صحافة

هل هناك مصلحة في استخدام الأسلحة الكيماوية؟

08 أبريل 2017
08 أبريل 2017

جريدة «لا ستامبا» الإيطالية ذكَّرت بأنَّ سوريا وقَّعت في العام ألفين وأربعة اتفاقية حول الأسلحة الكيماوية وتلفت الجريدة في تحليلها إلى أنها لا تعتقد أن الرئيس الأسد أمر باستخدام الأسلحة الكيماوية في القصف الذي جرى في إدلب. الجريدة الإيطالية تشير إلى أن استخدام هذا النوع من الأسلحة كان في الوقت ذاته عبثيا وغير متوقع. استخدام هذه الأسلحة غير متوقَّع لأنَّه منذ دخول معاهدة عام ألفين وأربعة عشر حيّز التنفيذ، لم تُخرَق هذه المعاهدة أبداً في هذه المنطقة من الشرق الأوسط. من المفترض أيضا أن الغازات الكيماوية السامة المدمرة للأعصاب والأجساد، لم تعد بحوزة أحد. واستخدام هذه الأسلحة الكيماوية عبثي لأن لا أحد يمكنه أن يفهم ما هي مصلحة نظام بشار الأسد في اقتراف عمل فظيع صادم وبغيض كهذا في وقت بات فيه ميزان القوى يميل، ولو ببطء، لمصلحة النظام المركزي في دمشق. من جهة ثانية، تشير جريدة «لا ستامبا» الإيطالية إلى مركزية القرار العسكري في سوريا وتسأل: من يعتقد فعلاً أنَّ القوى العسكرية السورية يمكن أن تقرر قصفا من هذا النوع بالأسلحة الكيماوية من دون أن تُعلِم الحليف الروسي مسبقا وهو الحليف والضامن لتخلي سوريا عن الأسلحة الكيماوية؟ من المؤكد أنَّ هذا أمرٌ لا يمكن التفكير به. بهذا الاستنتاج ختمت تحليلها جريدة «لا ستامبا» الإيطالية.

في حين عبرت سفينة حربية روسية مضيق البوسفور متجهة إلى السواحل السورية، جريدة «لا ريبوبليكا» الإيطالية كتبت أن الرئيس بشار الأسد حوَّل نفسه إلى عوَّامة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان بأمَسّ الحاجة الى تحويل انتباه شعبه عن كارثة نتائج حكمه الارتجالي بعد سبعين يوما على تسلمه السلطة. إنَّ وحشية الرئيس الأسد المغلفة بالدعم الروسي أصبحت عوَّامة نجاة للرئيس الأمريكي. القصف الأمريكي لقاعدة عسكرية سورية يمكن تفسيره بأنه عمل عسكري ذو ابعاد إعلامية. كل الرؤساء الأمريكيين كانوا يوما ما بحاجة لعوَّامة مماثلة. ها هي أهوال الحرب الكيماوية تنكشف بواسطة الرادارات الأمريكية والأقمار الاصطناعية وتعطي واشنطن الذريعة المثلى كي تقصف دون أن يجادلها أحد. إن نظرية إعطاء درس للرئيس الأسد هي نظرية صائبة فقد كان الرئيس الأمريكي فاقد الأمل داخليا فجاءته عوَّامة الخلاص من الرئيس الأسد.