975407
975407
المنوعات

بلدية مسقط ترفد مكتبات المنطقة بنسخة عربية لكتاب «مدن للناس»

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

ترجم إلى 24 لغة نظرا لأهميته وندرة طرحه -

كتب – عامر بن عبدالله الأنصاري -

دشنت بلدية مسقط أمس الأربعاء النسخة المترجمة للغة العربية لكتاب «مدن للناس» للمؤلف المعماري العالمي البروفيسور «يان جيل»، وذلك في نادي الواحات برعاية معالي المهندس محسن بن محمد الشيخ رئيس بلدية مسقط، وحضور مؤلف الكتاب «يان جيل» وعدد من أصحاب السعادة والمهندسين والمعنيين بالجانب الهندسي.

ويُعنى الكتاب الذي تمت ترجمته من قبل جامعة السلطان قابوس تحت إشراف الدكتور مسلم بن علي المعني بالهندسة المعمارية للمدن، ويحوي بين دفتيه مواضيع متعددة مقسمة على أبواب، منها باب بعنوان «البعد الإنساني» الذي يحوي قسم البعد الإنساني، وقسم «نشكل المدن – ثم تشكلنا»، وقسم «المدينة مكان للالتقاء»، إضافة إلى باب المدن المفعمة بالحياة والصحة والأمان والاستدامة، وغيرها الكثير.

المكتبة العربية

وحول ترجمة الكتاب قال الدكتور مسلم بن علي المعني مساعد عميد كلية الآداب للدراسات الجامعية: «الكتاب يعتبر إضافة للمكتبة العربية بشكل عام وليس للمكتبة العمانية فقط، خصوصا أن الكتب العربية تفتقر لمثل هذه الكتب».

وأضاف: «مشروع ترجمة الكتاب تم تنفيذه في جامعة السلطان قابوس، وهي ثمرة جهد فريق عمل من طلاب قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية تحت إشرافي المباشر».

وتابع: «الكتاب، وبما يحمله من أهمية كبيرة، تمت ترجمته إلى 24 لغة، وآخرها الإصدار الذي ندشنه اليوم باللغة العربية، وأتت فكرة ترجمة الكتاب من بلدية مسقط، ثم طرحت على جامعة السلطان قابوس، حيث رحبنا بالفكرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكانت عملية الترجمة بمثابة تدريب عملي لطلبة قسم اللغة الإنجليزية، كما استغرقت الترجمة قرابة سنتين بجهود 16 طالبا، وإشرافي المباشر، وقام بتحرير اللغة العربية البروفيسور سعيد فائق من الجامعة الأمريكية بإمارة الشارقة».

250 مدينة

وبدوره قال سيف بن سباع الرشيدي، مستشار الشؤون الإعلامية ببلدية مسقط: «ترجمة الكتاب يأتي ضمن جهود بلدية مسقط لنشر المعرفة، خاصة فيما يتعلق بالساحات والفضاءات العامة، والبروفيسور (يان جيل) مؤلف الكتاب يعتبر من أهم، إن لم يكن من أفضل مخططي المدن في العالم، قدَّم مشاريع في أكثر من 250 مدينة حول العالم، إضافة إلى الكثير من الاستشارات لمخططي المدن ورؤسائها في دول العالم، ويعتبر قامة فارقة في مجال تخطيط الساحات والفضاءات العامة، وفلسفته قائمة على الإنسان يبدأ بتشكيل المدن، ثم المدن هي من تشكل الإنسان، بمعنى أنه يجب علينا كمسؤولين ومتخذي قرار أن نشكل مدننا للناس وليس للآلات والمعدات والسيارات، فالإنسان يستطيع أن يمشي وأن يمارس مختلف الرياضات، وبهذه النظرة يحول البروفيسور (يان جيل) المدن الحديثة إلى مدن يسهل فيها الحياة، ومدن تلبي حاجات الساكنين وتطلعاتها، وفي نفس الوقت تكون مدنا صحية».

وأضاف الرشيدي: «تعتمد كل مشاريع (يان جيل) على المشي وعلى ركوب الدراجات والتقليل من استخدام السيارات، كما تهدف تصاميمه ومشاريعه إلى أن يلتقي الناس ببعضهم أثناء الانتقال من مكان إلى آخر ويتبادلون وجهات النظر والحوارات».

وتابع: «الكتاب الذي دشناه اليوم ثمرة تعاون مسبق مع البروفيسور، وذلك في عام 2007 لبحث مستقبل مسقط خاصة الفضاءات العامة، وجرى الاتفاق بين بلدية مسقط والبروفيسور على أن تكون حقوق ترجمة الكتاب وتنفيذه لبلدية مسقط، والهدف نشر المعرفة للمختصين بتصميم المدن، سواء أكان ذلك في السلطنة أو الوطن العربي ككل».

واختتم «الكتاب يركز على المباني المناسبة للمستوى الإنساني الطبيعي، ولا يدعو إلى التوجه للمباني الضخمة والشاهقة، بل يركز على المساحات والفضاءات العامة، وهذه الفلسفة أعطت قيمة مضافة للمدن، وذلك حسب المؤشرات العالمية للمدن».

جدير بالذكر أن البروفيسور «يان جيل» هو مهندس معماري دنماركي ولد عام 1936، حصل على الماجستير من الأكاديمية الملكية الدنماركية للفنون الجميلة عام 1960، ومارس الهندسة المعمارية 6 سنوات بعد حصوله على الماجستير، وفي عام 1966 حصل على منحة دراسية لشهادة الدكتوراه من مؤسسة «دراسات في شكل واستخدام الأماكن العامة».

ويعود الفضل في تركز «يان جيل» على أهمية الناس واعتبارهم أولوية أثناء تصميم المدن إلى زوجته الطبيبة النفسانية التي كانت تطرح العديد من الأسئلة حول ما إذا كان الجانب الإنساني في العمارة لم ينظر له بعناية كافية، وكانت بداية «يان جيل» وزوجته في دراسة الرابط بين علم الاجتماع وعلم النفس والهندسة المعمارية والتخطيط، ولدى «يان جيل» العديد من المؤلفات أولها عام 1971.