صحافة

الحياة الجديدة: دولة المستوطنين تدفن القانون الدولي حيا!

07 أبريل 2017
07 أبريل 2017

في زاوية مقالات وآراء كتب موفق مطر، مقالا بعنوان: سؤال عالماشي - دولة المستوطنين تدفن القانون الدولي حيا!، جاء فيه:

لا هدف من إعلان حكومة دولة الاحتلال عن إنشاء مستوطنة جديدة إلا الاستيطان، أي الاستمرار بالسيطرة على أرض فلسطين تدريجيا باعتبارها جوهر الصراع، فالاستيطان عقيدة (سياسية – دينية) تعتمدها حكومات دولة الاحتلال كمرجعية لإثبات مصداقيتها عند الجمهور الإسرائيلي عموما، والمتطرفين خصوصا، والتمرد على الشرعية الدولية وقرارات المجتمع الدولي، وإرعاب الفلسطينيين بجرائم حرب مصنفة تحت بند الاستيطان. قد تتصادف أحداث فلسطينية أو عربية أو دولية مع إعلان قرار لحكومة دولة الاحتلال إسرائيل ببناء مشروع استيطاني جديد، وتفسير ذلك أمر واحد فقط، أي رسالة مفادها: أنتم تخطون على الورق ما تريدون، أما نحن فننشئ على الأرض مخططاتنا!!. لا تستخدم حكومات دولة الاحتلال الاستيطان اليهودي في بورصة السياسة الخاضعة لقانون الربح والخسارة وإنما سبيلا لاستعراض قدرتها على الهيمنة، وإخضاع مشيئة العالم لمشيئتها كلما استطاعت ذلك، فحكومة نتانياهو أعلنت عن بناء مستوطنة بديلة لبؤرة عمونا في ظل تسريبات صحفية إسرائيلية عن تفاهمات شفهية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التوقف عن إعلان إنشاء مستوطنات جديدة، أي استمرار العمل بالقائم حاليا، وبما أن رئيسة الاتحاد الأوروبي موجيريني أكدت في آخر لقاء مع رئيس دولة فلسطين قبل أيام أن الاستيطان غير شرعي، ويدمر عملية السلام، وبما أن القمة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية أكدت على قرار مجلس الأمن 2334 وأعادت القضية الفلسطينية إلى موقع الصدارة، وبما أن الفلسطينيين كانوا يحيون ذكرى يوم الأرض، ذكرى تضحيتهم لمنع تهويدها، فقد لجأ نتانياهو إلى القصف في الاتجاهات الأربعة، ولكن ليس بالأسلحة والقذائف النارية، وإنما بما هو أشد تدميرا وفتكا بمشروع السلام والاستقرار في المنطقة. لا يمكن للفلسطينيين الاستمرار في تبني أي عملية سياسية والاستمرار بتلبية متطلباتها واستحقاقاتها كما وردت في اتفاق أوسلو، ما لم تتوقف جرافات إسرائيل المحروسة بدبابات جيشها عن اغتصاب أراضي الفلسطينيين العامة والخاصة على حد سواء.

ستجد أوروبا صعوبة بالغة قد تصل إلى حد المستحيل في إقناع العالم بمؤازرتها في الحرب على الإرهاب، فيما إرهاب دولة الاحتلال باحتلالها واستيطانها منبع ذرائع الجماعات الإرهابية ومبررات جرائمها ضد الإنسانية!. ستجد الإدارة الأمريكية الجديدة نفسها عاجلا أم آجلا، بمعضلة وهي تبحث عن حل لمعادلة التوفيق بين مصالحها في المنطقة، واستمرار دعمها اللامحدود واللامشروط لإسرائيل، فاستمرار احتلال إسرائيل لأراضي دولة فلسطين واستعمارها الاستيطاني لن يوفرا فرصة لإقناع شعوب الدول العربية بجدوى العملية السياسية، والسلام، وستبقى عقلية الحرب والعنف الدموي مسيطرة، ولن يكون هناك خاسر على المدى البعيد أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية.