974356
974356
عمان اليوم

«البيئة»: «النورس 2017» بدأ مع اكتشاف تدفق النفط بميناء الفحل بفعل الظروف الجوية

04 أبريل 2017
04 أبريل 2017

التمرين يقيس فاعلية خطط الطوارئ الوطنية -

سليمان العبيداني: الكشف عن البقعة المتسربة حول عوامة الإرساء بميناء الفحل -

كتبت- خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

أكدت وزارة البيئة والشؤون المناخية أن عمليات تقييم التمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي «النورس 2017» بدأت عند اكتشاف التلوث في المنطقة الواقعة في منطقة ميناء الفحل وتفعيل خطة الطوارئ وتنفيذ عمليات الاستجابة الفورية للحادث، وهدفت الحلقة التي نظمتها وزارة البيئة والشؤون المناخية في هذا الشأن إلى قياس فاعلية خطط الطوارئ الوطنية المعنية بمكافحة التلوث الزيتي ورفع الجاهزية للاستجابة المشتركة وتفعيل مسؤولية وأدوار المؤسسات الوطنية وتدريب كوادرها وتطوير قدراتها وتبادل الخبرات بينها والاطلاع على إمكانياتها الفنية والإدارية.

حضر الحلقة ممثلون عن كافة الجهات المشاركة من الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف، والهيئة العامة للأرصاد الجوية، والخبراء من شركة تنمية نفط عمان، ووزارة البيئة والشؤون المناخية، لتقييم العمليات التي تم اتخاذها أثناء التمرين للوقوف على التحديات التي واجهتها بغية إيجاد الحلول المناسبة لها وتضمينها عند تحديث خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت.

مسار الاستجابة

واستعرض سليمان بن فريش بن سيف العبيداني رئيس قسم إدارة وتخطيط الطوارئ بشركة تنمية نفط عمان، مسار الاستجابة الزمني والعملي لتمرين النورس 2017، حيث بدأت أعمال التمرين من خلال عملية روتينية لتحميل ناقلة نفط خام في ميناء الفحل عن طريق عوامة إرساء موصولة بخط أنبوب بحجم 40 بوصة تحت سطح البحر، وأثناء عملية التحميل بدأ حدوث تسرب كميات من النفط نتيجة لحادث غير معروف في حينه، ولم يتم اكتشاف التسرب حتى حدوث تدفق كميات كبيرة من النفط وظهورها على سطح بحر ميناء الفحل.

وأكد أنه تم الكشف عن البقعة النفطية المتسربة في المنطقة الواقعة حول عوامة الإرساء داخل حدود مياه الشركة بميناء الفحل وذلك حين قيام موظفو الشركة بالجولة التفقدية الروتينية في تمام الساعة السادسة صباحا ومن ثم تم تبليغ العمليات البحرية وغرفة التحكم بالشركة، ليتم إعطاء التعليمات بالتوقف الطارئ لعمليات ضخ النفط لجميع عوامات الإرساء البحرية، وإغلاق جميع الصمامات، لتتحرك وحدات الشركة بحسب خطة الطوارئ المحلية لتقصي مصدر التسرب، وذلك بإرسال الغواصين إلى قاع البحر ونشر الحواجز المطاطية داخل منطقة ميناء الفحل وذلك لمحاولة احتواء البقع الزيتية المتسربة والقيام بعمليات شفط الزيت باستخدام كاشطات خاصة بذلك.

عامل الظرف الجوي

وأوضح المهندس عمران بن محمد الكمزاري مدير مركز مراقبة عمليات التلوث بوزارة البيئة والشؤون المناخية أن عمليات التمرين بدأت عند اكتشاف التلوث، ونظرا لحجم كميات النفط التي تدفقت من مصدر التلوث إلى جانب الظروف الجوية التي ساعدت بخروج كميات من النفط إلى خارج منطقة الشركة واتجاهها إلى عمق البحر وأخرى إلى منطقة شاطئ القرم مرورا بالمنطقة البيئية الحساسة لمحمية القرم الطبيعية، شكل ذلك تحديا كبيرا فاق قدرات الشركة فاستوجب الأمر تفعيل خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت للتعامل مع الحادث في مستوياته الثاني والثالث، وأوضح أنه تم اختيار عدة مواقع لتنفيذ عمليات التمرين.

وأكد الكمزاري أنه تم تنفيذ خطة الاستجابة على شواطئ منطقة القرم لمنع الأضرار البشرية والطبيعية التي يمكن أن يسببها هذا التسرب النفطي، حيث تم إنزال الحواجز المطاطية لحماية شاطئ القرم السياحي، وإغلاق مدخل خور محمية أشجار القرم لتجنب دخول البقعة الزيتية إلى المحمية، كما قامت محطة الغبرة لتحلية المياه والطاقة بتنفيذ خطة الطوارئ الخاصة بالشركة من خلال إنزال الحواجز المطاطية لحماية المحطة من البقعة الزيتية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية لمعالجة الآثار الناتجة عن التسرب وضمان عدم تأثيرها على مياه الشرب، كما تم إشعار كافة المنشآت السياحية والمواطنين والمقيمين بعدم الاقتراب من المناطق الشاطئية المتأثرة بالتلوث حفاظا على سلامتهم، وأكد الكمزاري أنه تمت السيطرة على الحادث من خلال عمليات المكافحة المختلفة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للسيطرة على الحادث والخروج بأقل الأضرار.

وقال الكمزاري: إنه تم تنفيذ مثل هذا التمرين من المستوى الثالث منذ أكثر من عشرة سنوات، وأصبح تحديا نظرا لتغيير مسميات بعض أعضاء الجهات في الخطة الوطنية لمكافحة التلوث، بالإضافة إلى ظهور وجوه جديدة غير مدربة على الساحة الميدانية. ولأول مرة كذلك تم استخدام الحواجز المطاطية والمعدات في عمق البحر منذ اعتماد الخطة، حيث تمت تجربتها فقط في مداخل الموانئ والشواطئ، واستخدام طائرة «الكاسا» الاستطلاعية لأول مرة في السلطنة ورش المشتتات الكيميائية، ولأول مرة تم إدارة حادث التمرين بمركز العمليات في مقر الوزارة وإقامة مؤتمر صحفي إعلامي، كما تم تفعيل اللجنة الوطنية للدفاع المدني لإدارة الحادثة في المستوى الثالث حسب الخطة.

وتكونت الفرق المشاركة من وزارة البيئة والشؤون المناخية من فريق التقييم والمسح الذي يعمل على تحديد المواقع وتقييم مدى التلوث وتحديد مستوى التلوث وكميته، والفريق اللوجستي الذي يعمل على دعم الفرق والجهات المشاركة بمختلف المتطلبات من مركبات وتغذية أدوات السلامة والوقاية وأجهزة التواصل وفريق إدارة المخلفات الذي يعمل على التنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة للتعامل مع الملوثات والإشراف على عمليات تجميعها حتى تخزينها أو التخلص منها بالطرق المتعارف عليها، وفريق العمليات داخل البحر الذي يعمل على حصر مخاطر التعامل مع الحادثة أثناء المهمة للخروج بأقل الأضرار.

أحداث مركز

الأمن البحري

واستعرض النقيب بحري أحمد بن سالم بن عبدالله الخزيمي، ركن 3 عمليات أمن بحري، أحداث مركز الأمن البحري خلال تنفيذ تمرين النورس 2017م المتمثلة في تلقي بلاغ حادثة التلوث من مركز مراقبة عمليات التلوث، وإرسال رسالة للجهات العسكرية والأمنية بخصوص حادثة التلوث الزيتي التي تم تصنيفها بالمستوى الأول، ثم وصول طائرة الكاسا التعبوية لقاعدة المصنعة الجوية، واستلام البلاغ الثاني من مركز مراقبة عمليات التلوث عن تدفق كميات من النفط الخام بكميات كبيرة غطت المنطقة الواقعة على شواطئ ميناء الفحل، حيث تم رفع تصنيف الحادثة إلى المستوى الثاني، وبالتالي إرسال رسالة للجهات العسكرية والأمنية والمدنية بخصوص المستجدات بحادثة التلوث الزيتي، حيث تم تصنيف الحادثة بالمستوى الثاني، تبعها إرسال رسالة لمركز عمليات سلاح الجو السلطاني العماني للاستطلاع والتحري حول منطقة التلوث الزيتي المتأثرة، عندها قامت زوارق الشرطة باستلام الطوق المخصص لمكافحة التلوث من سفينة البحرية السلطانية «سبع البحر» وإنزاله على سطح البحر للقيام بعملية تطويق المنطقة.

كما أوضح الخزيمي تحركات القطع البحرية والزوارق والطائرات المتمثلة في الطلعات الجوية المشاركة في التمرين، وتحركات السفن والزوارق البحرية، حيث قامت سفينة «سبع البحر» التابعة للبحرية السلطانية العمانية بنقل أفراد ومعدات مكافحة التلوث الزيتي من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية إلى موقع التمرين، قامت خمس من زوارق شرطة خفر السواحل بنقل الأفراد والمعدات والفرق الإعلامية من ميناء السلطان قابوس إلى منطقة التمرين.

وأوضح بدر بن علي الرمحي، مدير التنبؤات ونظام الإنذار المبكر بالمديرية العامة للأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني، برنامج تتبع مسار الملوثات، من حيث تقدير حركة ومستوى حدة الملوثات (الحرائق أو السموم المنبعثة) في الهواء من عدة مصادر (مثل المنشآت الصناعية أو الانبعاثات الكيميائية غير المقصودة أو انبعاثات الأشعة النووية)، وذلك بالاستعانة بعناصر الطقس بحكم تأثيرها المباشر في تحديد مسار التلوث في الغلاف الجوي، مما يسهم في مساعدة الجهات المختصة في توفير الجهود واتخاذ قرارات أسرع. وأشار إلى مشروع تتبع التسريبات النفطية التي يتم خلالها تتبع مسار التسريبات النفطية من ناقلات النفط، وتتبع مسار التسريبات النفطية لمعرفة مصدر التسريب، والمساعدة في البحث والإنقاذ لقوارب الصيد، إضافة إلى البحث عن الحاويات المفقودة.

الاستجابة للتمرين

وأوضح المقدم أحمد بن محمد الشجبي مساعد مدير الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بمحافظة مسقط أن إجراءات «الهيئة» أثناء الاستجابة للتمرين الوطني لمكافحة التلوث الزيتي «نورس 2017» المتمثلة في مركز عمليات الهيئة العامة، حيث تلقى مركز عمليات الهيئة العامة بلاغا يفيد عن تسرب زيتي بميناء الفحل في تمام الساعة (10:20) بتاريخ 31 يناير 2017م، وتم تحليل وتقييم المعلومات الواردة بشكل دقيق، وتمريرها للمعنيين والفرق المستجيبة، وإشعار المعنيين، ومتابعة تحرك الفرق، كما تم جمع المعلومات أولا بأول من الفرق المستجيبة، والتنسيق بين إدارات الهيئة العامة لتقييم مدى الحاجة لرفع درجة الاستعداد أو لطلب الإمداد بالإمكانيات البشرية والمادية، وتم توجيه ممثل الهيئة العامة للتواجد بمركز مراقبة عمليات التلوث بوزارة البيئة والشؤون المناخية، والمتابعة والتقييم وتلقي التقارير عن التطورات والإجراءات المتخذة وتوجيه المصادر المادية والبشرية، ومراقبة الموقف العام للتمرين والمتابعة للفرضيات التي تتطلب تدخل فرق الهيئة العامة الأخرى بالتنسيق مع ممثل الهيئة بمركز مراقبة عمليات التلوث.

كما تطرقت الحلقة إلى الوضع الحالي للسلطنة في تنفيذ قرارات المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، قدمها ربان عبدالمنعم محمد الجناحي مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية، ويستعرض اليوم بوزارة البيئة والشؤون المناخية تقرير خبراء «ميماك»، وخطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث الزيتي.