Untitled-5
Untitled-5
مرايا

كرواتيا تدعوك لزيارة إحدى عجائب الدنيا الطبيعية

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

تعتبر بحيرات بليتفيتش من أبرز المعالم السياحية في كرواتيا؛ حيث تم إدراج هذه المحمية الطبيعية على قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو باعتبارها إحدى عجائب الدنيا الطبيعية.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإنه تعتبر هذه المحمية الطبيعية بمثابة أيقونة عالمية؛ حيث تظهر شلالات المياه الفيروزية على قوائم عجائب الدنيا الطبيعية، وقد قامت منظمة اليونسكو خلال عام 1979 بإدراج هذه المحمية، التي تضم بحيرات فيروزية وشلالات خلابة كأول موقع على قائمة التراث الطبيعي العالمي.

ومنذ ذلك الحين تتدفق أفواج السياح على هذه البقعة الساحرة من جميع أنحاء العالم، وقد استقبلت المحمية أكثر من 3ر1 مليون سائح خلال 2016، ومن الأمور المثيرة للدهشة أن المرء لا يلاحظ ذلك في الجزء الأكبر من المحمية الطبيعية.

وأشارت هيلانا بيتروفيتش إلى أن أكثر من 90% من السياح في المحمية الطبيعية لا يدركون مدى أهمية الطبيعة أو التجول وسط المناظر الطبيعية، وتعمل المرشدة السياحية، التي تبلغ من العمر 58 عاما، منذ عقود في اصطحاب السياح خلال المحمية الطبيعية، وأغلب الزوار من المتنزهين، الذين يرغبون في زيارة أبرز المعالم في غضون ساعات قليلة، وفي بعض أيام ذروة الموسم السياحي خلال شهر أغسطس يتحرك أكثر من 13 ألف سائح على الممرات بين البحيرات والشلالات.

غابات بكر

ومع ذلك يمكن لبعض السياح الهروب من هذه الأمواج المتدفقة من الزوار من خلال التنزه على مسارات التجول، التي تتجه بعيدا عن البحيرات وتجوب الغابة المحيطة. ويمتد أطول مسار للتجول إلى غابة كوركوفا أفالا، والتي تعتبر من الغابات البكر، التي لم تعبث بها يد الإنسان منذ 300 عام.

ولا يسمح بدخول هذه الغابة إلا للعلماء والباحثين، ويسير المتجولون على مسار التجول بمحاذاة جانب أطراف الغابة، ويظهر من وقت لآخر بعض النباتات النادرة، التي تنمو بين أشجار الزان والتنوب. ومن الناحية النظرية توجد بعض الحيوانات البرية في الغابة؛ حيث يوجد حوالي 20 من الدببة البنية ومجموعة من الذئاب، على الرغم من أن السياح لا يمكنهم مشاهدة هذه الحيوانات من الناحية العملية.

وتوفر جولة التجول أجواء مثيرة للكثير من السياح في المحمية الطبيعية؛ حيث يمكنهم السير على الممرات الخشبية الممتدة فوق الشلالات، وعادة ما يقف السياح في الصباح الباكر على البواخر، التي تنقلهم عبر بحيرة كوزياك، وبعد ذلك تتبعها جولة حول البحيرات، وخلال هذه الجولة ينعم السياح بإطلالة على الكثير من المناظر الخلابة، وخاصة في الفترات خارج الموسم السياحة؛ حيث تمتد المياه في كل مكان.

وهناك بعض السدود المنخفضة، التي تحيط بأحواض الاستحمام، التي تبدو مثل الأهرامات، والتي تم تشييدها من الحجر الجيري مثل الشلالات المهيبة، التي تبدو من خلفها. وأشارت المرشدة السياحية هيلانا بيتروفيتش إلى أنه ليس من المسموح للسياح الاستحمام في البحيرات منذ 1991؛ نظرا لأن التعرق والكريمات الواقية من الشمس من شأنها أن تلوث المياه وتضر بالطحالب والأعشاب والبكتيريا، والتي تعتبر من الأمور الحاسمة لتشكيل الحجر الجيري.

ومن أجل الحفاظ على هذه المحمية الطبيعية تعتقد المرشدة السياحية أنه من الأفضل تحديد عدد السياح مع تحديد وقت الزيارة ليكون ساعة واحدة، غير أن فصل الصيف يشهد قدوم مجموعات كبيرة من السياح، وهو ما يساعد على ازدهار الوضع الاقتصادي في منطقة «ليكا» المهجورة تقريبا في كرواتيا. ويعتمد حوالي 1200 شخص على النشاط السياحي في المحمية الطبيعية كمصدر أساسي للدخل.

وتعتبر منطقة «ليكا» من المناطق الفقيرة في كرواتيا، إضافة إلى أن حالها أصبح أسوأ بسبب الحرب، وعندما يسلك السياح الطريق الرئيسي من زغرب باتجاه البحر، فإنهم يشاهدون الحفر بين المنازل المحترقة حتى اليوم. وأشار ماريو ميهايليك، البالغ من العمر 49 عاما، أن الحسنة الوحيدة للحرب تتمثل في إتاحة المزيد من الطبيعة في هذه المنطقة.

جولات بقوارب الكانو

وقد بدأ ماريو ميهايليك قبل 24 عاما في تنظيم رحلات قوارب التجديف لجنود الأمم المتحدة في نهر دوبرا، كما يقدم الآن جولات بقوارب الكانو في نهر مريزنيكا، ويبدو هذا النهر الكلسي مع الحواجز الجيرية مثل نسخة مصغرة من بحيرات بليتفيتش، ويمتاز هذا النهر بمياهه الرقراقة الصالحة للشرب. ومع ذلك لا تحظى هذه المنطقة بإقبال كبير من السياح، وتشتهر كرواتيا بأنها من البلاد السياحية الشاطئية، ولم تنتشر بها بعد أنشطة العطلات مثل التجديف أو ركوب الدراجات الجبلية.

وقد شهد المركز التاريخي لبلدة سلوني طفرة خلال السنوات الأخيرة، بسبب وجود مجموعة من الشلالات، التي تحمل أسماء جذابة، وخلال القرن السابع عشر تم بناء طواحين على الشلالات، مع تشييد بعض الجسور الخشبية الصغيرة، ويبدو المنظر حاليا كأنه مشهد سينمائي، وخاصة مع ظهور الجسور الخرسانية في الخلفية.

وأشار كلاوديو أتوكان إلى وجود أكثر من 40 طاحونة قبل 60 عاما، وكانت كل أسرة تمتلك طاحونة خاصة بها، ولا تزال بعض هذه الطواحين تعمل حتى الآن، وهناك بعض العائلات تتكسب حاليا من السياح، الذين يأتون من الشرق الأقصى بصفة خاصة.