982614
982614
العرب والعالم

تيلرسون يلتقي لافروف في موسكو لبحث الأزمة السورية وتصاعد الحرب الكلامية

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

بوتين: العلاقات الروسية-الأمريكية «تدهورت» منذ تسلم ترامب السلطة -

بدء تنفيذ اتفاق بين الحكومة والمعارضة لإخلاء 4 مدن محاصرة -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

بدأ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف امس في موسكو محادثات يتوقع أن تكون صعبة بعد احتدام السجال في الساعات الأخيرة بين الدولتين بشأن سوريا.

وفي الايام الاخيرة حصل تصعيد كلامي بين مسؤولي البلدين حول هجوم خان شيخون في شمال غرب سوريا الذي اتهمت واشنطن ودول غربية دمشق بتنفيذه، وكذلك بعد تغيير الرئيس الامريكي موقفه واصداره أمرا لتنفيذ أول قصف على موقع للجيش السوري منذ اندلاع النزاع في هذا البلد قبل ست سنوات.

ولدى بدء اللقاء قال لافروف انه يريد معرفة «النوايا الحقيقية» لواشنطن في مجال السياسة الدولية تفاديا لـ«تكرار» الضربة الامريكية في سوريا والعمل لتشكيل «جبهة مشتركة لمواجهة الارهاب»، وقال الوزير «يستند نهجنا الى القانون الدولي وليس الى خيار من نوع -معنا او ضدنا-».

من جهته أعرب تيلرسون عن الامل في ان يكون اللقاء «منفتحا وصريحا لتوضيح بشكل افضل الاهداف والمصالح المشتركة» و«التباين الملحوظ» في مقاربة البلدين حول الملفات الرئيسية.

وكان الهدف أساسا من هذه الزيارة الأولى لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية الجديدة إلى روسيا، ارساء الأسس لـ«تطبيع» العلاقات بين البلدين، وفق ما تعهد به الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.

غير أن هجوم خان شيخون الذي اعقبته الضربة الصاروخية الامريكية ضد قاعدة جوية سورية، زادا من أجواء الحرب الباردة المخيمة بين القوتين.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة بثت امس، ان العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة قد «تدهورت» منذ وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض في يناير. وردا على سؤال لشبكة مير 24 الاخبارية حول العلاقات بين القوتين العظميين، أجاب بوتين «يمكن القول ان درجة الثقة في علاقاتنا على صعيد العمل، وخصوصا في المجال العسكري لم تتحسن، لكنها على العكس، تدهورت».

وتعاقب المسؤولون الامريكيون امس الاول على انتقاد الدعم الروسي الثابت للرئيس بشار الاسد. وقال وزير الدفاع جيم ماتيس ان الولايات المتحدة ليس لديها «أي شك» في «ان الرئيس السوري بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي»، الذي استهدف خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب) في الرابع من ابريل موقعا 87 قتيلا.

وكان مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كشف هويته، اتهم في وقت سابق روسيا «بإشاعة الإرباك في العالم» بشأن دور الحكومة السورية، مشيرا الى ان موسكو تحاول بشكل منهجي ابعاد التهمة عن الحكومة والصاقها بالمعارضة وتنظيم داعش. ودعا مسؤول كبير آخر إلى طرح السؤال على الروس عن احتمال تواطئهم في الهجوم.

من جهته كرر بوتين في مقابلة مع تلفزيون «ام اي ار» بثت مساء امس الاول انه لا يرى أي عنصر يثبت مسؤولية الطيران السوري في هذا الهجوم الذي تتهم واشنطن النظام السوري بتنفيذه.

وتتمسك روسيا من جهتها بخط واضح، إذ تشير بالاتهام إلى الفصائل المقاتلة، مؤكدة أن الجيش السوري لم يعد يملك أسلحة كيماوية منذ تفكيك ترسانته تحت إشراف دولي بموجب اتفاق روسي أمريكي.

وحذر بوتين من تكرار سيناريو الأدلة الكاذبة عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، والتي شكلت ذريعة عام 2003 لاجتياح البلاد وإطاحة صدام حسين.

وحذر بوتين من «استفزازات» اتهم الفصائل المقاتلة بالتحضير لها بالاسلحة الكيماوية لتوجيه التهمة لاحقا إلى الأسد. واعتبر الكرملين، مطالبات الغرب لروسيا بالكف عن دعم الرئيس بشار الأسد تصل إلى حد إطلاق يد الإرهابيين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين عبر الهاتف، «نعتبر أن الأهم هو مكافحة (داعش)، وثانيا يجب البحث عن مخرج من الوضع الناشئ بالطرق السياسية الدبلوماسية، أي إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وليس اللجوء إلى استخدام القوة».

وأكد بيسكوف «ان طرح مسألة الابتعاد عن الأسد دون ذكر هذين الهدفين الأساسيين، هو موقف قصير النظر»، لافتاً الى ان دعوات واشنطن إلى تخلي موسكو عن دعم الرئيس السوري أمرا غير ممكن على الإطلاق.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في وقت لاحق، وتابع بيسكوف ان عقد الاجتماع «احتمال مؤكد» إذا ما رأى تيلرسون ونظيره الروسي سيرجي لافروف، اللذان يجريان محادثات في موسكو، أن من المفيد إطلاع بوتين على مناقشاتهما.

وقدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديدا يطالب بتعاون الحكومة السورية في التحقيق حول الهجوم بالاسلحة الكيماوية.

وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء امس إن روسيا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بالأمم المتحدة تدعمه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويهدف إلى تعزيز الجهود لإجراء تحقيقات دولية في هجوم بغاز سام في سوريا. ونقلت إنترفاكس عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن روسيا ستستخدم الفيتو ضد مشروع القرار بصيغته الحالية.

وناقش مجلس الأمن الاسبوع الماضي ثلاثة مشاريع قرارات منفصلة ردا على الهجوم الكيماوي، لكنه فشل في التوافق عليها ولم يطرح اي منها على التصويت.

وبمعزل عن هجوم خان شيخون، يحمل تيلرسون لروسيا رسالة حازمة من دول مجموعة السبع التي ترى أن «لا مستقبل ممكنا لسوريا مع بشار الاسد».

وتأتي زيارة وزير الخارجية الامريكي قبل لقاء يعقده لافروف مع وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف نهاية الأسبوع في موسكو.

وفي الشأن الميداني، أجرت قوات الحكومية السورية والفصائل المقاتلة امس عملية تبادل عدد من المخطوفين في إطار تنفيذ المرحلة الاولى من اتفاق ينص على اخلاء أربع مناطق محاصرة، وفق ما أكدت مصادر من الجانبين.

وتوصل الطرفان الى اتفاق الشهر الماضي ينص وفق المرصد السوري لحقوق الانسان على اجلاء الآلاف من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في ادلب (شمال غرب)، ومن مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات الحكومة في ريف دمشق.

ومن المتوقع ان تبدأ عملية اجلاء السكان في وقت لاحق بموجب هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه بحسب المرصد، برعاية قطر وايران.

وقال مصور لوكالة فرانس برس في مدينة حلب ان 12 مخطوفاً بينهم تسعة مصابين من بلدتي الفوعة وكفريا بالاضافة الى جثث ثمانية قتلى وصلوا امس الى احد مستشفيات حلب بعدما افرجت عنهم الفصائل المقاتلة في ادلب.

وأشار مدير العلاقات الاعلامية في هيئة تحرير الشام (ائتلاف فصائل بينها جبهة النصرة سابقا) عماد الدين مجاهد لوكالة فرانس برس الى اتمام «عملية تبادل اسرى» تم بموجبها «فك اسر» 19 شخصاً بينهم مقاتلون كانوا محتجزين من قبل مقاتلين موالين لقوات الحكومة في الفوعة وكفريا، مقابل اخراج «12 معتقلاً» كانوا اسرى لديهم. وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» حصول عملية التبادل امس، متحدثة عن «بدء تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق».

وقال شهود عيان لفرانس برس ان حافلات لنقل الركاب دخلت الى مدينتي الزبداني ومضايا صباح امس في وقت انهمك سكان بتوضيب امتعتهم والتجمع استعداداً للمغادرة.

في المقابل، لم تدخل اي حافلات الى الفوعة وكفريا، وفق ما قال أحد المسؤولين عن عملية التفاوض من الجانب الحكومي حمد حسن تقي الدين لفرانس برس.

وأوضح ان «الامور اللوجستية جاهزة لكن هناك تأخير من قبل المسلحين» في اشارة الى مقاتلي الفصائل الاسلامية والمقاتلة المسيطرة على ادلب وأبرزها جبهة فتح الشام.

وأكد ان «دخول القوافل الى مضايا والزبداني جاء كبادرة حسن نية من الحكومة لكنها لن تخرج الا بشكل متواز مع قوافل الفوعة وكفريا».

ومن المتوقع بموجب اتفاق الاخلاء الذي تم تأجيل تنفيذه اكثر من مرة، اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري.

كما ينص الاتفاق وفق المرصد، على اجلاء مقاتلين من الفصائل مع عائلاتهم من اطراف مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق.

وفي الأشهر الأخيرة، تمت عمليات اخلاء مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات الحكومة، لا سيما في محيط دمشق. والمناطق الاربع محور اتفاق تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الامم المتحدة في سبتمبر 2015، ويتضمن وقفا لإطلاق النار. وينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الإجلاء وإدخال المساعدات بشكل متزامن.