كلمة عمان

التضامن مع مصر يفشل مخططات الإرهاب

10 أبريل 2017
10 أبريل 2017

في مواجهة التحديات التي تتعرض لها جمهورية مصر العربية الشقيقة، خاصة على صعيد مكافحة الإرهاب، الذي يحاول نقل عملياته إلى المدن المصرية المزدحمة، وإلى أماكن العبادة المسيحية بشكل متعمد، فإن التضامن مع مصر، والمساندة لما تقوم به القيادة والحكومة المصرية من جهود متواصلة لتأمين جبهتها الداخلية، وترسيخ سبل السلام والاستقرار، في ربوع مصر الشقيقة، هو أمر يتعدى بالتأكيد جوانب واعتبارات الأخوة والمواساة، ليصبح ضرورةً وحقيقةً من حقائق السياسة والعلاقات العربية بوجه عام والعلاقات العمانية المصرية بوجه خاص، والتي تستند على أرضية صلبة، وعلى تاريخ طويل وحاضر طيب ومستقبل واعد في مختلف المجالات بين الدولتين والشعبين الشقيقين، لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة.

وفي هذا الإطار أدانت السلطنة بأشد العبارات التفجيرين الإرهابيين الآثمين اللذين حدثا في كنيسة «مار جرجس» في طنطا، وكنيسة «مار مرقس» في الإسكندرية أمس الأول. وأعربت عن التضامن الكامل مع مصر الشقيقة حكومةً وشعبًا في مواجهة ما تتعرض له. وإدراكا منها أيضا أن قوة وأمن واستقرار مصر الشقيقة، إنما ينعكس قوة وأمنا واستقرارًا على المنطقة من حولها، وهذا هو درس التاريخ أمس واليوم وغدا أيضا.

وإذا كانت أكثر من دولة عربية شقيقة قد وقعت فريسة لأعمال العنف والمواجهات والحروب، التي تداعت إليها العديد من التنظيمات الإرهابية، لأسباب عديدة ومعروفة، فإن استهداف مصر والتصعيد المتعمد ضدها، في محاولة مستميتة للنيل منها، هو في الوقت ذاته محاولة للنيل من استقرار المنطقة وإغراقها في دوامات من الفوضى والمواجهات المسلحة، التي لم تتمخض سوى عن ملايين اللاجئين، ومئات آلاف القتلى، وتخريب مئات المدن والمواقع الحضارية، وتدمير البنية الأساسية لعدة دول عربية، فضلاً عن نشر أفكار التطرف وبث الخلافات بين مكونات المجتمعات العربية، وهو ما تحاول مصر الشقيقة أن تكون حائط صد في مواجهته، بالحفاظ على قوتها وتماسكها وقدرتها على التغلب عليه. والمؤكد أن ذلك يتدعم ويتزايد بالمساندة العربية لما تقوم به مصر الشقيقة لاحتواء الإرهاب في شبه جزيرة سيناء وسد المنافذ أمامه حتى لا يتمدد إلى المدن المصرية. وفي هذا المجال فإن ما يظهره الشعب المصري الشقيق من قوة وتماسك، ووقوف قوي وراء قيادته، وتضحية كبيرة، في مواجهة الأعمال الإرهابية، من شأنه أن يعجل باحتواء الإرهاب واقتلاعه، وإفشال كل مخططاته، ليعود الأمن والسلام والاستقرار، ليس لمصر فقط، ولكن للمنطقة ككل من حولها أيضا، نظرًا لترابط أمن واستقرار وازدهار الدول العربية مع بعضه البعض.