976980
976980
المنوعات

متحف أحمد شوقي بالقاهرة يحكي سيرة أمير الشعر العربي

07 أبريل 2017
07 أبريل 2017

القاهرة «العمانية»: يعد متحف أحمد شوقي بالجيزة أحد أجمل متاحف القاهرة وأروعها، فهو ليس فقط تحفة معمارية تعج بالجمال والتألق، ولكنه أيضا يحكي سيرة أشهر شاعر عربي في التاريخ الحديث، وهو الذي نال إمارة الشعر العربي في تتويج كبير عام 1927م.

ويقع المتحف بالقرب من جامعة القاهرة وحديقة الحيوان بالجيزة، وتمتد حوله العديد من السفارات والمواقع الحكومية المهمة في مصر، ويتميز بلونه الأخضر وبالحدائق الخضراء المحيطة به. ويبلغ سعر تذكرة دخول المتحف جنيها واحدا فقط للمصريين، وثلاثة جنيهات لغير المصريين، وهو مفتوح طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الاثنين.

والزائر للمتحف يبهره روعة الديكور الموجود به والزخارف التي تزين الحوائط، والهدوء الذي يخيم على المكان الذي تفوح منه رائحة الثقافة والأدب، والمتحف يطلق عليه أيضا اسم «كرمة بن هانئ» وقد كان المسكن الخاص لأمير الشعراء احمد شوقي الذي ولد عام 1285هـ الموافق 1896م، لأب ذي أصول كردية من مدينة السليمانية العراقية وأمه تركية الأصل وأتم تعليمه الأساسي بالقاهرة، ثم التحق بمدرسة الحقوق ثم بمدرسة الترجمة ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، واشتهر في مجال الشعر، ولقب بأمير الشعراء في سنة 1927م، وتوفي في 23 أكتوبر سنة 1932م.

واشتهر أحمد شوقي بشعره الديني وبالميمية التي يجاري فيها الإمام البوصيري في ميميته، ونونيته التي يجاري فيها نونية ابن زيدون التي كتبها عندما نفاه الإنجليز إلى الأندلس وظل هناك حتى عام1920م.

وقد اهتم المجلس الدولي للأرشيف اهتماما كبيرا بمتحف أحمد شوقي، وأفرد له سجلا خاصا ضمن سجلاته نظرا لأهميته من الناحيتين المعمارية والأثرية، وقد ذكر في هذا السجل أنه عندما عاد شوقي من منفاه سنة 1920 قرر أن يبنى بيته (كرمة ابن هانئ).

على النيل بشارع مبرح بن شهاب في ذلك الوقت الذي تحول حاليا إلى شارع أحمد شوقي ولم يكن شارع النيل موجودا في ذلك الوقت بالصورة الحالية، وكانت تمر بجوار كرمة ابن هانئ ترعة صغيرة، وسميت كرمة ابن هانئ بهذا الاسم لحب شوقي للشاعر الحسن بن هانئ (أبو نواس)، وأصدر الرئيس المصري الراحل أنور السادات قرارا بنزع ملكية منزله وتحويله إلى متحف في عام 1972م، وتم استلام الدار من الورثة في أبريل 1973م، وافتتح بوصفه متحفا لأحمد شوقي في 17 يونيو سنة 1977م، وأقيمت بمناسبة الافتتاح أول أمسية شعرية في المتحف، وتتابعت بعدها الأمسيات والندوات والاحتفالات والمعارض وغيرها من ألوان النشاط الثقافي. ويتكون المبنى من طابقين يحتويان على 11 غرفة، كما تحيط به حديقة، ويتكون الطابق الأول من القاعة الشرقية التي بها مكتبة للاطلاع مفتوحة للجمهور، وغرفتين للإدارة، وجناح الضيافة، بينما يتكون الطابق الثاني من قاعة استقبال، وحجرة نوم الشاعر أحمد شوقي، وحجرة نوم زوجته، والصالون الخصوصي للأصدقاء المقربين، وحمام خاص، وحجرات خاصة بالأولاد، وغرفة للأوسمة والنياشين، ومكتبه الخاص.

كما يضم المتحف بين جنباته متعلقات أمير الشعراء أحمد شوقي، ومنها الأثاث والمفروشات والسجاد والتحف وغيرها ومكتبته التي تضم 335 كتاباً، بعضها يحتوى على مسودات بخط يد الشاعر، وأغلبها باللغات العربية والتركية والإسبانية والفرنسية، بالإضافة إلى مجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية لأمير الشعراء وزوجته خديجة شاهين، ووالده ووالد زوجته حسين بك شاهين، وأبنائه، وزوج ابنته، وأحفاده، وأقاربه، بالإضافة لصوره مع كبار الشخصيات مثل سعد زغلول رئيس الوزراء الأسبق، وصورة لزوجة الخديوي عباس الثاني، وصورة لنابليون بونابرت، وغيرها من الصور. كما يضم المتحف مجموعة من الوثائق، منها بيان إلى أمير الشعراء من مومباي عام 1927م، ووثيقة من زعماء الثورة السورية وقت تكريمه أميرا للشعراء، وغيرها من الوثائق بجانب مجموعة كبيرة من المسودات بخط أحمد شوقي، وهي عبارة عن مسودات لبعض قصائده وكتاباته النثرية والأدبية، وصل عددها تقريبا إلى 713 مسودة ومجموعة كبيرة من اللوحات الأثرية، بالإضافة إلى مجموعة لوحات من أعمال حفيدته خديجة رياض من ابنته أمينة.