عمان اليوم

برنامج توعوي لوقاية طلبة المدارس من المخدرات والمؤثرات العقلية

09 أبريل 2017
09 أبريل 2017

توجيه سلوكيات الأبناء وبلورة أفكارهم  بشكل يتوافق مع القيم -

تنفذ وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية برنامج فواصل التوعوي لوقاية طلبة المدارس من المخدرات ويستهدف طلبة المدارس من سن الثانية عشرة إلى سن الرابعة عشرة بهدف حمايتهم من السلوكيات الخطرة.

وفي هذا السياق قال الدكتور محمود بن زاهر العبري المشرف على المكتب التنفيذي للجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية: «تعد قضية المخدرات قضية مجتمعية يعاني منها العالم بأسره في الوقت الراهن ولخطورة أبعادها الاجتماعية والنفسية والتربوية وسرعة انتشارها وخاصة بين فئة الشباب والمراهقين مما يستوجب ضرورة تكاتف الجهود بين مؤسسات المجتمع كافة للتوعية عن مخاطر هذه الآفة والوقاية منها بشتى الطرق.

وحول دور المؤسسات التعليمية قال: «إيمانا بالدور المؤثر والفاعل للمؤسسات التعليمية وعلى رأسها المدرسة في توجيه سلوكيات الأبناء وبلورة أفكارهم ومعتقداتهم بشكل يتوافق مع القيم التي يرتضيها المجتمع دأبت اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية على دعم وتعزيز الجهود الرامية لوقاية وتوعية الطلبة عن أضرار المخدرات التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم وذلك من خلال تنفيذ عدد من البرامج التي تهدف إلى وقاية وتحصين النشء من الوقوع ضحايا لمشكلة تعاطي وإدمان المواد المخدرة، كما أنه قد تم مراعاة التركيز على البرامج الوقائية الخاصة بالنشء عند وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات.

من جانبها قالت ميمونة بنت سالم المنذرية باحثة تربوية بمكتب وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج المشرفة العامة على التطبيق التجريبي لبرنامج فواصل التوعوي: «تم تدشين التطبيق التجريبي لبرنامج فواصل التوعوي لوقاية طلبة المدارس من المخدرات في شهر نوفمبر 2016م الذي تطرحه مؤسسة منتور العربية - وهي فرع إقليمي من مؤسسة منتور العالمية التي تسعى لتمكين الأطفال والشباب العرب بهدف حمايتهم من السلوكيات الخطرة - كأحد أهم البرامج الممنهجة والعلمية المتخصصة التي تقدمها المؤسسة ويستهدف طلبة المدارس من سن الثانية عشرة إلى سن الرابعة عشرة والمعد من قبل البرنامج الأوروبي للوقاية من إدمان المخدرات EU-DAP ويتضمن ثلاثة كتيبات (التطبيقات،الأخصائي، الأهل)، وهو مبني على نموذج التأثير الإدراكي والاجتماعي ويهدف إلى إكساب الأخصائيين أساليب واستراتيجيات جديدة في التوعية وزيادة وعي الطلبة والأهل معا بمخاطر المخدرات من خلال مزج المعلومات بالمهارات الشخصية والاجتماعية وتنمية المهارات الحياتية وإحداث التأثير الاجتماعي والإدراكي بخلق الفرص المناسبة لتفاعل الطلبة وإشراكهم بصورة إيجابية في أنشطة البرنامج الذي يعد أحد البرامج الإبداعية والمتجددة في هذا المجال والذي يتسم بأنه: يستهدف البرنامج المراهقين من سن ( 12- 14) وهي السن التي في الغالب يتعرضون فيها لمعرفة المخدرات ولإغراء تجربتها، كما أنه يعتمد على معايير التفاعل ودمج المهارات الحياتية والمعتقدات متضمنة في اثني عشر درسا تركز على المعلومات والمواقف، ومهارات التفاعل بين الأشخاص، والمهارات الشخصية. إلى جانب أن الأخصائيين يتلقون التدريب المناسب قبل تطبيق البرنامج لضمان تحقيق الأهداف المنشودة من البرنامج، كما يتضمن البرنامج كتيبا خاصا بالأهل بهدف تزويدهم بالأدوات التربوية الضرورية لدعم عمل المدرسة والمعلومات الأساسية عن المخدرات التي قد يفتقر إليها بعض أولياء الأمور ويتطلب عقد عدة اجتماعات معهم لتزويدهم ببعض المهارات التي تساعدهم على نقل أبنائهم إلى المواقف السلوكية الصحيحة عند مواجهتهم لخطر المخدرات وتكسبهم القدرة على رعاية أبنائهم والرقابة عليهم لحمايتهم من المخدرات.

وحول تطبيق البرنامج أوضحت المنذرية أنه تم مراجعة محتوى برنامج فواصل من قبل المختصين بوزارة التربية والتعليم وإجراء التعديلات عليه من قبل مؤسسة منتور العربية بما يتناسب مع البيئة العمانية والمناهج الدراسية ليكون برنامجا داعما للعملية التعليمية، وبدأ التطبيق التجريبي للبرنامج في محافظة مسقط التعليمية بتاريخ 26/‏‏فبراير 2017م، حيث تم اختيار مدرستين من مدارس الحلقة الثانية من كل ولاية بمحافظة مسقط التعليمية (11 مدرسة حكومية و 3مدارس خاصة) كعينة تجريبية وتولت مؤسسة منتور العربية خلال شهري نوفمبر وديسمبر تدريب فريق وطني يضم مختصين في البرامج الإرشادية والتوعوية والمناهج الدراسية والتدريب واللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية وشرطة عمان السلطانية ووزارة الصحة ثم قام هذا الفريق بتدريب الأخصائيين في المدارس المستهدفة خلال شهر ديسمبر 2016م، ويقوم الفريق الوطني حاليا بمتابعة مراحل التطبيق التجريبي للبرنامج في المدارس المستهدفة بمحافظة مسقط التعليمية وتقييم أثره وتولي عملية التدريب في حال تطبيق البرنامج على مستوى أوسع في بقية مدارس السلطنة.

وقال الرائد سليمان بن سيف التمتمي رئيس قسم الشؤون القانونية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات القانونية: «إن التصدي لظاهرة تعاطي المخدرات هو مسؤولية تقع على عاتق جميع أنظمة المجتمع سواء كانت حكومية أو أهلية نظرا لخطورة هذا التمدد الخطير للمواد المخدرة على المستوى الدولي من ناحية النوع أو التأثير لذا نجد أن كافة المجتمعات تسخر إمكاناتها لمحاربة هذه الآفة سواء كان في مجال الوقاية أو المكافحة أو العلاج وإعادة التأهيل والدمج في المجتمع، كما أنه من الضروري أن تبدأ برامج الوقاية في النشأة الأولى للفرد ومن خلال مراحل الدراسة المختلفة وبالتالي ضرورة تقديم برامج علمية ممنهجة تتناسب مع المراحل العمرية المختلفة، وتسعى شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية وكذلك اللجنة الوطنية لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في تنفيذ برامج توعوية ووقائية تسهم في وقاية أبنائنا من خطر هذه الآفة وخلو المجتمع المدرسي من المخدرات.