979288
979288
العرب والعالم

حلفاء سوريا يهددون بالرد على أي «عدوان» بعد الضربة الأمريكية

09 أبريل 2017
09 أبريل 2017

تيلرسون يتهم روسيا بالتقاعس عن تنفيذ التزاماتها -

دمشق - عواصم - عمان - وكالات -

هددت غرفة العمليات المشتركة التي تضم روسيا وإيران والقوات الداعمة لدمشق، وأبرزها حزب الله اللبناني، أمس بانها سترد «بقوة» على أي «عدوان» جديد على سوريا بعد الضربة الأمريكية على مطار الشعيرات والتي اعتبرتها «تجاوزاً للخطوط الحمراء».

وقالت الغرفة ومقرها سوريا، في بيان نشره موقع صحيفة (الوطن) القريبة من السلطات، إن ما قامت به الولايات المتحدة «من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء» محذرة انه «من الآن وصاعداً سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان». وأضافت في بيانها أن واشنطن «تعلم قدراتنا على الرد جيداً».

ونفذ الجيش الامريكي فجر الجمعة بأمر من الرئيس دونالد ترامب هجوما على مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص (وسط)، عبر إطلاق 59 صاروخا من طراز «توماهوك» من البحر، ردا على هجوم كيماوي على مدينة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب).

وقتل 87 مدنيا بينهم 31 طفلا الثلاثاء وفق المرصد السوري لحقوق الانسان جراء الهجوم الذي اتهمت واشنطن القوات السورية بتنفيذه من خلال قصف جوي، الأمر الذي نفته دمشق وداعموها. وتقول موسكو ودمشق أن الطيران السوري قصف مستودع أسلحة لمقاتلي المعارضة كان يحتوي مواد كيماوية.

واستنكر حلفاء سوريا في بيانهم «اي استهداف للمدنيين أياً كانوا»، مؤكدين أن «ما جرى في خان شيخون مدان ايضاً، رغم إيماننا أنه فعلٌ مدبر من بعض الدول والمنظمات لاتخاذه ذريعة لمهاجمة سوريا».

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس الأحد إن تقاعس روسيا عن تنفيذ اتفاق يعود لعام 2013 لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا وتدميرها أسهم في هجوم دام بغاز سام ضد المدنيين.

وأضاف تيلرسون في تصريحات نشرتها شبكة (إيه.بي.سي) «أعتقد أن الفشل الحقيقي هو فشل روسيا في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقات للأسلحة الكيماوية التي دخلت حيز التنفيذ في 2013.

«الفشل المتعلق بالضربة الأخيرة، والهجوم الأخير المروع بالأسلحة الكيماوية هو إلى حد بعيد فشل من جانب روسيا في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي» ومن المتوقع أن يزور تيلرسون موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس.

ولم يصل إلى حد اتهام روسيا بالتورط المباشر في تخطيط أو تنفيذ الهجوم قائلا إنه لم ير «أي دليل قوي» يشير إلى أن روسيا شريك للرئيس السوري بشار الأسد.

لكنه قال: إن الولايات المتحدة تتوقع أن تتخذ روسيا نهجا أشد ضد سوريا بإعادة التفكير في تحالفها مع الأسد لأن «كل مرة يقع فيها أحد هذه الهجمات المروعة تقترب روسيا درجة من درجات المسؤولية».

وأضاف أنه إذا لم يحدث ذلك «فلن يكون هناك تغير في موقفنا العسكري» تجاه سوريا.

روسيا مسؤولة «بالوكالة»

اتهم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس روسيا بانها مسؤولة «بالوكالة» عن مقتل 87 مدنيا في الهجوم الكيماوي.

وكتب فالون في مقالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز «روسيا هي الداعم الرئيسي (للرئيس السوري بشار) الأسد، وهي مسؤولة بالوكالة عن مقتل كل مدني الاسبوع الماضي».

وأضاف في مقالته «إذا أرادت روسيا أن تعفي نفسها من المسؤولية عن اي هجمات مستقبلية، على (الرئيس) فلاديمير بوتين أن يفي بالالتزامات بالتخلص من ترسانة أسلحة الأسد الكيماوية بشكل نهائي، وان ينخرط بشكل كامل في جهود الأمم المتحدة للسلام». وكرر فالون موقف بريطانيا لجهة وجوب رحيل الأسد.

وكتب «من يستخدم البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية لقتل شعبه لا يمكن ببساطة أن يكون القائد المستقبلي لسوريا».

وتابع وزير الدفاع البريطاني «ندعو اليوم كل الأطراف إلى أن تعود إلى الطاولة من اجل التوصل إلى اتفاق».

وشدد على أن «الاتفاق يجب أن يوصل إلى حكومة لا دور فيها للأسد» معترفا بأن ذلك «ليس سهلا، لكنه ليس مستحيلا».

وقال «بالنظر إلى الفيتو الروسي المتكرر في مجلس الأمن، كانت الولايات المتحدة مصممة على التحرك».

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام «بالرد المناسب باللجوء ألى ضربة عسكرية حذرة وشديدة التركيز».

استمرار دعم الشعب السوري

اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأمريكية في سوريا عدوانا صريحا ويعارض كل المواثيق والأعراف الدوليةـ وأكدا علي ضرورة استمرار دعم الشعب السوري.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الرئيسان الإيراني والروسي ناقشا خلاله القصف الأمريكي لسوريا، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).

وندد الرئيس روحاني خلال الاتصال بالهجوم الصاروخي الأمريكي علي سوريا واصفاً إياه بالخطوة التي تنتهك سيادة بلد مستقل وإن من الضروري بحث هذا الهجوم الأحادي في مجلس الأمن الدولي. كما ندد روحاني باستخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، لافتاً إلي أن التقارير تشير إلى حصول المسلحين علي الأسلحة الكيمياوية وإن الهجوم الأمريكي سيشجع هذه الجماعات علي استخدام هذه الأسلحة مرة أخري. واعتبر الهجوم الأمريكي بأنه جاء لتعزيز شوكة المسلحين مندداً بترحيب بعض دول المنطقة بالهجوم. وأشار الرئيس الإيراني إلي أن بلاده ما زالت تعتقد بأن السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية هو الحل السياسي وليس العسكري، معلناً استعداد إيران للتنسيق والتعاون مع موسكو لمكافحة الإرهاب. من جانبه وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم العسكري الأمريكي علي سوريا بالاعتداء السافر، معتبراً إنه يصب في إطار دعم الإرهابيين. وأشار إلي إقرار الأمم المتحدة بنزع السلاح الكيمياوي من سوريا قائلاً إن الهجوم الصاروخي الأمريكي هو مجرد مسرحية وخطوة معدة سلفاً. وأكد أن هذه العملية الأمريكية لا تساعد علي حل الأزمة السورية.

تحذير من التصعيد

حذر وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، من التصعيد في سوريا، على خلفية الضربات الأمريكية على البلاد، معتبرا أن حل الأزمة السورية من دون مشاركة موسكو «شبه مستحيل». وأوضح غابرييل، في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام سونتاج» الألمانية، أن تسوية الازمة بسوريا لن تتم من دون موسكو، والأهم الآن تجنب وقوع انقسام في مجلس الأمن بالأمم المتحدة ومواصلة الجهود الرامية لإيجاد سلام تحت رعاية الأمم المتحدة».

وأكد غابرييل على أهمية «المضي قدماً بالمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في «جنيف». وبخصوص قصف القوات الأمريكية لقاعدة الشعيرات العسكرية في حمص، أكد الوزير «خطورة الوضع الدولي» وحذر «من التصعيد»، مشيراً إلى أنه «يمكن حل الصراع من خلال السياسة فقط، وبدعم من الولايات المتحدة وروسيا والدول العظمى الأخرى». وكانت ألمانيا رفضت التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وتقديم المساعدة لأي هجمات جديدة قد تشنها الأخيرة على سوريا.

المفاوضات ستستمر

من ناحية ثانية ، أكد فيتالي نعومكين، مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا، أن مفاوضات أستانا وجنيف بشأن تسوية الأزمة السورية ستستمر رغم رفض المعارضة السورية المشاركة فيها بعد الضربات الأمريكية. وأوضح نعومكين، في تصريح صحفي لوكالة إنترفاكس، أن المفاوضات بشأن سوريا ستستمر، مضيفا أن لقاء أستانا المقبل سيجرى إذا اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ذلك، وأكد أن ممثلين عن المعارضة السورية المسلحة سيشاركون في مفاوضات أستانا المقبلة إذا ضغط الممولون عليهم.

تواصل المواجهات

وتستمر في جبهة شمال شرق العاصمة المواجهات بين الجيش الحكومي السوري وتنظيم «جبهة النصرة» في القطاع الشرقي لحيي القابون وتشرين وسط تمهيد مدفعي وقصف بالطيران الحربي ينفذه الجيش، الذي أكد استهداف تجمعات وتحركات مقاتلي جبهة النصرة وتدمير مقر قيادة لهم و ‏3‏ راجمات صواريخ ومربضي هاون ودشمة رشاش ‏ 14.5‏، والقضاء على أعداد منهم شمال شرق مدرسة البنين وحي البحار وحديقة الأربعين وطريق السد ومحيط مدرسة اليرموك بدرعا البلد. كما أعلن الجيش السوري القضاء على أكثر من 75 مسلحا في اشتباكات مع «جبهة النصرة» في حي المنشية بمدينة درعا. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن انتحاريين أجانب من بين القتلى. وذكر نشطاء أن الجيش السوري تصدى لهجوم عنيف شنه مسلحو «جبهة النصرة» في حي المنشية بدرعا. وبحسب نشطاء، بدأ الهجوم الذي شنته «النصرة» بتفجير 6 مفخخات وقصف بقذائف صاروخية استهدفت بها مواقع الجيش مما اضطره للتراجع عن بعض النقاط. ولا تزال الاشتباكات، بين الجيش السوري والقوات الرديفة من جهة وفصائل مسلحة في حي المنشية بدرعا متواصلة، وفي ريف حماة الشمالي، دمرت وحدات من الجيش السوري مقرا وبؤرا للمجموعات المسلحة التابعة لـ»جبهة النصرة»، في إطار العملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وبإسناد من الطيران الحربي الذي نفذ ضربات على نقاط تحصن المسلحين في بلدة اللطامنة الواقعة على بعد نحو 35 كم شمال غرب مدينة حماة، أسفرت عن تدمير مقر لهم والقضاء على عدد منهم.

وتصدت وحدات من «قوات سوريا الديمقراطية» لهجمات مسلحي «داعش» على المنطقة بين قريتي العباد والصفصافة شرق مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وقتلت العشرات من مسلحي التنظيم خلال العملية. وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» «قسد» في بيان مقتل ما لا يقل عن 16 من مسلحي «داعش» الذين حاولوا اختراق الحصار المفروض من قبل وحدات «قسد» على مدينة الطبقة وسد الفرات منذ أواخر شهر مارس الماضي.

وجاءت تلك الاشتباكات بعد أن قصف الإرهابيون مخيما للاجئين على أطراف قرية الصفصافة بقذائف الهاون، ما أدى إلى إصابة 24 مدنيا، جروح 4 منهم بليغة.

وتشهد منطقة الطبقة اشتباكات متقطعة بين «قوات سوريا الديمقراطية» ومسلحي «داعش» وسط تقدم مقاتلي «قسد» باتجاه الطبقة على الجبهات الثلاث الشرقية والغربية والجنوبية للمدينة، في إطار المرحلة الثالثة لعمليات «غضب الفرات» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد «داعش» والهادفة إلى استعادة مدينة الرقة. يذكر أن «قوات سوريا الديمقراطية» هي عبارة عن تحالف يضم قوات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية YPG القوة الأساسية فيه.