».

وأضاف «لقد تسبب الإرهاب بالمزيد من الخسارات المتلاحقة مما حدا بالدولة إلى الانحياز إلى لغة الدفاع والتخندق خوفا منه وقلقا من آثاره، وكان الأولى أن تتجه الحكومات للمبادرة في معالجة الأخطاء التي تسببت في صناعة البيئة الممهدة لنمو الإرهاب». ومضى الجبوري بالقول، «لابد من صياغة منهج واضح في العدالة الاجتماعية وترسيخ الحكم الرشيد ودولة المواطنة لتفويت الفرصة على المتشددين ».

وأشار الى الحاجة لـ«تشكيل مؤسسات ومعاهد خاصة لتوعية وحوار المغرر بهم، وإعادة دمجهم بالمجتمع باعتبارهم ضحايا وليسوا مجرمين».

وقال إن البرلمان «مستعد لدراسة جميع الأفكار التي تتعلق بهذا الشأن وإقرار القوانين التي تتبناها الحكومة والتي تصب بهذا الاتجاه وتدعم فرصة دمج اكبر عدد من ضحايا البيئة الإرهابية والمضللين الذين تعرضوا الى محاولات تجهيل منظمة». كما شدد رئيس البرلمان العراقي على ضرورة «إعادة النظر في السياسة الاقتصادية والتنمية المجتمعية وتأمين مصدر عيش كريم للمواطن كي نحصن الخاصرة الهشة من التحطم أمام أفخاخ الإرهاب ومصائده».

ولفت الجبوري أيضا إلى أهمية «مراجعة الخطاب التعليمي والتربوي والاعلامي وعلى جميع الأصعدة وإعاده قراءة أولويات هذا الخطاب بما ينسجم مع متطلبات المرحلة».