977209
977209
العرب والعالم

ضربات صاروخية أمريكية على قاعدة عسكرية بحمص وغضب في دمشق وموسكو

07 أبريل 2017
07 أبريل 2017

الصليب الأحمر: الوضع في سوريا يشكل صراعا دوليا مسلحا -

تبادل الاتهامات في مجلس الأمن ودعوات بالانتقال لـ «حل سياسي للصراع المروع» -

عواصم -عمان - بسام جميدة - وكالات:-

977205

عبرت دمشق وموسكو عن غضب بالغ بعد القصف الأمريكي لقاعدة جوية في وسط سوريا، يشكل الضربة الأمريكية العسكرية الأولى للحكومة السورية برئاسة بشار الأسد.

ونفذ الجيش الأمريكي بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضربة صاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص، ردا على «هجوم كيماوي» اتهمت واشنطن الحكومة السورية بتنفيذه في مدينة خان شيخون في شمال غرب البلاد الثلاثاء.

وسارع حلفاء واشنطن والمعارضة السورية الى الترحيب بالضربة، فيما طلبت موسكو انعقاد مجلس الأمن بشكل طارئ للبحث في «عدوان على دولة ذات سيادة».

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، بناء على طلب موسكو.واتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أمس الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي بشنها ضربة صاروخية في سوريا في وقت مبكر امس.

وقال سافرونكوف خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن أن «الولايات المتحدة هاجمت أراضي سوريا ذات السيادة. نحن نصف هذا الهجوم بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وعمل عدواني».

من جهتهم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة وسفيرا فرنسا وبريطانيا الى حل «سياسي» في سوريا.

وقال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت فيما كان متوجها الى الاجتماع أن «المملكة المتحدة تدعم بالكامل تحرك الولايات المتحدة هذه الليلة، وهو رد ملائم على جريمة مشينة كهذه، جريمة حرب»، وأضاف «حان الوقت الآن لنركز على العملية السياسية».

واذ وصف الضربات الأمريكية بانها «ملائمة»، اعرب السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لدى وصوله الى مجلس الأمن عن أمله بان تشكل «تغييرا وتساعد في أحياء المفاوضات السياسية».

واكد السفير البوليفي ساشا لورنتي أن الولايات المتحدة تصرفت كـ «محقق ومحام وقاض وجلاد» في سوريا، مضيفا «ليس هذا هو القانون الدولي على الإطلاق».

وقالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، « أي دولة تختار الدفاع عن الأعمال الوحشية التي ترتكبها الحكومة السورية يجب أن تفعل هذا أمام الجميع حتى يسمعها الجميع»، منتقدة روسيا والصين اللتين عرقلتا قرارات تدين سورية. وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة: «الأسد فعل هذا لأنه ظن أنه يستطيع الإفلات به... وعلم أن روسيا ستقف في ظهره ..وهذا تغير الليلة الماضية». وأكدت هالي: «يتعين علينا الآن الانتقال لمرحلة جديدة في سوريا ..إلى «مسعى صوب حل سياسي لهذا الصراع المروع».

وردت موسكو بعنف على الضربة الأمريكية، وأعلنت امس تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأمريكية.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأمريكية على قاعدة جوية للحكومة السورية «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذرا من أنها تلحق «ضررا هائلا» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

وأعلن الجيش الروسي امس أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأمريكية. وقال المتحدث باسم الجيش إيغور كوناشنكوف «من أجل حماية البنى الأساسية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية».

ودانت إيران بدورها «بشدة» الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية للحكومة السورية، واعتبرت الرئاسة السورية في بيان امس الضربة الأمريكية تصرفا «ارعن غير مسؤول».

ووصفت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الضربة ب»العدوان الجائر والسافر».

واعتبرت ان هذا «الفعل المشين عبر استهداف مطار لدولة ذات سيادة يوضح بالدليل القاطع مرة أخرى.. من أن تعاقب الإدارات لهذا النظام لا يغير من السياسات العميقة لكيانه المتمثلة باستهداف الدول وإخضاع الشعوب ومحاولة الهيمنة على العالم».

وكان الجيش الأمريكي أطلق فجر امس بالتوقيت السوري، وليل الخميس بالتوقيت الامريكي، 59 صاروخا عابرا من طراز «توماهوك» من البحر في اتجاه قاعدة الشعيرات.

وافاد الجيش السوري عن «ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة». ولم يحدد ما اذا كان القتلى من المدنيين او العسكريين. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته الى مقتل سبعة عسكريين في الضربة الأمريكية في المطار.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «العدوان الأمريكي تسبب بارتقاء تسعة شهداء من المدنيين بينهم أربعة أطفال وإصابة سبعة آخرين في قرى الحمرات والشعيرات والمنزول» القريبة من المطار، مشيرة أيضا الى «دمار كبير في المنازل».

وقال مسؤول أمريكي ان المطار مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري و»متصل مباشرة» بالأحداث «الرهيبة» التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب. وأتت الضربة العسكرية الأمريكية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصا على الاقل بينهم 30 طفلا.

وقال مسؤولون امريكيون ان القصف ألحق «اضرارا كبيرة» بالمطار و»دمّر طائرات» وبنية أساسية، ما من شأنه ان «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات». واستهدفت صواريخ التوماهوك بشكل اساسي «حظائر الطيران»، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات. واكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته ان «المطار دمر بشكل شبه كامل». وأعلن التلفزيون الروسي ان تسع طائرات تابعة لسلاح الجو السوري دمرت في الضربة الأمريكية. وأظهرت صور بثها التلفزيون طائرتين على الاقل لا تزالان سالمتين في المرآب المصنوع من الأسمنت المسلح، بينما غطت الأرض قطع من الصفائح المعدنية وحطام غير محدد.

وكان ترامب وجه خطابا الى الأمة من منزله في فلوريدا بعد بدء الضربة، وصف فيه بشار الأسد ب»الدكتاتور»، وقال «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد ارواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة»، وتابع «من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية القاتلة».

ورحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الأمريكية، ودعا المعارضون الى استمرار الضربات ضد حكومة الأسد.

في خان شيخون، المدينة التي لا تزال تعاني هول صدمة «الهجوم الكيماوي»، قال سكان لفرانس برس امس أن شيئا لن يعيد لهم موتاهم، وعبروا عن املهم في أن تستمر الضربات العسكرية الأمريكية «لردع» الحكومة السورية.

واعتبرت تركيا ان الضربة الصاروخية الأمريكية «ايجابية»، لكن «غير كافية»، ودعت الى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى مواصلة العملية الأمريكية «على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا وسحق شعبه».

كما أيدت ألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا والبرلمان الأوروبي وإسرائيل الضربة الأمريكية، وكذلك السعودية ودول خليجية أخرى والاردن. ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سوريا، منددة بـ»استخدام أي بلد» لأسلحة كيماوية. من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر امس إن الموقف في سوريا «يرقى إلى وضع صراع دولي مسلح» بعد الضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية سورية. وقالت يولاندا جاكميه المتحدثة باسم اللجنة في تصريح لرويترز في جنيف «أي عملية عسكرية لدولة على أرض دولة أخرى دون موافقتها ترقى إلى وضع صراع دولي مسلح. لذلك وفقا للمعلومات المتوفرة- الهجوم الأمريكي على البنية التحتية العسكرية السورية- فإن الموقف يرقى إلى وضع صراع دولي مسلح».

وأضافت أن مسؤولي اللجنة يتحدثون بشأن الهجوم مع السلطات الأمريكية في إطار الحوار السري الجاري مع أطراف الصراع.

وفي هذه الاثناء أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن العدوان الأمريكي على قاعدة جوية سورية هو عدوان على كل القوى التي تحارب الارهاب ولا يمكن تفسيره الا أنه محاولة لإنقاذ الإرهابيين الذين يستهدفون أبناء الشعب السوري. وأوضحت شعبان في اتصال مع قناة الميادين أن العدوان الأمريكي الذي جاء تحت أكاذيب وحجج واهية بمزاعم استخدام السلاح الكيماوي في منطقة خان شيخون بريف إدلب كان سببه الحقيقي انتصارات الجيش العربي السوري ضد إرهابيي «جبهة النصرة» و»داعش».