978851
978851
الاقتصادية

زراعة 5 أفدنة من القصب وإنتاج 14 طنا من السكر الأحمر في بهلا

09 أبريل 2017
09 أبريل 2017

التجربة الأولى بالسلطنة لاستخدام الميكنة المتطورة في الحصاد -

بهلا ـ أحمد بن ثابت المحروقي -

ولاية بهلا بمحافظة الداخلية من الولايات التي تشتهر بالزراعة منذ القدم ولا يزال أهلها يمارسون حرفة الزراعة مستفيدين من التقنية الحديثة ومستعينين بالميكنة الزراعية في الزراعة والحصاد فإلى جانب ما تشتهر به الولاية من إنتاج مختلف محاصيل الخضار والفواكه التي تغطي أسواق السلطنة، تشتهر هذه الولاية بزراعة قصب السكر العماني وإنتاج السكر الأحمر عالي الجودة والذي تتعدد استخداماته الغذائية.

وفي مزرعة الغشيبة ببلدة بسياء التابعة لولاية بهلا للمواطن أحمد بن حماد العبري وأبنائه تجد الاهتمام الكبير بالزراعة وحبهم لمواكبة ما يشهده العالم من تطور في استخدام الميكنة الحديثة في الزراعة والحصاد والسرعة في الإنجاز والإنتاج بكميات تجارية وفيرة. وفي تجربة تعد الأولى من نوعها في السلطنة قام صاحب المزرعة بإحضار ميكنة متطورة من الصين تقوم هذه الآلة بحصاد قصب السكر بطريقة سهلة للتقليل من الاعتماد على العمالة البشرية لمواكبة التحديثات والتطورات التي يشهدها القطاع الزراعي ، و تعمل الآلة على إنتاج المحصول بطريقة متقنة وبجودة عالية والاستفادة الكبيرة من المنتج حيث تصل نسبة العصير المستخرج من القصب 95% بخلاف الميكنة الحالية التي تستخدمها مصانع قصب السكر في الولاية والتي تستخرج 60% فقط من العصير كما أن الميكنة الجديدة تستخدم البخار في عملية طبخ العصير وبمقاييس ومواصفات ذات جودة عالية.

الاهتمام بالمحاصيل الزراعية

وللتعرف على هذا المشروع التقينا عبدالباسط بن أحمد العبري والذي أوضح بأن المزرعة لها باع كبير في الاهتمام بمختلف المحاصيل الزراعية حيث تصل مساحة المزرعة إلى 60 فدانا ويتم استغلال أغلبها في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية منها الخضار والفواكه والحمضيات والثوم والبصل والقمح والشعير وقصب السكر والتمور بأنواعها المختلفة والمحاصيل الموسمية وأشار العبري إلى أن مزرعة الغشيبة تم فيها إدخال أنظمة الري الحديثة وإجراء العديد من التجارب الناجحة في زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية وبمساحات شاسعة.

زراعة قصب السكر

وأوضح عبد الباسط العبري بأن تجربة الاستثمار في زراعة قصب السكر وبكميات تجارية بدأت منذ ثلاث سنوات حيث تتم سنويا زيادة الرقعة الزراعية لزراعة هذا المحصول باعتباره أحد المحاصيل الحقلية التي تتوافق زراعته مع الظروف البيئية والمناخية وفي العام المنصرم تمت زراعة خمسة أفدنة بقصب السكر المحلي لإنتاج 14 طنا من السكر الأحمر المحلي بإنتاج فائق الجودة وبنظافة عالية وطرق حديثة متقنة. وأشار العبري إلى أن زراعة وحصاد قصب السكر ليست بالأمر السهل حيث تكلف عملية تقطيع القصب أكثر من 10 آلاف ريال للمساحة التي تمت زراعتها قبل استخدام الميكنة الزراعية الحديثة. وأضاف العبري بأن قصب السكر يحتاج للاهتمام والرعاية حيث يظل لمدة عامل كامل ويتم غمر المساحة المزروعة بالماء في فترة الصيف كل خمسة أيام وفي فترة الشتاء كل عشرة أيام ويصل عود القصب إلى ثلاثة أمتار ويكون جاهزا للحصاد.

مراحل الإنتاج

وللتعرف على مراحل الإنتاج تحاورنا مع قيس بن عبدالرحمن بن أحمد العبري والذي قال إن مراحل حصاد السكر تبدأ في أوائل شهر مارس وتمتد حتى شهر أبريل وتبدأ بحصاد أعواد قصب السكر وإحضاره إلى المعصرة حيث أدخلت التقنية الحديثة في عملية مراحل إنتاج السكر بالمزرعة وتم جلب الآلة الحديثة التي سهلت كثيرا هذه المراحل وتعد المكينة التي بالمزرعة هي الأولى والوحيدة في السلطنة وتنجز 3 أطنان في الساعة الواحدة حيث نقوم بوضع أكوام عود قصب السكر وتتولى هذه الميكنة عصرها على مرحلتين لتستخرج ما نسبته 95% من عصير قصب السكر ونأمل العام القادم إضافة مرحلة ثالثة لتصل النسبة إلى 100% وهي تعد الأفضل حيث أن المعاصر الأخرى تستخرج فقط 60% من العصير ويتبقى جزء كبير في أعواد القصب وتقوم هذه الآلة برمي مخلفات القصب وتهيئتها بينما يقوم الجزء الآخر بتخزين العصير المستخرج ومن ثم إيصاله عبر أنابيب وبنظافة عالية إلى مواقع الطبخ الحديثة والتي تستخدم تقنية البخار في الطبخ ولا تستخدم الطريقة التقليدية في الطبخ والتي تلوث البيئة وتستهلك وقتا أكبر حيث تقوم هذه الآلة الجديدة في إنتاج البخار لعملية الطبخ لتصل درجة الحرارة المنتجة من البخار 180 درجة ففي مرحلة تنظيف العصير تكون حرارة العصير (1بار) وتأخذ هذه المرحلة لمدة ساعة ثم المرحلة الثانية في الطبخ بمقياس حرارة (3 بار) ليتم طبخ عصير قصب السكر لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ونصف ويتم خلال هذه المرحلة قياس نسبة تركيز السكر بجهاز مخصص لهذه المرحلة وحين تصل نسبة السكر 95 بركس يتم التوقف في عملية الطبخ وإغلاق البخار بعدها تتم عملية تفريغ المنتج في قوالب مخصصة لذلك يتسع كل واحد منها لوزن 12 كجم لعملية التبريد والتي تستمر لمدة يوم كامل ، كما تم عزل السائل المراد منه لمنتج (الزيج). أما الذي يتم تجفيفه يفرغ في أوان مخصصة لذلك وبنظافة عالية ليباع كسكر أحمر عماني عالي الجودة. أما مخلفات القصب المعصور فيتم استغلالها بالطريقة الصحيحة حيث يتم في المرحلة الاولى فرم هذه المخلفات وتقطيعها ومن ثم غمرها لتستعمل بعد ذلك كسماد زراعي، أو أعلاف للحيوانات. وأضاف العبري: بأن السكر الأحمر العماني دائما يمتاز بالجودة العالية حيث أنه خال من المواد الإضافية ويستعمل في العديد من الصناعات الغذائية كصناعة الحلوى العمانية ويستخدم كعلاج للعديد من الأمراض المعوية إلى جانب الاستخدام المنزلي ويستخدم كبديل عن السكر الأبيض.