975258
975258
عمان اليوم

الأطفال المصابون بالاضطراب قادرون على تطوير مهاراتهم في مختلف المجالات

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

262 حالة اضطراب طيف توحد ألحقت بمراكز الوفاء -

كتبت- خالصة الشيبانية -

احتفلت وزارة التنمية الاجتماعية بقصص نجاح الأطفال والشباب المصابين باضطراب الطيف التوحدي بالسلطنة، وعرضها مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين ببدبد في النادي الثقافي بالقرم أمس تحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية.

وتم تقييم العروض المقدمة لقصص نجاح الأطفال المصابين بالتوحد من مراكز الوفاء والمراكز المختصة بالتوحد، بناء على العرض وأسلوب جذب الانتباه، والاسترسال وتسلسل الأفكار، والاعتناء بالجانب التقني من حيث جودة الصوت والصورة، كما يعتمد على اتسام العرض بالبساطة والشمولية والتنوع في طرح الفكرة إضافة إلى مدى ملائمة العرض مع شعار وفكرة الفعالية «قصة نجاح».

وأكد سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بأن هناك وعيا كبيرا في المجتمع بأهمية احتواء الطفل التوحدي في المجتمع، كما أن الأمهات أصبحن على دراية ووعي بطرق الاهتمام بالطفل المصاب بطيف التوحد، وأكد أن الاطلاع على قصص نجاح الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وتعتبر فرصة ملهمة ذات هدف اجتماعي، نفسي، وتربوي يتبلور في البعد الأخلاقي، وأشار إلى أن الأطفال المصابين بالاضطراب قادرون على الإبداع وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات، كما أشار إلى أهمية الاهتمام بالأطفال لإبرازهم في المجتمع ودمجهم على الصعيد التعليمي والمجتمعي، والاهتمام البرامج التأهيلية للأطفال والبرامج التوجيهية لأسرهم، وأشار إلى قيام ذوي الاختصاص بالتدخل المبكر للكشف عن حالات اضطراب طيف التوحد لمساعدتهم في تلقي المساعدة بشكل أفضل.

خدمات تأهيلية وعلاجية

وأوضح الدكتور راشد بن سليمان المنظري مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية قائلا: الخدمات المقدمة من المديرية لذوي اضطراب طيف التوحد المتمثلة في الخدمات الاجتماعية والتأهيلية والعلاجية للمصابين بطيف التوحد عبر خمسة مراكز الوفاء الاجتماعي بولايات المحافظة، وأشار المنظري إلى زيادة عدد حالات طيف التوحد خلال السنوات الأخيرة، وهناك تكاتف بين وزارة الصحة كدور علاجي، ووزارة التنمية الاجتماعية كدور تأهيلي، ووزارة التربية والتعليم كدور تعليمي، إضافة إلى جهود المجتمع والأسرة كونها الداعم الأساسي لعملية التأهيل، وكون المجتمع داعما مهما في تقبل الفرد المصاب باضطراب طيف التوحد واحتوائه.

وأشارت فتحية بنت حمد الزدجالية مشرفة مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين ببدبد إلى أن المركز يقوم بتأهيل 21 حالة من ذوي اضطراب طيف التوحد موزعين بين الجلسات الفردية والجماعية من أصل 100 طفل معاق في مختلف الجوانب الجسدية والعقلية والحسية يقوم المركز برعايتهم، ويقوم بتأهيلهم كادر مؤهل من الأخصائيين النفسيين والفنيين ومساعدات التربية الخاصة، وأكدت أن الأطفال يتلقون خدمات مختلفة في تعديل السلوك والخدمات المساندة كالعلاج الوظيفي وعلاج تقويم النطق، إضافة إلى الأنشطة الأخرى كالأنشطة الزراعية والاعتناء بالحيوانات، والعلاج بالرمل، العلاج بالماء، وهي أنشطة ترفيهية متعددة الأبعاد تطبق باستراتيجيات حديثة ومتعددة تساهم في تطوير القدرات العقلية والحركية الكبيرة والدقيقة، إضافة إلى تطوير المهارات الحسية ومواكبة المستجدات العلمية والبحث العلمي، وأشارت إلى أن «قصة نجاح» يعتبر رسالة إيجابية لأسر الأطفال والعاملين معهم للنظر في الجانب المشرق من حياة هؤلاء الأطفال، من خلال دمجهم في المجتمع لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

إنسان عادي

وأوضحت الدكتورة علياء بنت سالم الغابشية عضو بمجلس إدارة جمعية التوحد العمانية، وولية أمر طفل توحدي أن المصاب بالتوحد يعتبر إنسانا عاديا يمتلك نقاط قوة، ونقاطا أخرى تحتاج الكثير من العمل والجهد لتحسينها وتقويتها بالإضافة إلى بيئة مساندة تطور من مهاراته، وأشارت إلى دور الأسرة في الارتقاء بشخصية الطفل التوحدي، ودورهم في عملية النمو النفسي والاجتماعي والعقلي للطفل.

وتظهر أعراض اضطراب طيف التوحد على بعض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد ينمو أطفال آخرون مصابون بذلك الاضطراب بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين أو عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها بالفعل، ويتميز كل طفل مصاب باضطراب طيف التوحد بنمط سلوكي فريد، ومستوى معين من حدة الاضطراب، يتأرجح بين انخفاض وارتفاع الأداء الوظيفي، قد يصعب تحديد مستوى حدة الاضطراب لدى الطفل أحيانا، نظرا للمزيج الفريد من الأعراض الذي يظهر على كل طفل على حدة، ويؤثر اضطراب طيف التوحد في كيفية إدراك الطفل للآخرين والاندماج معهم، ويتجلى هذا الاضطراب في جوانب أساسية من نموه مثل التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي.

ذكاء أقل من الطبيعي

ويعاني معظم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من بطء في اكتساب المعرفة والمهارات، كما تظهر لديهم علامات على ذكاء أقل من الطبيعي، وقد يتراوح لديهم معدل الذكاء من متوسط إلى مرتفع، مما يزيد من قابلية التعلم لديهم بسرعة، غير أنهم يجدون صعوبة في التواصل والتأقلم على الحياة اليومية والمواقف الاجتماعية، كما أن العديد منهم موهوبون، ويمتلكون مهارات استثنائية في العديد من المجالات.

ويبلغ عدد الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الملتحقين بمراكز الوفاء لـتأهيل الأطفال المعاقين 262 حالة: 214 منهم من الذكور، و48 حالة من الإناث بنهاية 2016 الماضي.

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة خصصت يوم الثاني من أبريل من كل عام يوما عالميا للتعريف باضطراب طيف التوحد ونشر الوعي المجتمعي عنه منذ اعتماده نهاية عام 2007م.