khaseeb
khaseeb
أعمدة

نبض المجتمع : «مبادرون».. دائمًا

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

خصيب عبدالله القريني -

إنّ غرس القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية لا يمكن أن يتحقق بالشعارات الرنانة والأقوال الفارغة، ولكنه يتحقق بالمزيد من العمل والأفعال التي تترجم هذه القيم إلى واقع ملموس، وهكذا هي دائمًا الأعمال تحتاج منا إلى ممارسة فعلية لكي تحقق أهدافها وتؤتي ثمارها، تحتاج لأشخاص يقدرون قيمة العمل ويؤمنون بأهميته.

وهنا أسجل كلمة شكر وتقدير لفريق (مبادرون) الذي يمارس أنشطته التطوعية في ولاية صحم، فريق أقل ما يوصف انه وضع مبدأ التطوع في مساره الصحيح، وأراد أن يترجم هذا المبدأ إلى أعمال نفعية تساهم في رقي الولاية، وقبل ذلك تساهم في رقي نفس كل شخص يساهم ويشارك في فعاليات هذا الفريق، فالقيام بهذا العمل التطوعي ودون مقابل مادي أو شهرة معنوية صفة لا يمتلكها إلا من تجردت نفسه من الرياء والمفاخرة، وهنا يظهر جانب آخر في هدف الفريق لا يقل أهمية عن بقية الأهداف، فصناعة شخص متطوع ليس بالأمر الهين، فالتطوع لا يقاس بوقت أو مكان بل هو أسلوب حياة، وهذا ما يسعى له الفريق في اعتقادي الشخصي ومن خلال متابعتي لأعماله.

إن القدرة على صنع ثقافة العمل التطوعي على مستوى الأفراد والفرق الأهلية والمؤسسات العامة والخاصة هو أحد الأهداف التي أتمنى أن يركز عليه هذا الفريق، فما أحوجنا لثقافة التطوع في هذا الوقت، فالطاقات الشبابية قادرة ومتحمسة لخوض هذه التجربة، ويبقى من يحرك المياه وينير الدرب، فالكثير منا لديه الرغبة ولكن لا يجد من يوجهه أو يرشده أو يحمسه لمثل هذه الأعمال، وأن الأخذ بأيدي هؤلاء الشباب وتوجيههم الوجهة الصحيحة أرى أنه هدف سامي يجب على مؤسسي الفريق وضعه نصب أعينهم لكي يستمر العمل ولا ينحصر بوجود فئة معينة متى ما حضرت وجد العمل ومتى ما غابت توقف العمل، كما أن وجود أذرع للفريق في مختلف قرى الولاية هو أسلوب آخر يجب أن يعيه الفريق لكي تستمر هذه الملحمة.

إنَّ القيام بحملات تطوعية كتلك التي نفذت في الفترة الأخيرة والخاصة بتنظيف شواطئ الولاية هي أحد الجهود التي يبذلها هذا الفريق الذي أتمنى أن تستمر جهوده وتتواصل وألا تنحصر في مكانات محددة أو فترات زمنية معينة، وأن يوسع نطاق جهوده ليشمل مختلف الفرق والتجمعات السكانية، وأن تكون أهدافه ليست محصورة في الجانب المادي كما أشرت بل ترتقي لتصل إلى مرحلة إيجاد نوع من الثقافة التطوعية الدائمة التي لا تعتمد على الموسمية أو المزاجية، بل يكون هنالك برنامج سنوي واضح ومحدد المعالم والتوقيتات والمنفذين أيضا، لكي يكون العمل عملا منظما وليس مجرد أعمال ارتجالية لا تكتب لها الاستمرارية.

إنني اكتب عن أنشطة وأعمال الفريق وليس لي أي معرفة بأعضائه سوى ما أعرفه من معلومات وأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك، وبالتالي لست هنا في مجال التمجيد والمديح لاحد، ولكن رأيت أن من واجبي أن أدعم جهود هذا الفريق، ولو بكلمة شكر وتقدير رغم قناعاتي بأنهم ليسوا بحاجة لها، ولكن من باب التعزيز لهذا الجهود النبيلة، متمنيًا كل التوفيق والنجاح للفريق ولجهوده، وأن تكون الأهداف كبيرة بحجم القامات الكبيرة التي تقف وراء هذا الفريق وألا تنحصر بزمان أو مكان معين.