968532
968532
مرايا

حصـن طـاقة.. عـراقة وتـاريخ المعـمـار العـمـانـي

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

مكتب صلالة – عامر بن غانم الرواس -

يقع حصن طاقة وسط مدينة طاقة التي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي (30) ثلاثين كيلو مترا، ويعتبر من المعالم التاريخية المهمة، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان مبنى سكني للشيخ علي بن تمان المعشني إلى أن آل إلى الدولة في عهد السلطان تيمور بن فيصل، واستخدم لإدارة أمور الولاية.

وأجريت على الحصن إضافات وذلك خلال فترة الستينات من القرن العشرين، وشملت هذه الإضافات بناء ثلاثة أبراج والبرزة ومخزنين، كما أن البوابة الحالية والتي كانت إلى الداخل ثم تحولت إلى الخارج بعد الإضافات، وعُمل عليها جدار بارتفاع ما يقارب المتر والنصف ويبعد عن البوابة بحوالي متر واحد، واستخدمت في بنائها مواد محلية من حول الحصن والمواقع القريبة منه.

وصمم الحصن وفق استراتيجية معينة تسمح بمرور المواد بسهولة ويسر لكافة أرجاء الحصن، ويتكون الحصن حاليا من دورين حيث يتكون الدور الأرضي من

البرزة والسجن وغرف نوم العسكر وحمام العسكر وغرفة المكتب والمخزن الخارجي والمخازن الداخلية والبئر، ويتكون الدور الأول من غرف النوم وحمام والمطبخ والتلة والأبراج.

ولأهمية الحصن فقد تولت وزارة التراث القومي والثقافة الإشراف عليه من عام 1991م، وبعدها بعام واحد تم ترميمه على الطراز المعماري القديم نفسه حيث بلغت تكلفة الترميم 280 ألف ريال عماني، ونفذت المشروع شركة متخصصة في أعمال الترميم تحت إشراف مهندسين عمانيين، واستخدم كمتحف وتم تأثيثه بالحرف والمشغولات اليدوية والتحف النادرة بإشراف نساء من الولاية من ذوات الخبرة، وقد تم افتتاحه يوم الأحد 28 من ذي القعدة 1414هـ الموافق 8 من مايو 1994م بمناسبة عام التراث العماني تحت رعاية والي طاقة، ثم آل إلى وزارة السياحة عام 2005م التي قامت بترميمه من جديد، حيث راعت في الحفاظ على الطابع المعماري للأثر من خلال الحفاظ على جميع العناصر الزخرفية والفنية سليمة دون تشويه أو تحريف مع الالتزام بالمواثيق والأعراف الدولية في حفظ وترميم المباني التاريخية والاستفادة من المواد والطرق التقليدية المستخدمة في إنشاء تلك النوعيات من المباني الأثرية، والاستفادة من الدراسات التاريخية وما هو متاح من وثائق أو رسومات والاستناد على نتائج مجموعة الدراسات والأبحاث التي تم إجراؤها وذلك لتحديد الأسلوب الأمثل للترميم والمواد التي استخدمت في بنائه، فمثلا هناك مبانٍ طينية وحجرية وأخرى تجمع الاثنين معا.

وقد اشتملت الأعمال على ترميم التصدعات الداخلية والشروخ في الجسم الداخلي لجدران الحصن والذي تسبب في سقوط بعض الأجزاء من جراء ضعف الطبقات الطينية وتعرضها للعوامل الجوية كالأمطار والرطوبة وتصريف المياه أسفل الحصن لعدم وجود آلية لتنظيمها. وكذلك بعض الشقوق في سقف الحصن وألية تصريف المياه ومعالجة تساقط الطبقة الأخيرة من الصاروج في بعض أجزائه، وقد تم الانتهاء من أعمال الترميم في نهاية اكتوبر2013.