975999
975999
العرب والعالم

الغرب يتهم القوات السورية بتنفيذ هجوم «كيماوي» وروسيا تنفي

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى «زخم قوي» لمحادثات السلام -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

عقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا أمس لبحث مشروع قرار قدمته باريس ولندن وواشنطن التي اتهمت دمشق بقصف مدينة خان شيخون بغازات سامة ما أودى بـ72 مدنيا اختناقا، فيما سارعت روسيا الى اعتبار النص «غير مقبول».

ودانت طهران احد ابرز حلفاء دمشق «اي استخدام للسلاح الكيماوي ايا كان المنفذون» تزامنا مع مسارعة روسيا الى التأكيد ان الطيران الحربي السوري قصف «مستودعا ارهابيا» يحتوي «مواد سامة» في المدينة الواقعة في محافظة ادلب (شمال غرب) تحت سيطرة فصائل مقاتلة ومتطرفة. وأثار الهجوم تنديدا دوليا في وقت تحدثت الامم المتحدة عن «جريمة حرب».

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الزعم الروسي بأن مدنيين سوريين قتلوا في انفجار مستودع أسلحة كيماوية للمعارضة المسلحة أصابته طائرات حكومية غير معقول.

وأضاف بأن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن حكومة الرئيس بشار الأسد مسؤولة عن الهجوم. وقال المسؤول معلقا على الرواية الروسية «نرى أنها غير معقولة . لا نصدقها.» وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إن هجوم الغاز السام في سوريا «عمل شنيع وسيعامل كذلك».

وفي وقت دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى فرض «عقوبات» على الحكومة السورية، ندد السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الامن بـ«جرائم حرب، وبجرائم حرب على نطاق واسع، وبجرائم حرب بأسلحة كيماوية».

اما السفير البريطاني ماتيو ريكروفت فانتقد من جهته موسكو معتبرا ان فيتو روسياً محتملاً يعني «انهم يمضون مزيدا من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه».

من جهته قال المندوب الصيني في الأمم المتحدة: نؤيد إجراء تحقيق شامل في الهجوم الكيماوي على خان شيخون في سوريا .

ومشروع القرار يدين الهجوم الذي يعد ثاني اكبر اعتداء بـ«مواد كيماوية» تشهده سوريا منذ بدء النزاع الذي دخل عامه السابع. ويطالب ايضا منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بإجراء تحقيق في اسرع وقت ممكن.

ويطلب المشروع من دمشق ان يسلّم المحققون خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها. كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «اعتقد انه لا يمكن لأحد ان يعارض منطقيا قرارا مماثلا بوعيه الكامل». الا ان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اعتبرت ان «النص المطروح غير مقبول على الاطلاق»، مضيفة انه «يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر الى المذنبين».

ودانت طهران «بشدة أي استخدام للسلاح الكيماوي، أيا كان المنفذون او الضحايا». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي بعد «نزع السلاح الكيماوي من الحكومة السورية فإن تجاهل الحاجة إلى نزع السلاح الكيماوي من الجماعات المسلحة الارهابية يسيء الى آلية نزع سلاح سوريا».

وارتفعت حصيلة قتلى «القصف الجوي بالغازات السامة» في خان شيخون، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الى 72 مدنيا بينهم 20 طفلا، فضلا عن 160 مصابا على الاقل.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية في جنيف عن «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب سامة».

بدورها، اكدت منظمة اطباء بلا حدود ان اعراض بعض ضحايا «تظهر التعرض لعنصر سام من نوع غاز السارين» على غرار «حريق في العيون وتشنج في العضلات وتقيؤ».

وأشارت الى ان فريقها «تمكن ايضا من الوصول الى مستشفيات اخرى تولت امر الضحايا ولاحظ ان رائحة كلور قوية تتصاعد منهم ما يوحي انهم تعرضوا لهذا العنصر السام».

وأعلنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الانسان في سوريا انها «تحقق» في الهجوم.

وفي احد مستشفيات خان شيخون، ارتمى المصابون وبينهم اطفال على الاسرة وهم يتنفسون بواسطة اجهزة اوكسجين. وقال احد افراد الطاقم الطبي ان عوارض المصابين تضمنت «حدقات دبوسية واختلاجات وخروج اللعاب من الفم وارتفاع في النبض».

ودعا ائتلاف المعارضة السورية المدعوم من الغرب كلا من تركيا وروسيا إلى الوفاء بتعهداتهما كضامنين لوقف إطلاق النار في سوريا ومحاسبة مرتكبي الهجوم .

وفي مؤتمر صحفي في اسطنبول قال عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري : نحن نطالب بقرار يضمن تسليم ومحاسبة المسؤولين عن إعطاء الأوامر والمنفذين والداعمين والمتواطئين في هذه الجريمة ومثيلاتها... قرار يفرض حظرا فوريا لتحليق الطائرات السورية بشكل كامل وعلى جميع أنحاء سوريا .

تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوري نفى قطعيا شنه لقصف كيماوي على خان شيخون، قائلا في بيان رسمي إنه «لم ولن يستخدم تلك المواد في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا».

وكشف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريح صحفي أن دمشق زوّدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قبل أسابيع بمعلومات عن إدخال جبهة النصرة لمواد سامة إلى سوريا. وقال «أعطينا معلومات عن إدخال النصرة لمواد سامة إلى سوريا وتخزينها للقيام بهذا العمل».

الى ذلك ، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مؤتمر بروكسل لدعم سوريا ودول الجوار إلى إعطاء «زخم قوي» لمحادثات السلام حول سوريا وتوحيد الجهود الدولية خلف هذه المفاوضات. وقالت موغيريني الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لدى افتتاح المؤتمر «يجب أن نعطي زخما قويا لمحادثات السلام في جنيف». كما أكدت موغريني ضرورة دفع محادثات جنيف حول الأزمة السورية للمرحلة الانتقالية، ومساعدة السوريين لاستعادة الاستقرار في بلدهم، «علينا ضمان استمرار تقديم المساعدة للسوريين ودعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين بما فيها زيادة حجم المساعدات المقدمة إلى لبنان والأردن.» كما أشارت موغريني إلى أن هجوم إدلب الكيماوي بسوريا يمثل جريمة حرب ويجب الرد عليه، وأوضحت موغيريني أنه يجب وقف إطلاق النار، «نحتاج إلى هدنة هذا هو المسار الذي نحتاج إليه ضد هذه الأعمال غير الإنسانية، ونعتقد أن الحل السياسي هو الذي يمكن أن يخرجنا من الأزمة».من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «جرائم حرب لا تزال ترتكب في سوريا، وأن هنالك حاجة ملحة لوقف الحرب في سوريا. وقال غوتيرش «يجب أن نتحمل مسؤولية اللاجئين السوريين ودول الجوار يجب أن تؤدي دورها بالشكل المطلوب، هذه الأزمة لا بد من حلها، إننا مستعدون لبذل كل الجهود من أجل التسوية السلمية وتقديم المطلوب والخروج من هذه الأزمة».

وفي سياق آخر، أكدت دمشق أن أنقرة استغلت جفاف نهر عفرين وأزاحت الأسلاك الشائكة التي تفصل الحدود إلى عمق الأراضي السورية لتقضم بذلك شريطا كاملا من الأرض السورية التي احتلت منها 15 كم مربعا. وفي حديث أدلى به السفير السوري لدى موسكو رياض حداد لوكالة «نوفوستي» الروسية، قال: «أخطر ما يمارسه الأتراك على الأراضي السورية، يتمثل في خلق تنظيمين إرهابيين جديدين نسخة عن «داعش» و«جبهة النصرة». سيتم استبدال التسمية فقط، فيما العناصر الناشطة ضمن التنظيمين الجديدين هي نفسها التي تعمل في الوقت الراهن تحت رايتي «داعش» و«النصرة».

ميدانيا، في جبهة شرق العاصمة اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة بين الجيش السوري وتنظيم «جبهة النصرة» في المحور الجنوبي لحي القابون بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في المحور الشرقي للحي بتمهيد مدفعي ينفذه الجيش وواصل سلاح الجو الحربي استهداف الخطوط الخلفية للتنظيم في عمق حي القابون بعدة ضربات جوية. ونفذ قصفا صاروخيا على مواقع التنظيم هناك وفي مناطق جوبر وبرج المعلمين. وحقق الجيش السوري تقدما جديدا في عملياته ضد تنظيم «داعش» في منطقة المقابر جنوب مدينة دير الزور وأوقع أكثر من 60 قتيلا ومصابا بين صفوف المسلحين . كما سيطر الجيش على منطقة البطيش وتقدم في أحياء حلفايا وسط اشتباكات عنيفة مع مع المجموعات المسلحة في ريف حماة الشمالي.

وتساقطت قذائف الهاون على أحياء متفرقة من دمشق وأوقعت قتيلا وعددا من الجرحى، وتسببت بأضرار مادية.