صحافة

الأسير مروان البرغوثي : أتمنى الشهادة مرتين

31 مارس 2017
31 مارس 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب عيسى قراقع مقالاً بعنوان: الأسير مروان البرغوثي : أتمنى الشهادة مرتين من أجل هذا الشعب العظيم،جاء فيه:

قرر الأسير القائد مروان البرغوثي أن يقود الإضراب المفتوح عن الطعام يوم 17/‏‏4/‏‏2017، متزامنا مع انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني مطلقا على هذه الخطوة « معركة الحرية والكرامة» وطارحاً في بيان أصدره مجموعة من المطالب الإنسانية والمعيشية المتعلقة بتحسين شروط الحياة لكافة الأسرى والأسيرات القابعين في السجون.

بعد 15 عاما من اعتقاله واختطافه على يد قوات الاحتلال أدرك البرغوثي أن حكومة الاحتلال تسعى لحسم المعركة مع الأسرى في السجون، بالسيطرة عليهم وتحويلهم الى مجرد أشباح وأرقام وتجريدهم من رمزيتهم كمناضلين شرعيين وأسرى حرية قاتلوا وضحوا من أجل الحرية والكرامة والاستقلال. إن واقع السجون القاسي والاستهداف الرسمي الإسرائيلي للأسرى من خلال إجراءات تعسفية وتشريعات وقوانين عنصرية ووضع كافة انتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تحت غطاء القانون، والإمعان في سياسة تفريغ المعنى الوطني والنضالي والإنساني للأسير المناضل، دفع البرغوثي الى إعلان المواجهة مستنداً الى يقينه بأن هذه الخطوة ستلقى الدعم والمساندة من الجميع سواء الأسرى بالسجون أو من المؤسسات والجمعيات الحقوقية الأهلية والرسمية خارج السجون. البرغوثي بوعيه وحنكته وحرصه المسؤول على إنسانية الإنسان المناضل شعر بالخطر الشديد بالمخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تحويل السجين الى سجان، وإغراقه في قضايا ثانوية وشكلية بعيدا عن الهم الوطني والنضالي والمتمثل بالحرية ورحيل الاحتلال والذي قاتل وناضل الأسرى في سبيل هذا الهدف.

البرغوثي في ساحة الاشتباك وجها لوجه لحما ودما وإرادة، يرى بأم عينيه حالة التفكك والتشرذم والانقسامات التي سادت صفوف الأسرى، ويرى كيف تحول العمل الجماعي الى عمل فردي، والتراجع الكبير في القيم الوطنية والمفاهيم الأخلاقية والتنظيمية في حياة وسلوك الأسرى، مما يجعل الأسرى فريسة للانقضاض عليهم وشطبهم وتحييدهم عن ساحة النضال، وتحويلهم الى أعباء على أنفسهم ومجتمعهم بدلا أن يكونوا أعباء على الاحتلال.

البرغوثي يرى أسرى يقضون اكثر من 35 عاما في السجون، يموتون ببطء، فيستنهض الروح من اجل السلام الحقيقي الذي لايبدأ إلا بانتهاء الاحتلال، وقد أصبحت دولة اسرائيل دولة سجون ومخابرات، دولة إعدامات ، دولة بوليسية تقف خلف الأسوار والجدران والحواجز والأبراج العسكرية ، دولة تعتقل السلام الذي يمثله الأسرى داخل السجون والمعسكرات.

البرغوثي يتحدى نظرية صهر الوعي الإسرائيلية الرامية الى شيطنة الأسرى ووصفهم بالإرهابيين والمجرمين، لا حقوق لهم، وليسوا محميين وفق قواعد وأحكام اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة ، ووفق مبادئ وشرائع حقوق الانسان والعدالة الكونية، يتحدى هذا الاستفحال المتواصل بقمع الأسرى وامتهان كرامتهم وحقوقهم وإذلالهم على مدار الساعة. البرغوثي يتحدى نظرية « الكابو» التي استمدتها إسرائيل من التجربة النازية في التعامل مع المعتقلين عندما تصبح مصلحة الأسير متماثلة ومتماهية مع مصلحة السجان، بإغراق الأسرى بامتيازات سخيفة على حساب الوحدة الوطنية والجماعية والأهداف النضالية لأسرى بصفتهم أسرى حركة تحرر وطني. البرغوثي يعيش في السجن حالة الحرب الأقسى التي تشنها حكومة الاحتلال على المعتقلين، بصمت وهدوء وبألم شديد، العزل الجماعي والانفرادي، التعذيب المنهجي المتواصل ، اعتقال القاصرين، الأحكام الجائرة بحق الأسرى في محاكم الاحتلال، منع عائلات الأسرى من الزيارات ، الإهمال الطبي وتفاقم الأمراض في أجساد المعتقلين، الاعتقالات الإدارية التعسفية وغير القانونية ، انه يعيش حالة صراع بين الحياة والموت.