مهرجان طاقة يدشن نسخته الـ «5» بالتركيز على الثقافة المجتمعية

[gallery size="medium" ids="459143,459142,459144"]

محافظ ظفار: جاء بصورة متجددة تجسد الاهتمام بإبراز الجانب الحضاري -

يشتمل على فعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية وصناعات حرفية متنوعة -

8 لوحات تقدم أوبريت افتتاح مهرجان طاقة في نسخته الخامسة بمشاركة واسعة -

وزير الدولة ومحافظ ظفار: المهرجان يظهر هذا العام بصورة متجددة يحكي فيها التراث ويتعايش مع الثقافة المجتمعية -

طاقة - أحمد بن عامر المعشني -

انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان طاقة لعام 2017م بولاية طاقة، بحفل الافتتاح الذي رعاه معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، في نسخته الخامسة الذي تستمر فعالياته حتى 16 من الشهر الجاري من موقع شاطئ طاقة عند الفرضة (جمرك طاقة) بحضور معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني مستشار بديوان البلاط السلطاني، وسعادة المستشار عبدالله بن عقيل آل إبراهيم القائم بأعمال نائب محافظ ظفار، وسعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار، وسعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان طاقة، والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والولاة، وأعضاء المجلس البلدي بمحافظة ظفار، وعدد كبير من المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وشيوخ وأعيان ومواطني الولاية، حيث يشتمل المهرجان على العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية والدينية فضلا عن إبراز الموروث الشعبي، والمشغولات اليدوية، والحرف والصناعات التقليدية، والفنون، وريادة الأعمال، والمرأة والطفل، والبيئات الريفية والبحرية.

وبدأ حفل الافتتاح بتقديم الأوبريت الافتتاحية التي تناولت ثمانية لوحات، فقد جسدت اللوحة الأولى التي تمثلت في صوت المقود وهو فن زراعي يمارس في البيئة الحضرية وهو عبارة عن جلب الماء من البئر عن طريق الحبال والأدوات القديمة مثل جلود البقر أو الإبل وأثناء نقل الماء من البئر ترديد بعض الأغاني التي تكسر الملل والتعب وعادة الرجال هم الذين يقومون بعملية سحب الماء ومن ثم حلت الإبل بدلا من الرجال في سحب الماء، كلمات وغناء الشاعر سعد رجب المغني، أما اللوحة الثانية فجسدت دق السبول وهو فن زراعي يتم فيه دق السبول أي  سنابل الذرة بعد قطفها من المحصول الزراعي حيث تقوم النساء باستخلاص الحبوب من السنابل وتتم  هذه العملية  مع ترديد النساء لبعض الأغاني، وهو فن تقوم به النساء  كلمات وألحان الشاعر المرحوم سالمين عوض الغزال وغناء /‏‏إلهام فايل وزهية فايل وجاءت اللوحة الثالثة حول دق المناحز وهو فن خاص بالرجال يتم فيه طحن الحبوب بعد استخلاصها من السنابل وهو من كلمات وألحان رضوان المغني غناء جماعي، واللوحة الرابعة فن الشرح وهو فن رجالي مكون من ثلاثة مقاطع، المقطع الأول مقطع بطيء في الإيقاع والأداء الحركي ويسمى بالقصبة بعدها يأتي المقطع الثاني وهو مقطع سريع الإيقاع والأداء الحركي وهذا المقطع يشارك فيه الرجال فقط . ثم يأتي المقطع الثالث وهو مقطع قريب من المقطع الثاني من حيث سرعة الإيقاع والأداء الحركي ويسمى هذا المقطع بالهوج أو الوقيع وتشارك فيه النساء. صوت القصبة والشرح السريع كلمات الشاعر سعد رجب المغني وألحان رضوان المغني وصوت الوقيع كلمات وألحان الشاعر المرحوم نصيب فرحان بو سلاسل غناء جماعي.

الفنون الزراعية والبحرية

وجاءت اللوحة الخامسة حول فن الوشاعة وهو فن بحري خاص برجال البحر وهذا الفن يؤدى أثناء صناعة شباك الصيد بعض الأضرار التي تسببها بعض الأسماك ويرددون أثناء هذه العملية بعض الكلمات التي ترفع الهمة والعزيمة.كلمات وألحان تراثية غناء سعد المغني ورضوان المغني. واللوحة السادسة: فن الهمة وهو فن مشترك بين البيئتين الزراعية والبحرية وهو يتكون من مقطع يتم ترديده بين مجموعتين من الرجال. كلمات وألحان تراثية غناء جماعي، واللوحة السابعة فن صوت الركاب وهو من الفنون المشهورة في الخط الساحلي في محافظة ظفار وهو فن بحري وسمي بفن الركاب نظرا لوجود الإبل التي تقوم بنقل الأسماك (السردين) بعد عملية الصيد البحري من الشاطئ إلى المكان المخصص لتجفيف الأسماك، ويأتي البحارة وهم مبتهجون على ظهور الإبل مرددين كلمات جميلة تسمى بفن الركاب ويتوجهون إلى صاحب العمل الذي بدوره يقوم بتوفير وجبة العشاء والتي عادة تكون عصيدة أو تمرا من كلمات وألحان الشاعر المرحوم رجب بن فرج الله المغني غناء جماعي، وحملت اللوحة الختامية فن الزنوج وهو فن جماعي مشهور في الولايات الساحلية لمحافظة ظفار وهو فن مكون من ثلاث مجموعات الأولى مجموعة العدة والمجموعة الثانية مجموعة الراقصين والراقصات والمجموعة الثالثة مجموعة المفوضين والصوت الأول  لحن تراثي كلمات رضوان المغني و الصوت الثاني والثالث كلمات وألحان تراثية والتوزيع الموسيقي /‏‏طلال بشير المكساج رضوان المغني وطلال بشير وتسجيل استوديو مجدي شعبان. فكرة تنفيذ الديكور طلال بشير المادة التوثيقية اللجنة الإعلامية للمهرجان، الإخراج العام للأوبريت الأستاذ رجب خميس المشرف العام لمهرجان طاقة 2017م.

فعاليات ومناشط المهرجان

بعد ذلك قدم سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي هدية تذكارية لمعالي السيد راعي المناسبة وبعدها قام معالي السيد راعي الحفل والحضور من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة بالمرور على فعاليات ومناشط المهرجان حيث استهل معاليه والحضور بالمرور على القرية الريفية التي تحتوي على العديد من الفعاليات تتجسد فيها الموروثات الضاربة في القدم والمكونة من عدة نماذج.

وقدمت عضوات جمعية المرأة العمانية بولاية طاقة خلال مرور معالي السيد وزير الدولة ومحافظ ظفار والحضور على القرية الريفية مجموعة من الفنون التقليدية الخاصة بالبيئة الريفية كما شاهد الحضور أنواع جمة من الأكلات المحلية التي يتميز بها سكان الريف مثل اللحم المضبي والحليب المعضوب بالأحجار الساخنة والمعجين والعصيدة، وأتحفت عضوات جمعية المرأة بطاقة الحضور بتقديم العديد من الأنشطة المهنية التي تتميز بها المرأة الريفية عن غيرها وهي عملية دبغ الجلود وخض الحليب في القربة.

وقام معاليه بالمرور كذلك على المعرض الصحي الذي نظمه مستشفي طاقة ويحتوي على ركن للفحص وركن صحة المجتمع وركن للتعريف بالأدوية وركن للتعريف بمخاطر الأشعة وركن للتثقيف الصحي والتغذية وركن للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وتجول معاليه والحضور في خيمة الحرفيات التي احتوت على العديد من المشغولات والحرف التقليدية التي تشتهر بها الولاية، وذلك من إنتاج عضوات جمعية المرأة العمانية بطاقة، وضم المعرض كذلك مشاركة العديد من الحرفيات من نساء الولاية من الأسرة المنتجة من نيابة مدينة الحق بطاقة ونيابة جبجات ومركز المدينة، بالإضافة الى معرض الحرفيين الذي نظمته الهيئة العامة للصناعات الحرفية ممثلة بإدارة الصناعات الحرفية بمحافظة ظفار الذي يحتوي على ركنيين أساسيين الأول اشتمل على عرض حي للصناعات الحرفية التي تتميز بها ولاية طاقة مثل صناعة الفخاريات والسعفيات وصناعة الجلود والنسيج والفضيات أما الركن الثاني احتوى على العديد من المنتوجات الحرفية للولاية مثل العطور ومشتقات اللبان الظفاري الذي يستخرج من ماء اللبان وزيت اللبان وكذلك النسيجيات ومنتجات التشكيل على قشرة النارجيل والنحت على العظام.

إرث حضاري ممتد عبر التاريخ

وقال سعادة الشيخ محمد بن سيف البوسعيدي والي طاقة ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان لـ «عمان»: بأن مهرجان طاقة 2017م يعتبر على امتداد سنواته المتوالية حاضناً حقيقياً لإرث حضاري ممتد في عمق التاريخ .. فهو يحاكي سمهرم حينما كان بخور اللبان يعطر العالم بعبق دخانه وسيكون هذا المهرجان بإذن الله مفردة جميلة في المحافظة يميزه عن باقي المهرجانات أنه يقوم ويولد في كل عام على جهد وعرق وإبداع أبناء طاقة، كما يستمد مهرجان طاقة ديمومته من إصرار وهمة وعزيمة الشباب وتوجيهات وتخطيط وقراءة ما يوحيه جبين مقطب بتعرجات اختزلت حكمة السنوات مؤكداً بأن مهرجان طاقة ولد رضيعاً وصار يافعاً وسيبقى ليولد من جديد في كل عام لأنه مطمح وهدف لشايب يستذكر ماض وشاب يجد نفسه.

التعريف بالمقومات السياحية

سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار قال إن مهرجان طاقة يعتبر خطوة جيدة في محافظة ظفار للتعريف بالمقومات السياحية من خلال الحضور المتوقع لمتابعة الأنشطة والفعاليات المقامة خلال فترة المهرجان وخاصة الأفواج السياحية الشتوية التي تزور المحافظة خلال هذه الفترة، مشيرا سعادته الى أن المهرجان فرصة للتعريف بالتراث ليبقى متوارثا للأجيال، ومن المؤمل أن يكون للمهرجان عائد اقتصادي لأبناء الولاية. وأكد سعادة الشيخ رئيس بلدية ظفار بأن استمرار المهرجان وللدورة الخامسة على التوالي يثبت اهتمام وإصرار أبناء الولاية على المضي قدما في تطويره واستمراريته باعتباره حدث يبرز ويجسد الموروث ليبقى متوارثا بين الأجيال المتعاقبة وكذلك دوره في إبراز المعالم والمقومات السياحية والتاريخية بولاية طاقة.

وأشار سعادته إلى أن بلدية ظفار تسخر كافة الجهود والإمكانيات لتوفير خدمات البلدية وتطوير البنية الأساسية بولاية طاقة كما هو الحال في بقية الولايات بالمحافظة وأن البلدية على استعداد دائم لتقديم كافة أنواع التعاون وفق اختصاصات العمل البلدي والإسهام في إنجاحه باعتباره أحد الفعاليات والأنشطة التي تعزز الجانب السياحي بالمحافظة.

حلة جديدة وفعاليات متنوعة

سعادة علي بن أحمد المعشني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية طاقة قال: يأتي افتتاح مهرجان طاقة هذا العام بحلة جديدة وفعاليات متنوعة مستمدة من الموروث العريق لهذه الولاية كما نتطلع لهذا المهرجان ان يتجه اتجاها تصاعديا في مختلف المجالات وان يبرز المواهب الثقافية في الولاية ويأخذ بأيدي القائمين على المهن والحرف التراثية والفنون التقليدية التي تعكس الموروث الشعبي وان ينتقل من المرحلة التقليدية الى مرحلة المساهمة الفاعلة في تنمية وتحريك الحركة الاقتصادية التي تعود بالفائدة على الجميع، كذلك نتطلع الى مشاركة الجميع وتفاعلهم لتفادي السلبيات.

مهرجان متجدد -

وقال معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار في تصريح له في افتتاح وانطلاق المهرجان أن ولاية طاقة تحظى بمكانه تاريخية وحضارية تتميز بها وأن ما يحتويه المهرجان من فعاليات ومناشط تراثيه وثقافيه وترفيهية ومناشط عديدة يشملها المهرجان تضيف له طابع آخر حيث يظهر المهرجان هذا العام بصورة متجددة يحكي فيها التراث ويتعايش مع الثقافة المجتمعية حسب ما رأيناه من مناشط وفعاليات ترفيهية التي شملها المهرجان والتي تلبي رغبات الزائرين والاستمتاع بفعالياته وأنشطته المتنوعة والتفاعل معها، حيث مثل هذه المهرجانات تخلق فرص عمل بصفة مؤقته وتعمل على الاهتمام بالحرف التقليدية لأبناء الولاية كما انه يجسد التفاعل بين كافة القطاعات لإبراز الجانب الثقافي والتاريخي والحضاري للولاية ويترجم جهود القائمين عليه في المزج بين الماضي والحاضر، وقد أشاد معاليه بحسن التنظيم للمهرجان والجهود الملموسة وشكر كل القائمين عليه متمنيا لهم النجاح والتوفيق سائلا المولى القدير أن يحفظ مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وينعم عليه بالصحة والعافية والعمر المديد وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.