كلمة عمان

الاستيطان الإسرائيلي يتحدى الجميع!!

01 أبريل 2017
01 أبريل 2017

على امتداد السنوات الماضية، كانت استراتيجية إسرائيل للتوسع الاستيطاني، في الضفة الغربية المحتلة، وبالطبع في القدس الشرقية، وهي جزء من الضفة تقوم على ما يمكن تسميته بالقضم المتتابع للأراضي، أو التمدد الزاحف، سواء عبر التوسع التدريجي في المستوطنات القائمة، بحجة الحاجة لمواجهة الزيادة السكانية والنمو الطبيعي للمستوطنين، أو من خلال إقامة مستوطنات مؤقتة، باستخدام المنازل المتنقلة، وتحويلها إلى مستوطنات دائمة بعد ذلك بمرور الوقت. ولكن حكومة نتانياهو أرادت هذه المرة الإعلان بوضوح وفي تحد سافر وتام لجميع من يعنيهم الأمر ، أنها ستقوم بإنشاء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ عشرين عاما تقريبا.

ومن المؤكد أن هذا الإعلان الإسرائيلي لم يأت صدفة، ولكنه جاء محسوبا بعناية بالغة، واستغلالا أيضا لمجمل الظروف العربية والإقليمية الدولية من ناحية، ولتولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها قبل أقل من ثلاثة أشهر، واستباقا لما يمكن أن تتمخض عنه محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء عملية السلام والدفع نحو حل القضية الفلسطينية، وهو ما يجري التشاور بشأنه على مستويات عدة خلال هذه الأيام من ناحية ثانية. ومع وضع كل هذه الملابسات في الاعتبار، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حل الصراع؟ وهل يريد إتاحة الفرصة أمام تطبيق حل الدولتين، الذي يحظى بتأييد واسع على المستوى الدولي؟ وهل يريد السلام حقا؟ أم أنه يريد الحصول على كل شيء ودفع الفلسطينيين والعرب والعالم إلى الحائط؟

وفي حين تصاعدت الانتقادات والإدانات لموقف إسرائيل من جانب أطراف عديدة، وبدرجات متفاوتة بالطبع، وفق الموقف السياسي لكل طرف ومدى مصالحه مع إسرائيل، فان نتانياهو يدفع الجميع، وكذلك الموقف في الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية، وإلى مفترق طرق صعب، يخلط الأوراق أمام ترامب، ويدفع الفلسطينيين نحو اليأس من عملية السلام، وينهي عمليا فرص حل الدولتين، الذي تمسكت به الدول العربية في القمة العربية الأخيرة في البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة. فهل كان موقف نتانياهو هو الرد الإسرائيلي على التمسك العربي بالمبادرة العربية وحل الدولتين، أم إنه جاء بشكل ما يحاول أن يوجد وضعا جديدا بالنسبة للحل ولمستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية المحتلة؟

على أية حال فإنه إذا كان نتانياهو قد اختار إعلان قرار بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة في الظروف الراهنة، فإن الرد العربي والإقليمي والدولي على هذا القرار، ينبغي أن يكون عبر العمل الجاد لتفعيل القرارات الدولية، التي تطالب بوقف وإنهاء الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتباره ليس فقط عقبة في طريق السلام، ولكنه تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة وانتهاك لكل القرارات والمواثيق الدولية، وقرار مجلس الأمن في ديسمبر الماضي لا يزال حيا في ذاكرة الجميع.