أفكار وآراء

مزيد من القوات لإنهاء الانسداد في أفغانستان

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

جون مكين وليندسي جراهام  -

ترجمة - قاسم مكي  -

واشنطن بوست -

في الحادي عشر من سبتمبر 2001 قتل إرهابيو القاعدة 3 آلاف مدني بريء على التراب الأمريكي حين كانت تحت حماية طالبان في أفغانستان. ردا على ذلك الهجوم، تم نشر قوات أمريكية ومن الناتو في أفغانستان لتعقب المسؤولين عنه ولضمان ألا تكون أفغانستان مأوى للإرهابيين مرة أخرى على الإطلاق. ومنذ ذلك التاريخ، ضحى ما يزيد عن ألفي أمريكي وأكثر من ألف جندي من الحلفاء الآخرين في الناتو بحياتهم في سبيل الوفاء بهذه المهمة.

ولكن بعد ما يزيد عن عقد ونصف العقد منذ بداية الحرب، أبلغ الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان، لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الشهر الماضي أن الحرب في أفغانستان تراوح مكانها (دخلت في طريق مسدود). والمطلوب من الرئيس ترامب إيلاء موضوع أفغانستان نفس ذلك القدر من الإلحاح الذي يوليه هو وإدارته لمحاربة جماعة داعش، وإلا ستهدد هذه المراوحة في المكان بالتحول إلى فشل استراتيجي. لقد أدى هجومان متزامنان شنتهما طالبان في كابول قبل أسابيع إلى مقتل 16 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 40. وفي شمال أفغانستان اجتاحت طالبان منطقة أخرى. تأتي هذه الانتكاسات في أعقاب خسائر مزعجة حول أفغانستان.

لقد أكد نيكلسون مؤخرا ما ورد في تقرير للمفتش العام بأن جملة المناطق (الإدارية) التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية في أفغانستان أو تلك التي يوجد لها نفوذ فيها هناك تقلصت إلى 57% فقط من 72% قبل عام. ليس هنالك شك في أن الأفغان (جنود الحكومة) يقاتلون بشراسة لحماية بلدهم من أعدائنا المشتركين. وفي نفس الوقت يجب علينا إدراك أن الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب في أفغانستان ضد الأعداء الإرهابيين الذين هاجموا أمريكا في 11 سبتمبر2001 وورثتهم الأيديولوجيين. علينا التصرف على هذا الأساس. لكننا لسوء الحظ قيدنا أيدي قواتنا المسلحة في أفغانستان في السنين الأخيرة. وبدلا من محاولة كسب الحرب اكتفينا فقط بمحاولة عدم خسارتها.

لقد شهدنا المرة تلو الأخرى حالات سحب للقوات بدا أنها تتعلق بالسياسة في الولايات المتحدة أكثر منها بما يحدث على الأرض. وبدا أن الهوس بسياسة «مستويات إدارة القوات» في أفغانستان وكذلك العراق وسوريا يتعلق بقياس حجم القوات (التي يتم نشرها) أكثر مما يرتبط بقياس نجاحها (في مهامها). كما أن السلطات التي تمنح (لهذه القوات) كانت مقيدة بشدة. فحتى الصيف الماضي كانت قواتنا ممنوعة من استهداف طالبان إلا عند الضرورة القصوى مما خفف الضغط على المسلحين ومكَّنهم من إعادة بناء قواتهم واستئناف الهجوم. بل وحينما كنا نقاتل جماعة داعش في سوريا والعراق كان التفويض الممنوح للقوات الأمريكية في أفغانستان محدودا جدا بحيث انقضى عام كامل قبل أن يسمح لها بضرب مقاتلي هذه الجماعة في أفغانستان.

وفي حين أننا اكتفينا بإستراتيجية «عدم خسارة الحرب» إلا أن المخاطر التي تواجه القوات الأمريكية والأفغانية تفاقمت أكثر مع اشتداد التهديد الإرهابي. لقد صارت طالبان أكثر خطورة وزادت من مساحة الأراضي التي تسيطر عليها وألحقت بالقوات الأفغانية إصابات بليغة. ويقال إنها تفعل ذلك بعون ما من إيران وروسيا اللتين لا تريدان شيئا سوى فشل الولايات المتحدة في أفغانستان. إن القاعدة وشبكة حقاني تواصلان تهديد مصالح واشنطن في أفغانستان وما وراءها. كما تحاول داعش إقامة ملاذ آمن آخر لها يمكنها منه تدبير وتنفيذ هجماتها. إلى ذلك، تفشل جهود الولايات المتحدة في مواجهة هذه التهديدات الإرهابية باستمرار بسبب ملاذات الإرهابيين في باكستان التي تستخدم للهجوم عبر الحدود وقتل الجنود الأمريكيين. ولن تفعل العلاقات المتدهورة بين باكستان وأفغانستان سوى جعل هذه المشكلة أكثر صعوبة. يملك ترامب فرصة مهمة لفتح صفحة جديدة وانتزاع المبادرة ونقل القتال إلى (مواقع) أعدائنا الإرهابيين. وللقيام بذلك، على الولايات المتحدة المواءمة بين الأهداف والوسائل في أفغانستان. إن هدف الولايات المتحدة في أفغانستان الآن هو نفس هدفها في عام 2001 . أي منع الإرهابيين من استخدام أراضيها للهجوم على الولايات المتحدة . ونحن نسعى لتحقيق هذا الهدف بدعم مؤسسات الحكم والأمن الأفغانية فيما هي تتحول بالتدريج وبعون أقل من الولايات المتحدة إلى الاعتماد على نفسها في الدفاع عن بلدها وهزيمة أعدائنا وأعدائها الإرهابيين.

إن النجاح في ذلك يتطلب نشر أعداد كافية من القوات في المناطق الهامة وتزويدها بسلطات وقدرات كافية. وبناء على أحاديثنا مع القادة الميدانيين، نرى أن الإستراتيجية التي من شأنها تأمين النجاح ستتطلب قوات إضافية من الولايات المتحدة ومن التحالف وتفويضها بسلطات أكثر مرونة . كما ستتطلب (هذه الاستراتيجية) أيضا دعما متواصلا لقوات الأمن الأفغانية في تطوير قدراتها المفتاحية اللازمة لإنهاء الانسداد (في الحرب) وخصوصا قدراتها الهجومية مثل قوات العمليات الخاصة والإسناد الجوي الفعال .

لقد ظلت الولايات المتحدة في حالة حرب في أفغانستان لما يقرب من 16 عاما. ومهما بلغ الضجر مبلغه ببعض الأمريكيين من هذا الصراع الطويل إلا أننا تلزمنا مواصلة مهمتنا حتى تكلل بالنجاح. لقد شاهدنا ما حدث حين أخفقنا في التحلي باليقظة. إن التهديدات التي نواجهها حقيقية والرهانات عالية ليس فقط بالنسبة لحياة الشعب الأفغاني واستقرار المنطقة ولكن أيضا للأمن القومي الأمريكي.

• جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي وليندسي جراهام عضو اللجنة.